اللواء طيار عمرو صقر: نسور مصر قادرون على تغيير الموازين

«إذا خسرنا الحرب فى الجو.. خسرنا الحرب وبسرعةٍ كبيرة».. قاعدة أرساها الجنرال برنارد مونتجمرى، القائد العسكرى فى الجيش البريطانى إبان الحرب العالمية الثانية، وظلّت نبراسًا لكل قائد يضعها نُصب عينيه فى ميادين القِتال، وعليه تحرص القوات المسلحة المصرية؛ أحد أبرز المؤسسات العسكرية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، على تطور تسليح الجيش المصرى عبر العصور؛ خاصة القوات الجوية حيث تلعب دورًا حيويًا فى حماية الأمن القومى المصرى؛ ليواكب التحديات والتهديدات العسكرية والإقليمية.

ويظل رجال القوات الجوية؛ رمزًا للفداء والانضباط لأنهم يحملون راية الوطن ويحرسون سمائه؛ وفى الذكرى الـ93 للقوات الجوية ومرور 52 عامًا على نصر أكتوبر المجيد؛ فإن القوات الجوية تستعيد بفخر صفحات مشرقة من تاريخ حافل بالانتصارات، أبرزها يوم 14 أكتوبر الذى اختاره الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ليكون عيدًا للقوات الجوية؛ هو بالنسبة لمصر أطول يوم فى التاريخ العسكرى المصرى، والذى حدثت فيه معركة المنصورة الجوية التى أصبحت علامة فارقة فى سجل القتال الجوى العالمى.

وبمناسبة العيد السنوى، عقدت القوات الجوية المصرية برئاسة اللواء طيار أركان حرب عمرو عبدالرحمن صقر، مؤتمرًا صحفيًا للحديث عن تطور قدرات نسور الجو، واستراتيجيات التدريب والتحديث المستمر، بجانب رؤيته لدور القوات الجوية فى حماية الأمن القومى المصرى، ومواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية.

 القوات الجوية

قال اللواء طيار أركان حرب عمرو عبدالرحمن صقر: إن رجال القوات الجوية دائمًا بفضل الله قادرون على استيعاب واستخدام أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الطيران وأنظمة التسليح المتقدمة، وأن التداعيات الخطيرة والأوضاع السياسية غير المستقرة فى الكثير من دول العالم؛ وما ترتب عليها من آثار سلبية خطيرة شكلت تهديدًا للسلام والأمن والاستقرار والاقتصاد العالمى، ما جعل القيادة السياسية والعسكرية تُصدر التوجيهات بضرورة تطوير إمكانيات القوات المسلحة؛ ومنها القوات الجوية التى شهدت فى السنوات الأخيرة تطورًا على مستوى التسليح والمطارات والقواعد الجوية.

أكد قائد القوات الجوية؛ على أن سلاح الجو المصرى خلال السنوات الأخيرة، تطور تطويرًا كبيرًا بانضمام الكثير من طرازات الطائرات متعددة المهام والهليكوبتر والطائرات الموجهة، مما ساهم فى زيادة القدرات والإمكانيات والكفاءة القتالية لقواتنا الجوية؛ بما يمكنها من أداء جميع المهام بكفاءة ودقة.

 أحدث الطائرات

أضاف اللواء عمرو صقر: إن القوات الجوية قامت برفع كفاءة كل القواعد الجوية والمطارات، حيث طورت تطويرًا شاملًا فى البنية التحتية والمنشآت؛ وذلك لتجهيزها لاستقبال أحدث الطائرات متعددة المهام والهليكوبتر قريبًا.

ولفت إلى أنه انطلاقًا من قوة ومكانة وحجم القوات الجوية المصرية إقليميًا ودوليًا، تحرص الكثير من الدول الصديقة والشقيقة على مشاركتنا فى التدريبات المختلفة داخل وخارج مصر، لما تمثله هذه التدريبات المشتركة من أهمية كبرى فى تبادل الخبرات وتعظيم الاستفادة فى كافة المجالات، وآخرها التدريب المشترك النجم الساطع 2025؛ والذى شارك فيه عدد من الدول بقوات متعددة وتكتيكات متنوعة مَثلت تَطورًا نوعيًا لهذا التدريب المشترك المهم.

 غزة

وعن دور القوات الجوية فى تقديم الدعم إلى قطاع غزة؛ قال صقر إنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ وطبقًا لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة؛ تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية فى مجالات البحث؛ الإنقاذ؛ الإسعاف الجوى؛ الإخلاء الطبى وجهود إسقاط المساعدات الغذائية والطبية لأشقائنا فى قطاع غزة وخاصةً الأماكن التى يصعب الوصول إليها برًا ونقل المرضى والمصابين منهم لتلقى العلاج، هذا فضلًا عن تجهيز مطار العريش لتقديم الدعم اللوجستى والفنى للطائرات القادمة من الدول الصديقة والشقيقة لتوصيل مساعداتها الإنسانية إلى القطاع جوًا.

 الطائرات الموجهة

وحول ما شهدته العديد من الحروب العسكرية، وآخرها الحرب الإيرانية الإسرائيلية من استخدام مكثف للطائرات الموجهة، قال اللواء عمر صقر: إن مصر تعتبر من الدول الرائدة فى مجال استخدام الطائرات الموجهة، حيث تمتلك مصر العديد من طرازات الطائرات الموجهة؛ التى تؤدى مختلف المهام بدقة وكفاءة عالية، بالإضافة إلى قيام مصر بالتصنيع المشترك لهذه الطائرات الموجهة المتقدمة؛ ونشارك بها فى المعرض الدولى للطيران وهى طائرات موجهة.

وأوضح قائد القوات الجوية، أن طائراتنا الموجهة حققت نجاحًا كبيرًا فى أعمال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود، ويأتى ذلك نتيجة التدريب المتقدم، فرجال القوات الجوية دائمًا بفضل الله قادرون على استيعاب واستخدام أحدث ماوصلت إليه تكنولوجيا الطيران وأنظمة التسليح المتقدمة.

وأشار إلى أن المعرض الدولى الأول للطيران والفضاء الذى تم افتتاحه فى مدينة العلمين الجديدة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ حقق المعرض نجاحًا كبيرًا وإشادة جميع الحاضرين من الدول المشاركة من حسن التنظيم للمعرض والمعروضات ومهارات طيارى فريق الألعاب الجوية المصرى.

 ولفت إلى إن المعرض شارك به وفود رسمية من 100 دولة؛ ومشاركة أكثر من 300 جهة وشركة من مختلف دول العالم، مما جعله محط أنظار وتغطية إعلامية من كبرى وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العالمية، وتابعه أكثر من 420 مليون شخص عبر مختلف وسائل الإعلام، وما حققه المعرض من نجاحات استثنائية فى النسخة الأولى منه كان دافعًا قويًا لتنظيم النسخة الثانية العام القادم؛ وأنها ستكون أكثر تطورًا من حيث عدد الدول المشاركة؛ والشركات العارضة والعروض الجوية من مختلف الدول؛ مع زيادة المساحة الأرضية للمعرض لاستيعاب عدد أكبر من الطائرات والشركات وبما يعكس رؤيتنا وطموحنا المتجدد.