الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدين بيقولك: اضحك ومتكشرش

الدين بيقولك: اضحك ومتكشرش
الدين بيقولك: اضحك ومتكشرش


 
التفاؤل والأمل هما منبع استمرار الحياة وبسبب الكلمات التى يتفوه بها الإنسان تتحول حياته إلى حياة مبهجة إلا أن البعض منها ليس قادراً على كسر عزيمته ليعود إلى الخلف وقد حثت جميع الديانات على «التفاؤل» وهذا دليل قاطع على قيمته، والتى يستخدمها البعض أثناء الحديث لإقناع الآخرين أن الدين والرسل قد حثوا على التفاؤل وابتعدوا عن التشاؤم والحزن، وفى تلك الأيام أصبح الجميع حريصاً على الرجوع للدين لاقتباس ما يدعو للتفاؤل ليدفع الشباب إلى مشاعر الأمل والاستمرار بالطاقة الإيجابية وهو دليل من واقع ديانته التى يؤمن بها، وقد استخدم المتخصصون تلك الآيات فى أبحاثهم ودراساتهم فى مجال «التنمية البشرية» لتكون بمثابة النور أو طاقة الأمل لكل من يقرأ أفكارهم «فادعوا للخير تجدوه» و«بشروا ولا تنفروا» «ويسروا ولا تعسروا» و «التفاؤل من الرحمن والتشاؤم من الشيطان» فعندما يواجه الإنسان أزمة قاسية أو موقفا صعبا فإنه يستبشر بكلمات التفاؤل والأمل ويستنجد بالله سبحانه وتعالى ليخفف عنه.
 
وقد حث الدين الإسلامى والدين المسيحى على «التفاؤل»:
 
يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية فى جامعة الأزهر الشريف: ثبت عن سيدنا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أنه كان يعجبه التفاؤل ويكره التشاؤم والقنوط وكان يحث أمته دوماً على التمسك بالأمل فيقول «بشروا ولا تنفروا.. ويسروا ولا تعسروا» و«التفاؤل من الرحمن والتشاؤم من الشيطان» و«فإنما بعثتم مبشرين ولم تبعثوا معسرين»، بل إننا نجد أن الله سبحانه وتعالى وهو الخالق الذى بيده مقادير كل شىء يكون عند حسن ظن العبد به فيقول الحديث القدسى «أنا عند ظن عبدى بى إن ظن بى خيرا فله وإن ظن بى شرا فله» وإن الله عز وجل يتعامل مع خلقه على قدر تفاؤلهم وظنهم به فمن حسن ظنه بالله واستبشر بالخير وأيقن أن الله يقدّر له الخير كان له من الخير على قدر ظنه بالله، ومن ظن بالله غير ذلك كان له أيضا على مثل ما ظن به فى الله.
 
لذلك نرى أن أحلك المواقف التى يمر بها المنحرفون أو من يواجهون أصعب الأزمات يقول لهم الله سبحانه وتعالى فى آياته «لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» فالإسلام يدعو إلى التفاؤل والبشر وطلاقة الوجه حتى ملاقاة الإنسان لأخيه تكون بوجه صالح ومستبشر كما يحث الإسلام أيضا على استخدام الكلمات التى تطلق مشاعر السعادة والبهجة والتفاؤل فى النفوس فمثلا فى عيادة الطبيب لابد أن يتحدث الإنسان بما يدخل البهجة والأمل لرفع معنويات المريض حتى إذا كانت حالته ميئوسا من شفائها لا يجب أن يتفوه الإنسان بكلمات تزيد قسوة الأزمة بل يطمئنه ويضرب له الأمثلة على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وبالأخص الآيات القرآنية فمثلا سيدنا يعقوب عليه السلام فى أحلك اللحظات حينما فقد أحب الأبناء وهما سيدنا يوسف عليه السلام وأخوه سيدنا بنيامين عليه السلام قال: يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، وتتسم كل مواقف النبى عليه الصلاة والسلام فى سيرته العطرة بالأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله تعالى حتى تصفو وتحلو الحياة أما الذين يتعاملون مع الحياة بالغلظة والجهامة والقساوة وضيق الصدر وسوء الظن والخشونة فهؤلاء سوداويون لا يفهمون الدين وسيبقى الإسلام دوماً إشراقة الأمل على مر العصور.
 
ويضيف أنه وردت آيات متعددة فى القرآن تحث على التفاؤل وتدعو إليه قال تعالى: «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون»، ومن صفات الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أنه كان متفائلا فى كل أحواله وفى وقت عسره ويسره وسلمه وحربه، ولقد ضرب صلى الله عليه وسلم أروع المثل للأمة فى حسن الظن بالله والثقة فى وعوده ففى أشد الأزمات يبشر المؤمنين بالفتح.
 
ومن نماذج التفاؤل التى رواها الصحابة عن الرسول عليه السلام عن «ثابت بن أنس» أن «أبا بكر»'' قال: «بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الغار وأقدم المشركون فوق رؤوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه أبصرنا فقال: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» وهكذا كان التفاؤل فى حياة الصالحين ملازما لهم.
 
وأشار إلى قيمة «التفاؤل» فى الدين المسيحى حيث يقول الأب «رفيق جريش» المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية نحن الآن نحتفل بعيد القيامة والقيامة المقصود بها «القيامة ما بعد الموت» وهى قمة التفاؤل والأمل والرجاء فالدين المسيحى وكل الأديان لا تعرف الموت أو الاكتئاب أو الظلمة بل تعرف الفرح والنور بالإضافة إلى أن أصل الشباب هو التفاؤل لأنه متجدد ولهذا يجب أن نجنبه «الطاقة السلبية» و«الإحباط» ونغرس «التفاؤل» لنزيد طاقته الإيجابية نحو الحياة والمستقبل.
 
وأضاف أنه يتم عقد اجتماعات مع الشباب باستمرار من أجل خلق مشاعر التفاؤل والأمل لديهم من خلال الحوار والمناقشة الجادة كما نستوعب المعارضة التى يتبناها الشباب فى بعض الأحيان ونحولها إلى طاقة إيجابية أكثر تفاؤلا وأملا بعيداً عن نظرة التشاؤم التى قد تقتل كل شىء جميل بداخله وهذا ما نؤكده لهم طوال الوقت.