لتجنب تأثير الحرب «الإيرانية-الإسرائيلية» مصر تستعد بـ 3 سيناريوهات لحل أزمة الغاز

سمر العربى
تتصاعد أزمة الغاز فى مصر والأردن مع وقف الإمدادات من إسرائيل فى أعقاب تعليق الإنتاج من حقلى «كاريش وليفياثان» شرق المتوسط مع تصاعد الحرب بين تل أبيب وطهران. وأعلنت القاهرة وعمان، حالة الطوارئ بقطاع الطاقة لتحديد أولويات إمدادات الغاز، وقام كل من الدولتين بوقف الإمدادات للعديد من الصناعات من أجل تأمين احتياجات قطاع الكهرباء.
ورغم بدء مصر تزويد الأردن بنحو 100 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، لاتزال المملكة فى حاجة إلى كميات إضافية تصل وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة إلى نحو 250 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ومن جانبها، ضاعفت مصر صادرات الكهرباء إلى الأردن لـ400 ميغاواط يوميًا خلال الأسبوع الجاري، مقابل ما يتراوح بين 100 و200 ميجاواط قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران.
قطع الغاز عن المصانع
توقفت جميع مصانع الأسمدة عن الإنتاج، بسبب انخفاض تدفقات الغاز الطبيعى من إسرائيل، توقفت 5 مصانع يوريا، بطاقة إجمالية تبلغ نحو 3.29 مليون طن سنويا، عن الإنتاج فى 17 مايو بعد تخفيضات أولية قبل أسبوع.
وتقدر معدلات التشغيل بمصانع الأسمدة فى البلاد بنحو 70-80 % من طاقتها الإنتاجية منذ 9 يونيو الجارى.
أوقفت الحكومة ضخ المازوت والسولار للمصانع التى تستخدمه كوقود فى صناعات كالأغذية والأسمنت لمدة 14 يوما بهدف توفير نحو 8 آلاف طن مازوت يوميًا لسد احتياجات محطات الكهرباء، لحين توفير الشحنات المستوردة.
تستخدم مصر المازوت والسولار، كوقود إضافى لمحطات الكهرباء بجانب الغاز الطبيعى المحلى والمستورد، خاصة فى أوقات نقص الإمدادات من الغاز.
وتواصل غرفة العمليات الخاصة بشبكة الغاز الطبيعى بوزارة البترول، متابعة الموقف على مدار 24 ساعة مشددة على أن وضع شبكة الغاز آمن وكذلك احتياطى المازوت.
وقام وزيرا الكهرباء والبترول بزيارة إلى المركز القومى للتحكم فى الغاز للوقوف على آخر مستجدات تفعيل خطة الطوارئ.
سفن «التغويز»
وصلت سفن إعادة تغويز الـ3 إلى مصر منها سفينة تعيد حاليا التغويز وضخ الغاز إلى الشبكة القومية للغازات الطبيعية، ويجرى تجهيز السفن الأخرى وربطهما على الموانئ لبدء ضخ الغاز.
زار وزير البترول ميناء السخنة لتعجيل ربط سفينة التغويز الثالثة بالشبكة القومية للغازات الطبيعية لمواجهة التراجع فى إمدادات الغاز الإسرائيلى.
استيراد شحنات إضافية
استوردت مصر نحو 2.55 مليار متر مكعب (1 مليار قدم مكعبة يوميًا) خلال المدة من يناير حتى نهاية مارس 2025 مقابل 2.63 مليار متر مكعب (1.03 مليار قدم مكعبة يوميًا) فى الربع نفسه من العام السابق.
واشترت مصر ما لا يقل عن 140 شحنة من الغاز الطبيعى المسال للتسليم خلال المدة المتبقية من هذا العام والعام المقبل.
تستعد البترول لطرح مناقصة هذا الشهر لاستيراد ما يصل إلى مليون طن من زيت الوقود، بهدف الاستلام فى أغسطس، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر بشكل مباشر، يأتى ذلك بعد مناقصة مماثلة طرحتها مصر مؤخرًا للمساعدة فى تلبية احتياجات توليد الكهرباء، فى وقتٍ يشكل فيه النزاع بين إيران وإسرائيل تهديدا لإمدادات الغاز
3 سيناريوهات للخروج من الأزمة
وزارة البترول لديها 3 سيناريوهات للخروج من الأزمة التى تواجهها مصر بعد وقف وارداتها من الغاز الإسرائيلى كالتالى:
الأول: توفير شحنات مازوت وسولار عبر الاستيراد.
الثاني: وقف ضخ المازوت والسولار للقطاع الصناعى وتوجيه الكميات للكهرباء حتى لا يتم قطع التيار وهو السيناريو الذى بدأ تنفيذه.
الثالث: قطع الكهرباء لعدد من الساعات يوميًا وهو ما تم استبعاده بعد تصريحات رئيس الحكومة، بأنه يتم العمل على توفير الغاز لتجنب قطع الكهرباء فى الصيف.
الجدير بالذكر أن مصر تستورد بشكل أساسى الغاز الطبيعى من تل أبيب منذ عام 2020، إذ تقدّر الكمية بنحو 800 مليون قدم مكعب يوميًا، وانخفضت بعد غلق الحقل الإسرائيلي، فيما يصل عجز الغاز (الفارق بين الإنتاج والاستهلاك) فى مصر إلى 3.5 مليار متر مكعب يوميا، وتسهم إسرائيل بمليار متر مكعب لذا لا تمتلك مصر رفاهية تقليل الاعتماد عليها.
إغلاق الحقول الإسرائيلية
أوقفت شركة إنرجيان اليونانية الإنتاج من حقل كاريش للغاز قبالة سواحل إسرائيل، وعلقت شركة شيفرون العمل فى حقل ليفياثان، تماشيا مع قرار الحكومة الإسرائيلية بعد أن نفذت تل أبيب ضربات جوية وصاروخية ضد إيران فى الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية، تبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل « ليفاثان « 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا «12.36 مليار متر مكعب سنويًا»، فى حين تبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل تمار 1.1 مليار قدم مكعب يوميا، ويزود كلا الحقلين مصر بالغاز.
زيادة معدلات الإنتاج
أكدت مصادر موثوقة بقطاع البترول، على أنه تم الاتفاق مع شركة «إيني» الإيطالية على استكمال أعمال التنمية فى بئر ظهر- 6 ووضعه على الإنتاج نهاية الشهر الحالى بواقع 50 مليون قدم، مضيفا أنه فور وضع البئر على الإنتاج سينتقل الحفار سايبم 10000 لحفر بئر ظهر- 13 ثم ظهر- 9 coil tubing ثم ظهر- 20 pilot hole، نظرا لخطة أعمال شركة إينى الإيطالية سيتم تحريك الحفار خلال الربع الأخير من العام الحالي إلى إيطاليا، على أن تتم العودة إلى مصر منتصف 2026 لحفر ظهر- 20 ويليه ظهر- 21.