بمشاركة 150 منظمة عالمية و300 ممثل دولى اختتام منتدى الرياض الإنسانى بالتزام عالمى بمستقبل أفضل

الرياض: صبحى شبانة
تعهد المجتمعون فى اختتام الدورة الرابعة لمنتدى الرياض الدولى الإنساني، من قيادات الحكومات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، بالإقرار بواجبهم الجماعى ومسئوليتهم المشتركة لمواجهة التحديات الإنسانية الملحة، من خلال العمل المشترك والدبلوماسية الإنسانية.
كما أكدوا التزامهم الثابت بالمبادئ الإنسانية الأساسية ومبادئ القانون الدولى الإنسانى فى جميع الجهود الإنسانية حول العالم، وشددوا على أهمية الالتزام بتعزيز التعاون العميق عبر جميع القطاعات، من خلال تطوير سلاسل الإمداد ودعم الحلول المبتكرة، إضافة إلى دعم القدرات المحلية وتعزيز النهج التشاركى بين العمل الإنسانى والتنمية والسلام، كما جدد المجتمعون دعمهم لتقوية الشراكات التى تساهم فى تمكين الأفراد والمجتمعات المتضررة من النزوح وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وأكدوا التزامهم بالمضى قدماً نحو إيجاد حلول مستدامة وفعالة لدعم الفئات المتضررة، بما يسهم فى إحداث تغيير ايجابى فى مجتمعهم العالمي.
وبينما يواصل المجتمعون مسيرتهم بعد هذا المنتدى، فإنهم يستكشفون مستقبل الاستجابة الإنسانية بشجاعة وعزيمة وإيمان راسخ بحقوق وكرامة كل فرد، ويعملون معاً على أن تكون جهودهم قائمة على مبادئ الرحمة والفعالية، ممهدة لإحداث تطور ملموس نحو عالم أكثر عدلاً وإنسانية.
وسلط منتدى الرياض الدولى الإنسانى الذى اختتم أعماله الثلاثاء الضوء على المقدرات المالية الضخمة التى تخصصها المملكة للعمل الإنسانى والإغاثي، جاعلة منه جزءا من قوّتها الناعمة ووسيلة لترسيخ مكانتها عبر العالم، وتوسيع شبكة علاقاتها مع بلدانه، وتسويق صورتها بشكل إيجابى بين شعوبه.
وتنتظم الدورة الرابعة من المنتدى الذى يرعاه العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويشرف عليه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحت شعار «استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية»، وسط تأكيد سعودى على «مد يد العون لإغاثة المتضررين حول العالم».
وقال متحدث مركز الملك سلمان للإغاثة سامر الجطيلي، إن المنتدى شهد حضورا كبيرا يتجاوز 6 آلاف شخص، ومشاركة أكثر من 150 منظمة عالمية و300 ممثل دولي.
وفى كلمته أوضح المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة أنه من خلال 21 جلسة وبمشاركة 32 متحدثا أن المنتدى يعد نقطة انطلاق لآفاق جديدة فى العمل الإنسانى عبر التقنية الحديثة.
وقال إن المنتدى ركز على الدبلوماسية الإنسانية فى النزاعات، مؤكدا أهمية استخدام هذا النوع من الدبلوماسية فى النزاعات لإيجاد الحلول السياسية لها، ومشيرا إلى أنّ المملكة تبذل جميع الجهود فى ذلك.
من جهته قال وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان فى كلمته بالمنتدى إن المملكة أطلقت حملات إغاثية لمساعدة الأشقاء فى الدول المتضررة أبرزها فى غزة واليمن والسودان.
وأشار إلى أن «السعودية من كبار الدول المانحة للمساعدات»، موضحا أن إجمالى مساعداتها الإغاثية بلغ 133 مليار دولار لأكثر من 172 دولة حول العالم، بحسب ما نقلته قناة الإخبارية السعودية دون تحديد فترة زمنية لذلك الإنفاق الضخم.
وقال الأمير فيصل إن بلاده مستمرة «فى جهودها الرائدة لدعم العمل الإنسانى وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية» ومشيرا إلى أن «المملكة حرصت طيلة تاريخها على مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز».
وذكّر ببعض المبادرات السعودية ومن بينها الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين التى بلغت تبرّعاتها حوالى 187 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع مسام لنزع الألغام فى اليمن والذى أسهم فى إزالة أكثر من 430 ألف لغم منذ العام 2018.
كما تطرّق إلى الجهود التى قامت بها المملكة حيال الأزمة فى السودان من خلال اتفاقية جدة التى أسهمت فى ضمان وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إجلاء ناجحة أنقذت أكثر من 8400 شخص من 110 دول مختلفة.
وجاءت الدورة الرابعة من المنتدى بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة وتقام بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية وبمشاركة نخبة من القادة والخبراء والمانحين والمتخصصين فى العمل الإنسانى من مختلف دول العالم.
وتناول المنتدى عبر جلساته الحوارية رفيعة المستوى محاور رئيسية تشمل دور الدبلوماسية الإنسانية فى إدارة الأزمات والصراعات، ًوآليات وصول المساعدات وتسهيل سلاسل الإمداد، إضافة إلى معالجة قضايا النزوح فى ظل تصاعد النزاعات والكوارث الطبيعية.
كما تضمّن أيضا إقامة ورش عمل وجلسات نقاشية وفعاليات جانبية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولى وتبادل الخبرات، بما يسهم فى تحسين الاستجابة الإنسانية وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة حول العالم.
وتظهر شهادات منظمات أممية ودولية قيمة المساهمات السعودية فى العمل الإنسانى والإغاثى الدولى والجهد العالمى فى مواجهة آثار الصراعات والكوارث الطبيعية والتوقى من الأوبئة والأمراض.
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر المذكور قالت منظمة الصحة العالمية إن المملكة أكدت مجددا تعهدها بتقديم 500 مليون دولار للمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال,وسيجرى صرف تلك الأموال التى تعهدت بها الرياض لأول مرة فى أبريل 2024، للمساعدة فى القضاء على شلل الأطفال البرى فى باكستان وأفغانستان ووقف تفشى شلل الأطفال المتحور.
ووفقا للمنظمة فإن شلل الأطفال البرى الذى ينجم بشكل طبيعى عن المرض الفيروسى متوطن فى باكستان وأفغانستان اللتين أبلغتا معا عن 99 حالة العام الماضي. ويحدث شلل الأطفال المتحور بسبب ضعف لقاح شلل الأطفال الفموي.
وتأمل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال فى إعلان نهاية الفيروس البرى والمتحور المشتق من اللقاح بحلول عامى 2027 و2029، مقارنة بالموعد النهائى السابق فى عام 2026 لكلا النوعين.
ويساهم التعهّد السعودى فى حال تطبيقه فى تخفيف وقع قرار إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية على جهود مقاومة شلل الأطفال، حيث تظهر بيانات المنظمة أن الولايات المتحدة كانت فى السابق مانحا رئيسيا لبرنامج مكافحة المرض وساهمت بنسبة 17 فى المئة من ميزانيته خلال 2024- 2025.
ومن جانبه تطلع مجلس الوزراء السعودى فى جلسته الاعتيادية مساء الثلاثاء الماضى إلى أن تسهم مخرجات منتدى الرياض الدولى الإنسانى فى توحيد الجهود وتطوير حلول مبتكرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى ظل ما يشهده العالم من ازدياد الكوارث والأزمات، مبرزاً فى هذا الإطار ما أولته المملكة منذ تأسيسها من حرص على مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب الأكثر حاجة، وإغاثة المنكوبين فى شتى بقاع الأرض.