يقتلون القتيل

عاصم حنفي
البجاحة باللغات الحية.. والجماعة المحظورة تعلن فى بروكسل منذ أيام عن وثيقة مبادئ استرداد الثورة.. ثورة 25 يناير.. الجماعة تتصرف على اعتبار أنها صاحبة الثورة.. يمارسون الكذب العلنى والمفضوح.. يحترفون شغل الثلاث ورقات على المكشوف.. وقبل ثورة يناير بأيام.. وبينما الشباب الجاد يخطط ويدعو جموع المصريين للنزول يوم 25 يناير للاحتجاج ضد الحاكم.. وقتها أعلنت الجماعة فى بيانات منشورة بجميع الجرائد عن رفضها المشاركة فى مظاهرة ضد حسنى مبارك.. حذرت أعضاءها من الخروج على الحاكم الشرعى.. ولكن بانتصار ثورة الشباب التى انضم إليها ملايين المصريين.. لحست الجماعة رفضها.. نسيت أنها تدعم الحاكم حسنى مبارك.. ودفعت بأعداد كبيرة من شبابها وشيوخها للمشاركة فى الثورة الشعبية التى انتهت بسقوط مبارك.. لتتقدم الجماعة الصفوف.. لتزيح الشباب إلى الصفوف الخلفية.. فى أكبر سرقة علنية لثورة شعبية خطط لها الشباب.. وشارك فيها الشعب كله.. ليحصد ثمارها الإخوان واللصوص!
الخيبة أنهم أثبتوا خلال العام الذى سيطروا فيه على مقدرات البلاد.. أثبتوا عدم إيمانهم بسيادة الوطن.. الوطن عندهم لا يساوى جناح بعوضة.. وطبقا لأفكارهم فإن الإسلام يأتى أولا.. ويا ليتهم يعرفون الإسلام.. هم يعرفون الشوم والمطاوى والمولوتوف والقنابل التى تصيب الأبرياء.. يعرفون الكذب والغدر والبكاء على اللبن المسكوب!
والله العظيم أن الإخوان الذين أتيحت لهم أعظم فرصة لحكم مصر.. أم الدنيا.. منبت الحضارة.. أصل التاريخ.. منشأ الإنسانية.. لكنهم سلموها لقمة طرية لتنظيمات التطرف والقاعدة وأنصار شكرى مصطفى وجماعة التكفيريين الجدد؟!
الشعب المصرى لا يعنى عندهم شيئا.. لا يساوى جناح بعوضة.. الناس والأرواح والجنود الأبرياء والرموز والشعارات غير مهمة عندهم.. هم فقط معنيون بأخوتهم فى التطرف.. حماس والقاعدة والجهاد.. وهل أدركت الآن وبعد زوال الغمة لماذا لم يحتفلوا مرة واحدة بالسلام الجمهورى لأنه لايعنى لهم شيئا.. لايمثل قيمة وطنية أو رمزا وطنيا.. وهل عرفتم الآن لماذا أهملوا العلم الوطنى فى قمة انتصارهم وسيطرتهم على أمور الحكم فى مصر.. فرفعوا بدلا منه أعلام القاعدة السوداء؟!
النشيد الجمهورى.. والعلم الوطنى لايمثلان أية قيمة لدى الإخوان.. ولكن من باب الضحك على الذقون هم يرفعون الآن أعلام الوطنية.. ويحاولون التسول من بلاد الخواجة وهم
يرفعون علم مصر.. ويدعون أن ثورة يناير ملك لهم وقد سرقت منهم ويحاولون استعادتها!!
وفى بروكسل اجتمع الشامى مع المغربى.. أيمن نور مع الدكتور سيف عبدالفتاح مع عبدالرحمن يوسف القرضاوى.. من أجل الضحك على ذقن الخواجة.. فيحاولون الإيهام بأنهم يحبون الوطن.. الذى يزرعون فيه القنابل.. ويغتالون الجنود ويقتلون الأبرياء!!
الخيبة أن البهوات فى بروكسل وقد أصدروا بيانا من عشر نقاط يطالبون فيه بعودة مرسى من جديد.. أقول الخيبة أنهم يطالبون بالوفاء بحقوق الشهداء والمصابين.. مع أنهم قتلة الشهداء.. عجيبة يا أخى.. يقتلون القتيل ويمشون فى الجنازة ولايكتفون بل يطالبون بحق الشهيد..
بجاحة.. وبكل لغات الدنيا!