الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماكرون وزيارة التاريخ بقلب القاهرة ودعم غزة من العريش

ماكرون وزيارة التاريخ بقلب القاهرة ودعم غزة من العريش

فى الحقيقة إن العالم قد تابع زيارة الرئيس الفرنسى لمصر لأنها شملت أهدافًا عديدة أهمها دعم أهلنا فى غزة ورفض التهجير والمجازر اليومية، ولا بد أن نشكر من وضع سيناريو الزيارة من أولها حتى النهاية السعيدة، وهو ما جعل الجميع يتحدث عنها بكل التفاصيل والدليل هو ما قاله ماكرون عبر حسابه على منصة إكس: «أغادر مصر بعد ثلاثة أيام مؤثرة، رأيت فيها نبض القلوب فى ترحيبكم الكريم فى قوة تعاوننا.



فى الدعم الذى نقدمه معًا لأهالى غزة. فى العريش، حيث يقاوم الأمل الألم. شكرًا لكم. تحيا الصداقة بين شعبينا».

 «شكرًا جزيلًا الرئيس السيسى»، بالفعل كل الشكر للرئيس السيسى الذى أثبت للعالم أن الأمن والأمان فى مصر فى المتاجر والمقاهى والمطاعم وداخل المترو وبجانب ترفيع مستوى العلاقات بين مصر وفرنسا وتوقيع الاتفاقيات. 

وللزيارة أبعاد مختلفة منها بعد استراتيجى بعد جولة فى خان الخليلى والعريش فى دلالات سياسية وعسكرية وأمنية مرتبطة بنجاح مصر فى تفكيك شبكات الإرهاب، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وتأثير ذلك على موقف أوروبا، خاصة فرنسا، من التنظيم الدولى للجماعة.

وأن نجاح مصر فى القضاء على خلايا الإخوان فى سيناء والداخل المصرى أعاد تشكيل خريطة الأمن الإقليمى.

إنها زيارة مختلفة بكل المقاييس بسبب التوقيت والظروف المحيطة بالمنطقة والعالم، والأماكن التى زارها ماكرون، ولم تقتصر على اللقاء الرسمى وتوقيع مذكرات التفاهم فى المجالات المختلفة، لكن شملت زيارات مهمة منها خان الخليلى، مساء الأحد الماضى وكانت إشارة إلى الهدوء والاستقرار فى الشارع المصرى، والقدرة على تأمين شخصية هامة فى مكان شديد الازدحام، وتحسب للأمن المصرى، كما أن تناول الطعام فى مطعم نجيب محفوظ تشجيع كبير للسياحة،  وزيارة المتحف المصرى وهى أفضل تمهيد لافتتاح المتحف المصرى الكبير فى 3 يوليو المقبل.

ورحلة مترو الإنفاق تأكيد على الدور الفرنسى المهم فى إنشاء خط المترو الأول عام 1984، مع الاستمرار فى صيانة هذا الخط وغيره.

وزيارة جامعة القاهرة وتوقيع اتفاقات وتفاهمات علمية وجامعية، دليل على مكانة الجامعة التى قدمت ثلاثة حصلوا على جائزة نوبل وقيادات كبرى ألقت خطبًا فى جامعة القاهرة من عبدالناصر حتى ماكرون، والدور الذى يمكن أن يلعبه التعليم والبحث العلمى سواء على مستوى علاقات الدول أو تعظيم القوة الناعمة المصرية، بجانب عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، واستثمارات فرنسية بنحو 4 مليارات يورو.

 وأيضًا تطور التعاون العسكرى وحصول مصر على طائرات الرافال من فرنسا، واستثمارًا للقوة الناعمة المصرية أيضًا كان  لقاء ماكرون مع فنانين ومثقفين مصريين سواء من دار الأوبرا أو غيرها من القطاعات الفنية.

 وسياسيًا الزيارة كشفت توافق رؤى البلدين فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، وقضايا السودان وليبيا والبحر الأحمر ومياه النيل، والاتفاق على دور واضح للسلطة الفلسطينية فى غزة بما يؤدى إلى قيام دولة فلسطينية.

كما تأتى الزيارة فى ظل توقيت يقوم فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإشعال حرب عالمية تجارية ضد الجميع، فى حين يقدم ماكرون إضافة إلى ذلك ما هو أكبر من فرض الرسوم الجمركية، مثل الفنون والثقافة والتراث والبحث ويسعى لخدمة بلاده، لكن بطريقة تعظم دور ومكانة فرنسا فى العالم، مع استمرار أبشع عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، وعلى سوريا ورفض الانسحاب من جنوب لبنان والحديث عن إمكانية توجيه ضربات عسكرية لإيران وقمة الزيارة كانت فى العريش، فهى إشارة واضحة إلى رفض العدوان ورفض مخطط التهجير والتمسك بحل الدولتين، وكذلك التأكيد على الدور المصرى فى تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى منذ بداية العدوان وحتى الآن.

لأن إنقاذ الأطفال والنساء وأرواحهم البريئة أهم من ريفييرا الشرق.