السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإعلام الغربى يعلن الحرب على السيسى!

الإعلام الغربى  يعلن الحرب  على السيسى!
الإعلام الغربى يعلن الحرب على السيسى!


منذ أن بدأت فى مصر الانتخابات الرئاسية وكانت حاضرة بقوة فى وسائل الإعلام الغربية باختلاف توجهاتها وبلدانها، وتباينت الآراء ولكنها اتفقت على محصلة واحدة وهى أن الفوز يكاد يكون محسوماً للمرشح «عبد الفتاح السيسى»، وإن فرص نجاحه تكاد تكون متساوية مع فرص الفشل لحمدين صباحى، وأن ذلك سيتوقف على مدى تعلمه من دروس الماضى والأسباب التى أدت الى الانفجار الشعبى مرتين والأزمات التى دخلت فيها البلاد بسبب غياب الشفافية والمساءلة وسيادة القانون. وكان لافتا حجم الصدمة التى يعيشها الغرب وإعلامه من فوز السيسى الذى طالما حاربوه وحاولوا إثناءه عن الترشح والتشكيك فى ثورة 30 يونيو المجيدة.
 
صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أفردت فى صدر صفحاتها تقريرا مطولا لمراسلها فى القاهرة «ديفيد كيركباتريك» الذى حمل عنوان «مدينة مصرية، هتافات للسيسى مقابل شعور بالتذمر» وقال المراسل إن المعارضين للسيسى يرون فيه قائد حملة قمع مميتة بينما يهتف مؤيدوه بانتخابه للرئاسة كضامن للاستقرار الدائم.
 
وعلقت صحيفة «واشنطن بوست» على ترشح السيسى لرئاسة مصر بأن عددًا كبيرًا من المصوتين له من النساء اللائى لا يتوقفن عن تقبيل صوره فى المسيرات المؤيدة للجيش.
 
ونشرت «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية تقريرا لكاتبته «لايرا كينج» تحت عنوان «الكثير فى مصر يتخوفون من ازدياد القمع بعد انتخابات السيسى»، حيث رأت الكاتبة أنه بالنسبة لأولئك الذين استهدفوا فى واحدة من أقسى وأطول حملة قمع على المعارضين للحكومة، فإن السؤال الأهم هو ما إذا كان السيسى سيشعر بالثقة الكافية بفضل نتائج التصويت لتخفيف الإجراءات القمعية التى طبعت العام الماضى بشكل صارخ. وتؤكد الصحيفة أن ما يتوق إليه المصريون الآن هو أن تهدأ الاعتقالات والأحكام قليلا بعد انتخاب الرئيس.       
 
         
أما مجلة «إيكونوميست» البريطانية نشرت فى عددها الأخير تقريرا عن الانتخابات المصرية بعنوان «التحدى الشاق الذى يواجه القائد الجديد». وتساءلت الـ«إيكونوميست» عما إذا كان للسيسى ما يلزم لإعادة بناء بلاده المتهالكة على حد وصفها؛ وترى المجلة أن السيسى استطاع خلال فترة توليه منصب وزير الدفاع ترسيخ ما سمته دور القوات المسلحة فى الاقتصاد المدنى. غير أنها خلصت إلى أن نقطة ضعفه حقوقيا.
 
من جهتها، سلطت صحيفة «تايمز» البريطانية الضوء على تاريخ السيسى وعنونت مقالها «أصول السيسى المتواضعة لا توحى بالرجل القوى الذى تحتاجه مصر»، ونقلت الصحيفة شهادات سكان حى الجمالية حيث نشأ وترعرع السيسى، الذين يتذكرونه فى صغره هادئا، ومجتهدا ومنضبطا.
 
أما «الجارديان» البريطانية فعنونت تقريرها قائلة «المرشح الأوفر حظا عبد الفتاح السيسى يمكن ان يأتى بالاستقرار الذى تحتاجه مصر». هل سيتعلم السيسى من أخطاء الماضى ولا يكررها؟ وأوضحت الصحيفة أن السيسى يتمتع بشعبية كبيرة، ولكن عليه أن يكون مدركا لكل الأسباب التى أدت الى الانفجار الشعبى والأزمات التى دخلت فيها مصر ، ومنها غياب الشفافية وسيادة القانون والمساءلة والبعد عن الأساليب القمعية والتخلى عن رموز الدولة القديمة.
 
أما صحيفة لو فيجارو الفرنسية فعنونت مقالها عن مصر «هل سيتمكن الماريشال السيسى من تقويم مصر؟» واعتبرت الصحيفة أن صورة «المنقذ» مؤكدة، إلا أن الصحيفة خلصت إلى ضرورة تقويم المسألة الأمنية، إضافة إلى القضايا الاقتصادية لتجنب أى انفجار اجتماعى، وتفادى اندلاع موجة جديدة من السخط الشعبى وربما ثورة جديدة.
 
وعلى جانب آخر أبرز موقع ميدل إيست أى الأفعال الرسمية والحكومية على المشاركه الضعيفة من قبل المصوتين فى لجان الانتخاب فى اليوم الأول من التصويت بالتزامن مع دعوات المقاطعة.
 
أما صحيفة الواشنطن بوست فوصفت الانتخابات الرئاسية فى مقال لها بالاحتفالية القومية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسى سعى نحو تحقيق ما هو أبعد من الانتصار الساحق وهو الحضور الجماهيرى الحاشد خلال عملية التصويت فى رسالة قوية نحو المجتمع الدولى مفادها أن الإطاحة بمرسى إنما كانت انعكاسا لإرادة الشعب.
 
ومن جانبها أشارت صحيفة التيليجراف البريطانية إلى حالة الانقسام التى يشهدها الواقع المصرى فى الوقت الراهن فى مقال للكاتب ريتشارد سبنسر تحت عنوان «دولة منقسمة تذهب إلى التصويت».
 
أما الواشنطن بوست فقد كتب ديفيد أجناتيوس أن فوز السيسى شبه مؤكد بالرئاسة؛ وقال الكاتب الأمريكى ديفيد أجناتيوس، إنه بعد زيارته للقاهرة خلال الفترة الماضية، يرى أن مصر يمكن أن تجد طريقها نحو ديمقراطية مدنية فقط لو أن المسئولين فيها أصبحوا أكثر تنويرا، ويخلقون بلدا قويا أكثر تسامحا مثلما كان التصور فى ميدان التحرير أثناء الثورة التى أطاحت بمبارك.
 
وينتقد أجناتيوس، سياسة بلاده ويقول: إنها استطاعت خلال العام الماضى أن تسىء للجميع فى القاهرة، فقد كان ينظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها داعمة للرئيس المعزول محمد مرسى خلال العام الذى قضاه فى السلطة، وعندما تدخل الجيش اعتقد بعض الإسلاميين خطأ أن واشنطن متورطة فى الحملة ضدهم، وحاولت الولايات المتحدة أن تعاقب النظام بقطع جزء من المساعدات العسكرية والاقتصادية مما زاد من غضب الشعب.
 
ومن صحيفة الجارديان أيضا كتب إيان بلاك أن تلميع مصر للسيسى يفضح معركة الغرب بين المصالح والقيم. ويرى الكاتب أن المشاركة البراجماتية، وليس المبادئ، من المحتمل أن تكون الشىء المألوف فى التعامل مع القاهرة فى المستقبل المنظور. وأضاف أنه على الحكومات الغربية أن تخرج بلغة ملتوية عندما يصبح السيسى رئيس مصر.
 
ومن جانبها كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المصريين خرجوا لاختيار رئيس جديد فى انتخابات يتوقع أن تؤمن على نطاق واسع فوزا ساحقا لرجل الجيش القوى عبدالفتاح السيسى، من المرجح أن يرسخ عقودا طويلة من حكم الجيش للبلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المصريين رأوا فى السيسى المرشح القوى والجذاب والقادر على جلب الاستقرار إلى البلاد بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، لكن الصحيفة ترى أن السيسى الذى قاد انقلاب الجيش ضد الرئيس الإسلامى محمد مرسى العام الماضى تعرض أيضا لانتقادات لترؤسه حملة واسعة النطاق ضد المعارضين، بما فى ذلك الإخوان التى أيدت رئاسة مرسى.
 
وعلى جانب آخر قال الصحفى البريطانى «إيان بلاك» إن واشنطن ولندن وبروكسل الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على بياناتها الخاصة بتهنئة «السيسى» رجل مصر القوى الجديد، والثناء على إرادة الشعب المصرى، والدفع صوب الديمقراطية. ورجح «بلاك» فى تحليله بصحيفة الجارديان، أن تتضمن البيانات دعوات لانتهاج سياسة غير إقصائية وتوسيع الفضاء السياسى، وربما تضمنت كلمات نقدية بشأن العدالة وحقوق الإنسان. وأوضح ابلاكب أن تتويج «السيسى» يضع نهاية لآمال عريضة انعقدت على ثورات الربيع العربى، إذ سيصبح بمقدور «السيسى» ارتداء عباءة الزعيم جمال عبدالناصر والضباط الذين أصبحوا رؤساء، موضحا أن الحكومات الغربية تعتقد أن خارطة الطريق التى وضعها «السيسى» لا تنطوى على التطلعات التى صاحبت سقوط نظام مبارك.
 
وأخيرا تساءلت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية لكن ماذا عن مصير الرئيس المؤقت عدلى منصور بعد تسليم الراية للرئيس المنتخب؟ المصير سيكون العودة للمحكمة الدستورية حيث رغبته، لكن الرجل الذى أعاد لمنصب الرئيس هيبته وقوته وأعاد اكتشاف نفسه كرجل دولة من طراز فريد يرى المراقبون أنه يجب أن تستفيد الدولة منه فى مواقع سياسية.