السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

الأساقفة والقساوسة تمردوا على حياد الكنيسة!

الأساقفة والقساوسة تمردوا على حياد الكنيسة!
الأساقفة والقساوسة تمردوا على حياد الكنيسة!


 
فى الوقت الذى أكد فيه البابا «تواضروس الثانى»- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- حياد الكنيسة التام تجاه الانتخابات الرئاسية فوجئ الأقباط بظهور بعض رجال الإكليروس فى الحملات الدعائية للمرشحين، حيث ظهر قس يدعى مينا كتب عنه أنه المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية بالأقصر وأكد أنه لم يشعر بقيمته كإنسان قبطى مصرى إلا فى عهد السيسى، وأنه لم يكن للكنيسة القبطية أى دور إنسانى فى التاريخ كما هو الآن.
 
وأضاف خلال مؤتمر جماهيرى نظمته جبهة «مصر بلدى» الداعمة لترشح السيسى - إن السيسى يشبه أبو الهول، وأضاف إن «السيسى هبة الله لأرض مصر». الأمر الذى دفع الكنيسة الأرثوذكسية أن تصدر بيانا تؤكد فيه أنه ليس لها متحدث رسمى فى الأقصر وأن أى شخص يتحدث بصفته الشخصية، ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل ظهر القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البابا فى القاهرة فى أحد المؤتمرات الداعمة للمرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى وكان قبل ذلك التصريحات الشهيرة للقمص بولس عويضة والذى قال: أذوب عشقا فى السيسى، ولم يتوقف تأييد السيسى على الكهنة فقط، فقد سبق ذلك تأييد الأنبا بولا أسقف طنطا والأنبا موسى أسقف الشباب.. وأخيرا الأنبا أرميا الأسقف العام!
 
كل هذه المواقف دعت الكنيسة الأرثوذكسية إلى اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه فقد أصدرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية بيانا أكدت فيه على أنه تم الاتفاق على عدم استقبال أى من المرشحين أو من ينوب عنهما فى أى كنيسة لأى سبب أو إعطاء بيانات الناخبين لأى شخص.
 
وأوضح القمص رويس مرقس وكيل قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالإسكندرية والمتحدث الرسمى الوحيد باسم الكنيسة القبطية هناك، أنه تم اقتصار الاستقبالات الرسمية على مقر البطريركية التى ترحب باستقبال كل من يطلب الزيارة فى إطار الزيارات الودية وتكوين علاقات طيبة مع الكل بدون استثناءات.
 
وأضاف رويس فى بيان له: إنه تم إعلام جميع الآباء الكهنة بالإسكندرية بعدم توجيه الناخبين واقتصار دور الكنيسة على التوعية والتشجيع على المشاركة فقط، كما أعلن قداسة البابا أكثر من مرة وذلك فى إطار الاستعداد لانتخابات رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن جميع الكنائس من أجل سلام بلادنا ونموها وازدهارها.
 
وتبعتها مطرانية المنيا، حيث أكد الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص أن الكنيسة ليس لها مرشح بذاته تدعمه وتوصى باختياره، بل عندما يُطلب منها المشورة فإنها توصى بضرورة المشاركة فقط، جاء ذلك من خلال البيان الصادر عن إيبارشية المنيا للرد على اتهامات البعض عن أن الكنيسة تدعم مرشحا بعينه!
 
وأضاف الأنبا مكاريوس: نحن الآن على مشارف الانتخابات الرئاسية، ويروّج البعض أن الرئاسة الدينية تحشد الأقباط باتجاه مرشح بعينه ولكن دور الكنيسة يقتصر على تشجيع الأقباط بأن يكونوا إيجابيين ويخرجوا ليعبّروا عن رأيهم، وذلك بعد الاطلاع على البرنامج الانتخابى لكل مرشح، وعلى أساسه يعطى صوته، وأكد البيان أن الكنيسة ليست وصية على الأقباط، كما أن الأقباط لا يُختزلون فى القيادة الدينية، لأن هذه القيادة لا تنتهج سياسة القطيع، فقد تعلمنا من الله أن نحترم استقلال كل أحد، وألاّ نصادر على حرية إنسان.
 
وأوضح قائلا: إننا نحيّى كل من يتقدم معلنًا رغبته الصادقة فى خدمة البلاد والتضحية لأجلها، ونؤيد ونساند بشدة كل من يحب مصر، ويعمل من أجل خيرها ورفاهيتها، وأمّا الكنيسة -ومع كامل تقديرنا لكل وعود المرشحين- فليست لها أيّة مطالب، لا محلية ولا طائفية ولا وقتية، وإنما مطالبنا- كأقباط- هى «مصرية» مئة بالمئة، فإننا نحب كل من يحب مصر، ونحيى ونعضد كل من يحفظ الأمانة لمصر، فكل من يعمل من أجل مصر سيحقق قطعاً العدالة والمساواة بين جميع أبناء الوطن الواحد.
 
وأضاف: نقول ذلك حتى لا يظن أحد ما أن هناك «فاتورة قبطية» يتوجب على الفائز تسديدها، بل لقد صلينا لأجل الذين قتلونا وأصابونا ونهبوا ممتلكاتنا وأحرقوا كنائسنا وديارنا، قبل حكمهم وأثنائه وبعده. وبشكل عام فإننا نطلب من أجل الملوك والرؤساء فى صلواتنا اليومية، بل نتوسل إلى الله أن يرعى الجميع، من أصغر الرعايا إلى أعظم القادة.
ولم تتوقف الحيادية على الكنيسة فقط أكد اتحاد شباب ماسبيرو أنه ككيان لا يؤيد أو يرفض مرشحا بعينه مشيرا إلى أن مكتبه السياسى اتخذ الحياد بين كل المرشحين حتى لا يتحول صراع الحملة والعملية الانتخابية إلى داخل لجانه.
 
وأشار الاتحاد فى بيانه إلى أنه ترك لأعضائه حرية الاختيار متحملين مسئولية اختيارهم وقرارهم دون وجود أى إسقاط على الاتحاد.
 
وأضاف البيان: إن طرح أية تصريحات أو لقاءات صحفية أو تليفزيونية وتصدر من الأعضاء فيه أية آراء هى معبرة عن رأيهم وموقفهم الشخصى ولا تعبر عن جموع أعضاء الاتحاد داخل القاهرة أو فى المحافظات، وأوضح البيان أنه قد ترك لكل محافظة اتخاذ قرارها بشكل مستقل لرأى أعضائها لتأييد من تراه من المرشحين، موضحا أن الاتحاد لم يعلن مقاطعته للانتخابات الرئاسية وما خرج فى هذا من تصريحات هو معبر عن أصحابه بشخصهم.
 
وأشار البيان إلى أن اتحاد شباب ماسبيرو كمهتم بالملف الوطنى القبطى لديه ككيان من الآليات المختلفة التى سيعبر بها عن مطالبه فى الاستحقاقات الرئاسية بعيدا عن أى استنتاجات أو مهاترات.
 
وأكدوا أن الانتخابات الرئاسية مرحلة تليها مرحلة غاية فى الأهمية والخطورة وهى الانتخابات البرلمانية وهى بالفعل تمثل عنق الزجاجة للوطن، واختتم البيان قائلا: كل الاحترام لمؤيدى وحملات المرشحين.
 
ومن جانبه قال الناشط القبطى مينا ثابت إن هناك تنوعا بين الحركات القبطية كما يحدث فى المجتمع المصرى بين مؤيدين للمشير عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى، مؤكدا أن الأمر قد حسم بنجاح للمشير عبدالفتاح السيسى وذلك بعد استجابته لمطالب الشعب خلال ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان.
 
ومن جانبه أوضح هانى الجزيرى - مؤسس حركة أقباط من أجل مصر - أن الحركة تدعم المشير عبدالفتاح السيسى وذلك باعتباره القائد والمدافع عن رغبة الشعب المصرى خلال ثورة30 يونيو، موضحا أن هذا لن يقلل من قدر المرشح حمدين صباحى مبديا احترامه وأنه صاحب نضال كبير خلال تولى الرئيس الأسبق مبارك الرئاسة.
 
وأضاف «الجزيرى» إن وجود حمدين فى الانتخابات أمام المشير السيسى يدل على قوة الانتخابات، موضحا أن الحركة يهمها صالح مصر دون أى اعتبارات أخرى، وقال فادى يوسف أحد أعضاء حركة ائتلاف أقباط مصر إن الحركة أعلنت دعمها للمشير عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، موضحا أنه رأى الحركة بالإجماع ولا يوجد أى توجهات لترشيح المرشح حمدين صباحى.
 
أكد مايكل أرمانيوس منسق حركة أقباط أحرارا أن أغلبية أعضاء الحركة سوف تدلى بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية القادمة للمرشح حمدين صباحى، موضحا أن الحركة لن تفرض على أحد من أعضائها انتخاب مرشح من أحد المرشحين للرئاسة، وأضاف إن المرشح حمدين صباحى يمثل الثورة ونجاحه فى الانتخابات نجاح للثورة وذلك لتواجده فى الأحداث منذ 25 يناير حتى انتهاء عصر مبارك وحكومته الفاسدة، وبالنسبة للمرشح عبدالفتاح السيسى أوضح أرمانيوس أنه لا أحد يستطيع إنكار دور المشير فى ثورة 30 يونيو ولكن البعض يرفض أن يكون رئيسا معتبرين تواجده كوزير للدفاع أفضل من ترشحه للرئاسة.
 
من جانبه قال القمص عبدالمسيح بسيط - أستاذ اللاهوت الدفاعى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكاهن كنيسة العذراء بمسطرد - إن تصريح بعض الآباء والقيادات فى الكنيسة تعبر عن آرائهم الخاصة بهم ولا تعبر عن رأى الكنيسة الأرثوذكسية، موضحا أنه بالطبع أغلب الأقباط يميلون إلى التصويت للمشير عبدالفتاح السيسى وذلك لتلبيته طلب الشعب المصرى خلال ثورة 30 يونيو.
 
وأضاف إن الكنيسة لا تجبر أحدا على التصويت لأى من مرشحى الرئاسة وللجميع الحرية فى اختيار مرشحهم المناسب لهم ولا يستطيع أحد من آباء الكنيسة إجبار الشعب على ذلك وإنما للآباء آراؤهم الشخصية وإن كانت تصدر علنية فى بعض المؤتمرات أو تصريحات فإنها آراؤهم ورغبتهم الشخصية، موضحا أن الشعب والعلمانيين لديهم الحرية فى اختيار ممثلهم فى الانتخابات الرئاسية، وأشار «بسيط» إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلنت الحياد التام فى الانتخابات القادمة دون التوجه إلى مرشح معين من مرشحى الرئاسة، وأن رأى الكنيسة يعبر عنه البابا تواضروس الثانى أو المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية غير ذلك لا يستطيع أحد أن يعبر عن رأى الكنيسة، مؤكدا أن الكنيسة أعلنت حيادها الكامل فى الانتخابات المقبلة.
 
وقال القمص سيرجيوس سيرجيوس وكيل المطرانية الأرثوذكسية إن هذه الآراء شخصية وتعبر عن رأى قائلها من الآباء الكهنة ولا أعتقد أنه فيها أمر سوء أو يضر بأحد فهو كباقى البشر يعبر عن رأيه.
 
وأشار إلى أنه من الأفضل على وسائل الإعلام سؤال من صرح بتلك التصريحات أفضل من طرح أفكار لأشخاص آخرين ليس لديهم أى معرفة عن سبب طرح تلك التصريحات فى العلانية.
أما عن أقباط المهجر فقد أصدر اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا بيانا لدعم المشير السيسى فى انتخابات الرئاسة، جاء فى البيان «توافقا مع مبادئ اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا، والتى مفادها العمل دائما من أجل ما فيه مصلحة مصر وطنا وشعبا ولمزيد من استقرار الأوضاع فى كل مناحى الحياة المصرية وتأمين مصر داخليا وخارجيا، ووضع مصر على طريق تحقيق أهداف ثورة 25 يناير 2011والتى توجت بالثلاثين من يونيو 2013 نعلن بعد دراسة متأنية للأوضاع القائمة ومتطلبات المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر وبإجماع الأعضاء مع كامل احترامنا وتقديرنا للمرشح السيد/حمدين صباحى ليس فقط تأييدنا للمرشح الرئاسى السيد/عبدالفتاح السيسى الذى نال ثقة وحب واحترام غالبية الشعب المصرى فى الداخل والخارج بعد الدور الوطنى الذى قام به هو ومن معه من أعضاء المجلس العسكرى من أجل الحفاظ على مصر. بل نعد أن نعمل على جذب التأييد الدولى والتسويق للاستثمارات الدولية إلى مصر.