الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شكلت عاملا حاسما فى نجاح المفاوضات

العالم يشيد بجهود مصر فى اتفاق غزة

استحق الجهد المصرى من القيادة السياسية، وتمسُّك الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعه مختلف أجهزة الدولة بحل المعضلة، الذين عملوا على الوصول إلى تحقيق السلام فى غزة بالإشادة الدولية، مع وقف الحرب على غزة، فى لحظة لم يستوعبها حتى الآن سكان القطاع الذين عانوا فى ليل كاحل، لتأتى الساعات الأولى ليوم الخميس 9 أكتوبر بشعاع النور.



 

على أرض مصر فقط يُكتب السلام، ليس هناك أهم من فرحة الشعوب التى جاءت من أرض الأمان، بعد أن مكثت الدولة المصرية بجميع أجهزتها وحضر إليها الوفود بكل ثقة فى قدرة القاهرة، لتكون الإشادات من جميع دول العالم، بما قدمته مصر ورجالها لفك طلاسم الحرب المعقدة، ويظهر للجميع أن «مصر هى مفتاح كل الحلول».

كان من المنتظر أن تكون هناك إشادات دولية وعربية على ما قامت به مصر من مشوار طويل وضغط عمل حتى يتم إنقاذ أهل غزة وأن يكون هناك بارقة أمل جديدة، لكن ما كان جديدًا فى الساعات الأولى من فجر الخميس والإعلان على اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، أن الفرحة كانت من الشعوب، وهو ما انعكس جانب منها على مواقع التواصل الاجتماعى، ليكون العالم أجمع ناطقًا بسلام على لسان مصرى.

سادت أجواء من الأمل بين زعماء العالم فى الساعات التى تلت الإعلان عن الاتفاق التاريخى بالجهد المصرى بين إسرائيل وحركة حماس متمثلاً فى المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى غزة، وهى التى تنص على إطلاق سراح جميع المحتجزين العشرين الأحياء بغزة، فى الأيام القليلة المقبلة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من السجناء الفلسطينيين، مع قيام جيش الاحتلال الإسرائيلى بالانسحاب من معظم أنحاء قطاع غزة.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى كان يدرك جيدًا أن السلام لا يأتى إلا من أرض السلام، عبّر عن تفاؤله عبر وسائل التواصل الاجتماعى قائلاً: «هذا يعنى أنه سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين قريبًا جدًا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوى ودائم ودائم».

اتفق المجتمع الدولى على الدور والجهد المصرى الذى بُذل فى مدينة شرم الشيخ بأيدى القيادة السياسية المصرية ورجالها، وهو ما جعل الأمم المتحدة التى تثق فى القاهرة، تخرج على لسان الأمين العام أنطونيو جوتيريش فى بيان، لتؤكد دعمها التنفيذ الكامل للاتفاق والعمل على توسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة والمبدئية، وتعزيز جهود الإنعاش وإعادة الإعمار فى غزة.

وحث جوتيريش، جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة التاريخية لإقامة مسار سياسى موثوق به نحو إنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطينى، وتحقيق حل الدولتين الذى يُمكّن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش فى سلام وأمن- حسب قوله.

أمّا الاتحاد الأوروبى؛ فشدّد على أهمية اتفاق شرم الشيخ الذى دأبت عليه القاهرة بين إسرائيل وحماس والذهاب إلى المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار فى غزة؛ حيث وصف ذلك من جانب مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس بـ«الإنجاز الدبلوماسى الكبير»، و«فرصة حقيقية لإنهاء حرب مدمرة وإطلاق سراح جميع المحتجزين»، مؤكدة أن «الاتحاد الأوروبى سيبذل قصارَى جهده لدعم تنفيذ الاتفاق».

ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، مشيدة بالجهود الدبلوماسية التى بُذلت وعلى رأسها ما قُدّم من مصر، وكتبت فون دير لاين على «إكس»: «الآن، على جميع الأطراف الالتزام الكامل ببنود الاتفاق. يجب إطلاق سراح جميع المحتجزين بسلام، يجب إرساء وقف إطلاق نار دائم، يجب أن تنتهى المعاناة».

إشادات دولية بالاتفاق الذى تم بجهود قادتها مصر من جميع دول العالم، وعلى رأس البلدان التى أكدت على أهمية ما تم التوصل إليه فى شرم الشيخ، المملكة العربية السعودية، التى أعربت عن ترحيبها بـ«الاتفاق الذى تم التوصل إليه بشأن غزة»، والبدء فى تنفيذ المرحلة الأولى، وتهيئة مسار سلام شامل وعادل، مثمنة جهود الوساطة التى بذلتها مصر وقطر وتركيا للتوصل إلى هذا الاتفاق.

 ورحب الأردن، بالاتفاق وآليات تنفيذ المرحلة الأولى منه؛ حيث أعربت وزارة الخارجية عن تمنياتها فى أن يؤدى الاتفاق إلى إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وتبادل الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية.

أمّا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون؛ فقد رحّب باتفاق وقف إطلاق النار الذى بذلت فيه مصر جهودًا للتوصل إليه على أرضها والإفراج عن المحتجزين فى غزة.. مضيفًا «إن فرنسا ستواصل إجراء محادثات مع شركاء دوليين سعيًا للتوصل إلى حل سياسى للحرب».

وقال ماكرون فى منشورات على منصة التواصل الاجتماعى «إكس»: «يجب أن يمثل هذا الاتفاق نهاية الحرب وبداية حل سياسى يرتكز على حل الدولتين».

الإعلام الدولى سلط الضوء على الجهود المصرية فى التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ، ومن بين ذلك صحيفة «لا كونفدنثيال» التى أشادت بالدور المصرى الفاعل فى تهيئة المناخ للمفاوضات وضمان التواصل بين جميع الأطراف.. أمّا صحيفة «الباييس» الإسبانية فقد وصفت الاتفاق بأنه «مرحلة حاسمة» لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن الوساطة الدولية، وعلى رأسها مصر، منحت التفاهمات الأولية قوة دفع كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بفتح الممرات الإنسانية وتبادل المحتجزين.

أمّا صحيفتا «كورييرى ديلا سيرا» و«لا ريبوبليكا» الإيطاليتان» فأكدتا أن مصر كانت «العامل الحاسم» فى نجاح المفاوضات، وإدارة الخلافات الدقيقة حول جداول تبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تلقى فيه د.بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، خلال الساعات الماضية، العديد من الاتصالات الهاتفية من نظرائه بالدول العربية والإسلامية والإفريقية والأوروبية والآسيوية؛ للإعراب عن ترحيبهم البالغ بالتوصل لاتفاق وقف الحرب فى غزة وفقًا لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلام.

وقد أكد الوزراء خلال الاتصالات على تقديرهم الكامل للدور الذى اضطلعت به القيادة المصرية الرشيدة والحكيمة من أجل تيسير المفاوضات والتوصل لهذا الاتفاق التاريخى الذى يدشن لإنهاء الحرب فى قطاع غزة بما يضمن حقن دماء الشعب الفلسطينى البرىء وإطلاق سراح الرهائن وعدد من المحتجزين الفلسطينيين، فضلاً عن دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى قطاع غزة بالكميات المطلوبة تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

وقد أعرب الوزير «عبدالعاطى» خلال الاتصالات عن التطلع لأن يصبح التوصل للاتفاق إيذاناً بإغلاق فصل مظلم ومؤلم فى تاريخ المنطقة استمر على مدى عامين متواصلين، ليضيف إلى معاناة الشعب الفلسطينى الإنسانية القاسية على مدار ثمانية عقود، وأن يصبح هذا الاتفاق بداية لفصل جديد فى المنطقة ينعم فيه الشعبان الفلسطينى والإسرائيلى بالأمن والاستقرار ويفتح الباب لسلام عادل ودائم بينهما.