الإثنين 17 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اللواء حسين مسعود: عودة الأرض أمر لا نتهاون فيه

أكد اللواء حسين مسعود وزير الطيران المدنى الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر بسلاح الطيران، أن مصر لم تحارب فى 67، فقد تم ضرب القواعد الجوية وتمركزات القوات المسلحة من قِبَل العدو، ولكن القوات المسلحة لم تحتاج إلا لأيام قليلة حتى استطاعت القوات المسلحة رد الضربة، وبدأت فى الإغارة على العدو ونفذت عمليات كبّدته خسائر مرعبة؛ ليدرك أن عودة الأرض لمصر أمر لا نقاش فيه، وأن المقاتل المصرى يتدرب من أجل الحفاظ على السلام والجاهزية للدفاع عن الوطن بكل ما يملك. وأشار إلى أن حرب الاستنزاف هى التى وضعت الأسُس لتحقيق انتصار أكتوبر؛ حيث خاضت  القوات الجوية العديد من المعارك ضد طيران العدو وتمركزاته، وكبّدته العديد من الخسائر، كما نفذت الطائرات الهليكوبتر عمليات إبرار مُتكررة لقوات الصاعقة خلال حرب الاستنزاف اشتبكت خلالها مع العدو وحققت فيها نجاحات.



وعن حرب السادس من أكتوبر، قال اللواء حسين مسعود: «كنت برتبة نقيب أثناء الحرب، وكنت مهندس سرب هليكوبتر، وعلمت بقرار الحرب قبلها بساعات قليلة؛ حيث اجتمع حينها قائد اللواء بأطقم سرب الهليكوبتر فى إحدى القواعد الجوية فى القاهرة، وأبلغنا بالاستعداد من أجل القيام بمهام قتالية خلال ساعات، وحينها تملكنى إحساس بأن هناك شيئًا ما يتم الترتيب له ويمكن أن يحدث، وهى الحرب التى ينتظرها الجميع».

وتابع: «كانت مهام السرب، هى نقل كتائب الصاعقة وإبرارها للضفة الشرقية لقناة السويس فى قلب تمركزات العدو؛ حيث كانت مهمتنا خلال الحرب إبرار كتيبة صاعقة فى حدود 400 مقاتل إلى خلف خطوط العدو فى حدود من 35 إلى 40 كيلو مترًا، وكان يُفترض أن تعمل هذه القوات على طول الجبهة، ونحن كنا فى القطاع الجنوبى وكان الغرض وقف تدفق القوات الإسرائيلية من الخلف للأمام».. مضيفًا أنه فى أول يوم للقتال كانت المدرعات الإسرائيلية تتقدم لصد الهجوم، وبعد الضربة الجوية الأولى، ستبدأ قوت المشاة فى العبور، ولو تصدت لها القوات المدرعة الإسرائيلية؛ لن ينجح العبور، وبالتالى نحتاج لوقت كافٍ لعبور القوات ومنع العدو من التصدى لهم.

 واستطرد: «كان المطلوب نقل هذه الكتيبة للتعامل مع قوات العدو، وإعاقتها لمدة 18 ساعة فقط، بحيث تكون قواتنا المدرعة قد عبرت ويكون هناك تعامل للقوات المدرعة المصرية مع قوات مدرعة من العدو، ونجحنا فى الإبرار من قاعدة ألماظة الجوية ووصلنا لمنطقة «وادى حجول» بالقرب من السويس، وهناك قوات الصاعقة كانت منتظرة، حملنا الطائرات الهليكوبتر «مى 8» وكل طائرة قدرتها أن تحمل 24 مقاتلًا، وطقم كل طائرة عبارة عن طيارين ومهندس، وكنت بفضل الله ضمن طاقم إحدى هذه الطائرات ومهندس السرب المكون من 12 طائرة، وتم إبرار الكتيبة فى هذا اليوم بـ18 طائرة هليكوبتر، 12 منها فى اتجاه و6 طائرات فى اتجاه آخر».. مضيفاً: «كان دور قوات الصاعقة عمل كمائن لقوات العدو المدرعة وإعاقة تقدمها، وخلال الطيران لم تتمكن رادارات العدو من اكتشافنا، وعندما وصلنا لمنطقة الإبرار، بدأ العدو التعامل معنا من خلال الطائرات الفانتوم، وسقطت بعضها وأصيبت طائرتى، وكان سيتم تنفيذ الكمين صباح يوم 7 أكتوبر؛ حيث تجمّعت سريتان من التى نجوت من الاستهداف فى سرية واحدة، ثم صمّم قائد المجموعة أن نُعد الكمين للعدو يوم الخميس 11 أكتوبر، وتجمّعنا مساء الأربعاء ليلًا، ولأن ربنا كان معنا، المدرعات لم تعبر الأحد أو الاثنين ولا الثلاثاء ولا الأربعاء، ولكنها عبرت فجر الخميس، ما يؤكد وجود ربنا معنا، وتم عمل الكمين بكفاءة عالية جدًّا وأصيب قائد لواء العدو وقُتِل فى هذه المعركة، وتم تدمير 7 دبابات ومفرزة للعدو، وفى النهاية انسحب العدو بعد خسائره الكبيرة، وما بين 11 أكتوبر حتى 19 أكتوبر كانت هناك مناورات مع دوريات الجانب الإسرائيلى وقوات الصاعقة المتواجدة فى هذه المنطقة، بدأنا نتجمّع من جديد، لكى نأخذ تعليمات لمهام أخرى، ورجعنا يوم 22 أكتوبر قبل وقف إطلاق النار بـ4 ساعات».

واختتم حديثه قائلاً: «نمتلك الآن قوات جوية على أعلى كفاءة من التسليح متعدد المصادر، وذلك فى ظل جاهزية جميع أفرع القوات المسلحة لمجابهة أى تحديات، وأقول حرب أكتوبر 1973 أسهل من حروب اليوم؛ لأن العدو كان واضحًا تمامًا؛ إنما اليوم هناك آلاف المؤامرات من كل الاتجاهات، والتحديات كثيرة من جميع الاتجاهات الاستراتيجية، فضلًا عن أن لدينا معركة التنمية الداخلية، بالإضافة للتحدى الأكبر بناء الإنسان المصرى؛ لأنه من أسباب نجاح أى دولة.>