الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سندعم صباحى أو نقاطع

سندعم صباحى أو نقاطع
سندعم صباحى أو نقاطع


 
منذ قيام ثورة 30 يونيو حتى الآن لا يزال تحالف شباب الإخوان المنشق يثير العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حوله وحول مواقفه وعلاقته بقيادات الجماعة الموجودين داخل السجون الآن لمحاكمتهم على ما اقترفوه طوال عام من حكم الجماعة لمصر.
 
وعلى الرغم من أن شباب الإخوان المنشق حمّلوا قياداتهم مسئولية الدم والإرهاب وكشفهم لحقيقة ما حدث داخل اعتصامى رابعة والنهضة، فإن مواقفهم الأخيرة ساعدت كثيرًا فى إظهار حقيقتهم شيئًا فشيئًا.
ومن هذه المواقف.. مبادرتهم المشروطة للمصالحة مع الدولة مقابل خروج قياداتهم من السجون وبعد أن ندد الجميع بهذه المبادرة تراجعوا عنها.. ثم انتقادهم لحكم محكمة جنايات المنيا بإحالة 528 من أنصار وقيادات الإرهابية إلى فضيلة المفتى ثم تراجعوا عن تنديدهم بالحكم مشيرين إلى أن انتقادهم للحكم جاء تعبيرًا عن الحق فى الحياة فقط وليس مساندة قياداتهم.. ثم إعلانهم صراحة دعمهم للمشير عبدالفتاح السيسى المرشح لرئاسة الجمهورية ثم سحبهم لهذا الدعم مؤكدين نيتهم لإعطاء أصواتهم لحمدين صباحى أو المقاطعة.
 
هل أصبح شباب الإخوان المنشقون صورة كرتونية من عبدالمنعم أبوالفتوح بمواقفه المذبذبة؟ وهل هم مجرد ستار يجلس وراءه قيادات التنظيم للعودة من جديد؟ أم أنهم بالفعل تخلوا عن عقيدة الجماعة؟!
 
فى البداية أعلن عمرو عمارة - منسق تحالف الإخوان المنشقين - أن التحالف تراجع عن دعم المشير عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى لكونه لا يملك برنامجًا انتخابيًا، وأن النية تتجه داخل التحالف إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن كان رأيه الشخصى هو تأييد المرشح الآخر حمدين صباحى لأن المقاطعة لن تجدى نفعًا.
 
وأضاف عمارة، أن السيسى بلا برنامج انتخابى حقيقى يخرج البلاد من أزمتها الحالية، بالإضافة إلى دعم رموز الرئيس الأسبق حسنى مبارك وفلول الحزب الوطنى المنحل له باعتباره سيعيد لهم مجدهم القديم.
 
وأوضح عمارة إن المشير السيسى لم يتعهد على الإطلاق بالعمل على تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وأنهم لن يقبلوا على أنفسهم المتاجرة بدم شباب مات من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لأننا نؤمن بأن العيش فى سبيل الله أصعب من الموت فى سبيل الله.. مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أنهم طالبوا السيسى بوضع برنامج انتخابى وعاهدوه أن يسعوا بجواره لإصلاح البلاد، إلا أنه بعد تصريحاته العدائية ضد شباب التيار الإسلامى- على حد قوله- تبين للجميع أنه يرغب فى الإقصاء والقمع للتيارات الإسلامية.
 
سألنا عمارة هل حملة ائتلاف شباب الإخوان مناورة لإعادة إنتاج جماعة الإخوان المسلمين؟ فأجاب: «هذه الشكوك ليس لها أساس من الصحة، فنحن لا نريد إنتاج الجماعة التى تم حلها وإنما نريد إعادة هيكلتها على أسس جديدة بحيث تكون جمعية دعوية فقط ولا تتاجر بالدين كما حدث خلال حكم مرسى فهدفنا الأساسى ليس إنتاج نسخة كربونية من الجماعة وإنما إيجاد بديل لشباب الإخوان المسلمين فى الجماعة والحزب للاندماج فى المجتمع ومواصلة أنشطتهم الدعوية».
 
أما محمد عز الدين عضو المكتب التنفيذى لحزب العدالة الحرة المعبر عن تحالف شباب الإخوان المنشقين فأكد أنه شخصيًا لم يدعم السيسى ولن يدعمه، وإنما جاء دعمه وفقًا لاقتراع قام به الحزب.. مشيرًا إلى أنه لن يعطى صوته لأحد قادة الانقلاب العسكرى.. وأنهم سوف يقاطعون الانتخابات وإن كانوا هم الآن لم يتخذوا القرار النهائى فى المشاركة من عدمه.
 
أما إيهاب الخياط المنسق الإعلامى لحزب العدالة الحرة فيقول: «صحت توقعاتى منذ البداية وكان موقفى سليمًا فيما يخص رفضى لدعم السيسى بسبب مواقفه بعد ثورة 30 يونيو».
 
من جانبه قال اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجى: «من الصعب أن ندخل فى نوايا الشباب المنشق عن هذه الجماعة الإرهابية.. ولكن السؤال: هل هم رافضون لأداء قيادات الإخوان مع الاحتفاظ بفكرهم؟.. أم أنهم تخلوا عن فكرة قيام أحزاب على أساس دينى وتخلوا عن أفكار الجماعة؟!
 
أعتقد أنهم مازالوا يؤمنون بفكر الإخوان لكنهم يعترضون على منهجها ومواقفها السياسية الأخيرة، وبالتالى لا يوجد تغيير حقيقى فى أفكارهم.. موضحًا أن هناك أشخاصًا ندرك نضالهم ولا يمكن التشكيك فيهم مثل مختار نوح وثروت الخرباوى وكمال الهلباوى، أما بالنسبة لشباب الإخوان فليسوا موحدين على موقف واحد نستطيع من خلاله تقييمهم وكذلك لن نستطيع أن نحكم عليهم جميعًا بالخيانة.
 
د.محمد حبيب النائب الأول لمرشد الإخوان سابقًا قال: «فى البداية يجب أن أوضح أمرًا مهمًا وهو عدد الإخوان المسلمين فى مصر لأن شباب الإخوان المنشق قالوا إنهم يستطيعون حشد 150 ألف إخوانى.. وهذا الكلام غير صحيح بالمرة لأن عدد الإخوان الآن لا يصل إلى مثل هذا الرقم على الإطلاق، فنحن فى مكتب الإرشاد وقبل ثورة 25 يناير قمنا بحصر أعضاء الجماعة وكان 175 ألف عضو منهم 35 ألف عضو عامل أى مقيد ويدفع الاشتراكات وباقى الـ175 ألف غير عاملين وكان من المفترض فى هذا الوقت أن نغالى فى أعداد الجماعة لكى نبرر ميزانية الإخوان الضخمة.. فكيف الآن وبعد حبس أعداد كبيرة وهروب أعداد أكبر أن يحشدوا هذا العدد»؟!
 
وأضاف حبيب إنه لن يدخل فى نوايا هؤلاء الشباب فعلمها عند الله وحده، ولكن إن كانوا انشقوا فعلاً عن الجماعة، فيجب عليهم مراجعة أفكارهم مثلما نفعل الآن، فعلى سبيل المثال أنا أقوم الآن بمراجعة رسائل سيد قطب وأحضر كتابًا عن مقارنة بين الشيعة والإخوان.. لذلك إذا كان شباب الإخوان المنشق جادًا فيما يقوله فعليه الابتعاد تمامًا عن أى محاولة لرجوع الجماعة مرة أخرى للعمل السياسى.
 
أبوالعز الحريرى المرشح الرئاسى السابق والقيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى قال: «عدد شباب الإخوان المنشق قليل جدًا وليس كما يروجون والهدف من الإعلان عنه أن أعدادهم كبيرة وقادرون على الحشد هو لبث الخوف فى نفوس الناس والدولة ومحاولة يائسة منهم لفرض آرائهم ومبادراتهم المشبوهة».
 
وأشار الحريرى إلى أن شباب الإخوان المنشق عليه الاندماج فى الحياة السياسية والتخلص من أفكار الجماعة الإرهابية وعدم الحديث عن عودتها مرة أخرى إن كانوا جادين فى ذلك، وهذا لأن كل أعضاء جماعة الإخوان إرهابيون ويقومون بتوزيع الأدوار فيما بينهم وبناء على ذلك لا يوجد بينهم من لم يتورط فى أعمال العنف التى تشهدها البلاد.
 
نبيل زكى المتحدث الإعلامى باسم حزب التجمع قال إن شباب الإخوان المنشق ما هم إلا وسيلة لرجوع الجماعة الإرهابية مرة أخرى للعمل السياسى وإن كان هذا الشباب جادًا فلينخرط فى العمل السياسى الصحيح بعيدًا عن الجماعة الإرهابية المرفوضة من الشعب قبل الدولة.
 
وتابع زكى: «شباب الإخوان المنشق بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة لم يتركوا أى وسيلة إعلامية إلا وصرحوا فيها أن الجماعة انتهت وأن قيادات الجماعة هى المسئولة عن العنف والدم، ولكن سرعان ما تغير الأمر فهم الآن يحاولون إيجاد وسيلة لمساعدة القتلة والإرهابيين فى الخروج من السجون.. وهذا الأمر حتى إن كان بحسن نية يشير إلى أنهم حتى الآن تابعون لقياداتهم وينفذون ما يطلب منهم».
 
إيمان المهدى المتحدث الرسمى باسم حركة تمرد أكدت أن كل الحركات الشبابية المنشقة عن الجماعة الإرهابية الغرض منها هو الشو الإعلامى للعودة من جديد لصدارة الموقف وإعادة دمج جماعة الإخوان الإرهابية فى الحياة السياسية، ولذلك تجد أن كل حركة وائتلاف لا نجد فيه غير عدد محدود ربما لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.. والمعنى الأصح هو أن شباب الإخوان المنشق صورة طبق الأصل من تركيبة عبدالمنعم أبوالفتوح الغرض منهم توزيع الأدوار والضحك على الشعب.
 
د. كمال حبيب الخبير فى شئون الحركات الإسلامية قال إن الجماعة الإرهابية تسير الآن عبر طريقين.. الأول هو طريق المظاهرات والعمليات الإرهابية فى الشارع لبث الخوف لدى الشعب وتوصيل رسالة مفادها أنهم مازالوا يستطيعون الحشد والضغط على القيادة السياسية لتجنيب الدولة العمليات الإرهابية.. والثانى هو ما يسمى بشباب الإخوان المنشق وبعض السياسيين الموالين للجماعة الإرهابية والذين يطرحون مبادرات للمصالحة وفى هذه الحالة لا تظهر الجماعة فى موقف الضعيف المهزوم فيفرض النظام إملاءاته على الجماعة.