الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الجماعة» تدمر «الجامعة»!

«الجماعة» تدمر «الجامعة»!
«الجماعة» تدمر «الجامعة»!


 
قرار المجلس الأعلى للجامعات بالعودة المشروطة للشرطة داخل الحرم، هو هدية مباشرة للإرهابية، تقوى طلابها مع الوقت، وأصبح الذهاب إلى الجامعة مهمة انتحارية غير مأمونة العواقب، ورحلة يومية خطرة مكتوبة على الطلبة لا يعلم عواقبها إلا الله، لقد احتل الإرهاب الأسود ساحات الجامعات وسط تراخ من المجلس الأعلى للجامعات، فأصبحت القنابل المولوتوف بديلاً للكتب والمحاضرات، سطر لنا الأسبوع الماضى فصلا أسود جديدًا فى تاريخ الجامعة المصرية.
 
د. أشرف الشيحى - رئيس جامعة الزقازيق - علق على انفجارات جامعة القاهرة قائلا: «هذه الانفجارات تدل على احتضار للجماعة الإرهابية، داخل المجتمع، لأنهم فقدوا لغة الحوار والآن فقدوا أى تعاطف من جانب المجتمع معهم، لأن أسلحتهم أصبحت موجهة لصدر المواطن، وليس الحكومة فقط، ويجب أن يدركوا جيدًا أن كل تلك الممارسات والعمليات الإرهابية لن تجدى بعودة نظام عزله الشعب، لأن حكم الشعب مش بالعافية.
 
وعن مطالبته بعودة الحرس الجامعى قال الشيحى: طالبت بعودة الحرس فى الجامعات التى تشهد أحداث شغب، وليس كل الجامعات، مع احترامى الشديد لكل من يرفض عودة الحرس الجامعى يجب أن تتدخل الشرطة فى الجامعات الملتهبة، لأن الأولوية لنا داخل الجامعة هى حماية الطلبة ومؤسسات الجامعة ومبانيها والحفاظ على سير العملية التعليمية، وبالتالى لن نرفض أى وسيلة من الوسائل التى تكفل لنا الحفاظ على الأمن، مشكلة الحرس الجامعى التى يرفضها الطلبة هو أنه كان يتدخل فى قرارات الجامعة، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا أيضًا ولا نريده، ولكن عليه أن يعود بشكل مؤقت لمدة عام أو عامين حتى تنتظم الأمور فى البلاد بشكل عام، وفى الوقت ذاته هذه العودة لا تعنى أن يتدخل فى قرارات الجامعة، فهو يجب أن يقوم بدوره الأمنى فقط، العودة ستكون عودة بمفهوم جديد.
 
وعن كيفية مواجهة الشغب فى الجامعة انتقد دكتور أشرف انتخابات الاتحادات الطلابية، وقال: للأسف أفرزت لنا الانتخابات الطلابية قيادات معقدة وخلقت منظومة مؤثرة بالسلب على الحياة الجامعية، لأنها أصبحت لا تنظر إلى مصلحة الطالب ولا تخدمه، وإنما تقوم على التوازنات والحسابات للجماعات والأحزاب التى ينتمون لها، وأنا رأيى أن يتم تقييم الانتخابات الطلابية على مستوى الجمهورية، فى جميع الجامعات. ومراجعتها وهذا لا يعنى أن نلغيها ولكن مراجعة معايير الانتخابات الطلابية سنكتشف أن هناك معايير غير سليمة تسببت فى مشاكل نحن فى غنى عنها.
 
وقدر الشيحى دور الداخلية ورفضها التام لدخول الجامعات، قائلا: أحترم رأى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بشدة، وأعلم أنه على علم جيد بالمخططات الخبيثة التى تحاك للداخلية فى حال دخولها الجامعة، لأن الجامعة ما هى إلا استدراج للشرطة لتأليب الرأى العام ضدها وبداية للسخط المجتمعى عليها، ولكن فى الوقت نفسه عليهم أن يبدأوا فى دراسة عودة الحرس الجامعى مرة أخرى بمفهوم جديد وليس بالمنظور التقليدى، لأن التعليم الجامعى أهم بكثير من أحداث الشغب.
 
أما الدكتور أحمد حسنى طه نائب رئيس جامعة الأزهر فيعلق على أحداث الشغب التى شهدتها جامعة الأزهر طوال الفترة الماضية قائلا: للأسف الشديد العنف الدائر حاليا على مستوى الجامعات المصرية لن ينتهى بين ليلة وضحاها، كما أن التعامل مع هؤلاء الآلات أصبح شبه مستحيل، لأنهم فقدوا القدرة على التفكير والتمييز فى وزن الأمور وفهم الإسلام، لقد حاولنا مرارا طوال الفترة الماضية أن تكون هناك لغة حوار بيننا وبينهم، ولكن للأسف هؤلاء الطلبة تم عمل غسيل مخ بالكامل لهم فلا يريدون الاستماع كما لا يحترمون الرأى الآخر، وعلى الرغم من أننا قمنا بفصل ما يقرب من 600 طالب وطالبة من جامعة الأزهر، فإن ذلك لم يكن العقاب الرادع لهم.
 
من جانبه رفض الدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس، عودة الحرس الجامعى القديم بشكله التقليدى قائلا: لن نسمح بعودة الحرس القديم بصورته القديمة المتمثلة فى ضابط و2 عساكر، بل يجب أن تدرس الداخلية كيفية عودة الحرس بشكل أكثر فاعلية، ما تواجهه الجامعات اليوم ليس مظاهرات سلمية، بل هى أحداث عنف يستحيل التعامل معها بالطريقة القديمة، كيف تستطيع الجامعة أن تواجه مظاهرات بها مولوتوف أو متفجرات، من حق الطلبة أن يرفضوا عودة الحرس القديم إذا تدخل فى قرارات الجامعة، ولكن من حقنا أيضا كرؤساء للجامعة أن نحمى الجامعات التى نرأسها وأن نحمى أرواح الطلبة التى تريد فعلا أن تتعلم، ولذلك عودة الأمن شىء ضرورى جدا، ووجوده خارج الجامعة أو على صورته القديمة أصبح غير مجدٍ على الإطلاق، المشكلة أن المظاهرات التى تنطلق تكون سلمية فى بدايتها، ولكن بمجرد اقتراب الطلبة من بوابات الجامعة يتحول الأمر إلى كارثة، فيبدأون بكسر البوابات والهجوم على أفراد الأمن الموجودين للخروج إلى الشارع، فيتحول محيط الجامعة إلى ساحة قتالية بين قوات الأمن والطلبة.
 
من جانبه حمل العقيد خالد عكاشة الخبير الأمنى مسئولية تصاعد العنف داخل الجامعة لكل من التعليم العالى والداخلية قائلا: إذا استمر رفض كل من وزير التعليم العالى ووزير الداخلية عودة الأمن داخل الجامعات فعليهما أن يتحملا النتائج والعواقب الوخيمة لهذا الرفض، اشربوا نتائج الرفض ومتسألش عن التعليم بعد كده، يجب أن تتخذ الجامعات بشكل عام عدة إجراءات محددة لإنهاء هذا العنف وبشكل واضح، منها تغليظ العقوبة على الطلبة المتورطين فى أحداث العنف، وتغليظ العقوبة يبدأ من الحرمان من الدراسة وصولا إلى الفصل النهائى، حتى يدرك الطالب أنه قضى على مستقبله بنفسه، حالات الفصل التى حدثت هو فصل مؤقت مدته أسبوع أو عشرة أيام، ويعود الطالب مرة أخرى إلى الدراسة، وبالتالى فعقوبة الفصل المؤقت عقوبة يستخف بها الطلبة المنتمون للجماعة الإرهابية.
 
وأضاف: على وزارة التعليم العالى ورؤساء الجامعات إعادة النظر فى العقوبات الموجودة فى اللائحة الطلابية، حتى تكون رادعا جيدا للطلبة، أما أعضاء هيئة التدريس الذين تم تحويلهم للنيابة بسبب وجود مولوتوف وبنزين بسياراتهم فيجب أن يتم فصلهم من العمل الأكاديمى وبشكل نهائى، وليس فقط مجلس تأديب حتى يعرف أن مهمته هى تدريس العلم وليس تخريب البلاد.