السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أربعة في أربعة

أربعة في أربعة
أربعة في أربعة


 

مربع الرئيس: موظف بدرجة فرعون.. وإنسان بصفات سوبرمان!
 

كان تأليه الملك وعبادته من مظاهر الحياة فى مصر الفرعونية، ويعبر تتويج الملك الإله عن اتحاد روح الملك التى تمثل قوة الحياة مع الروح الإلهية المانحة للحياة، مما يقوى من حكم الملك ويدعم أسس ملكه المقدس.
 
سيد القوم خادمهم!
 
الرئيس موظف، وظيفته إدارة شئون الدولة لتحقيق الصالح العام للناس، لكن المعتقد المصرى القديم يعتبر أن الرئيس هو الأب الذى لا يخطئ، وأنه المسيطر صاحب الكاريزما الشخصية، هذا الهوس الفرعونى بدأ مع توحيد الملك مينا لمصر، وامتد إلى العصر الحديث فأصبح محمد على ولى النعم، وبعد ثورة 1952 أصبح عبدالناصر الزعيم الملهم، وجاء السادات بفكرة كبير العيلة، وعاش مبارك على أمجاد السابقين، وبعده عاش مرسى على الوهم، وقامت ثورتا يناير 2011 ويونيو 2013 لتصحيح هذه الفكرة وأن الرئيس خادم للشعب وليس العكس.
 
عصا موسى!
 
والرئيس مش ساحر، فالرئيس لا يملك عصا النبى موسى التى شق بها البحر، وحتى لو امتلكها فهل بإشارة منها ستتحول مصر إلى قطعة من أوروبا فيها الأمن والأمان؟.
 
فنحن نشبه دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فى انتشار الجريمة وارتفاع معدلات البطالة والانهيار الاقتصادى.
 
ولا يمكن لرئيس أى دولة أن ينجح إلا بشعب عنده شعور بالمسئولية، وأى إنسان حتى لو كان الرئيس لن يغير حال الناس من فقراء إلى أغنياء بمفرده، بل يجب أن يعمل معه الجميع، وإلا ستكون النتائج سيئة على الجميع.
 
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس، وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد
 
الوهم القاتل!
 
فى نهاية الأسبوع دخل عامل ثلاجة كبيرة لشركة مواد غذائية لكى يجرد الصناديق بداخلها، فجأة وبالخطأ أغلق عليه الباب، طرق الباب ولم يفتح له أحد وكان اليومان التاليان إجازة، وبعد الإجازة فتح الموظفون باب الثلاجة ووجدوه ميتاً، ووجدوا بجانبه ورقة كتب فيها «أحس بأطرافى تتجمد، لا أستطيع أن أتحرك، إننى أموت من البرد»، العجيب أن الثلاجة كانت غير متصلة بالكهرباء.
 
الرجل قتله الوهم، ونحن مثله نعيش فى الوهم ننتظر المخلص الذى سيغير حياتنا إلى الأفضل بدون أى مجهود من جانبنا، فالأفكار السلبية تسيطر علينا وتجعلنا نعتقد أننا ضعفاء وغير قادرين على العمل، مع أن الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً.
 
بيعمل زى الناس!
 
والرئيس إنسان وليس سوبرمان الشخصية الخارقة، فمازال الكثيرون فى بلادنا يحلمون بالشخص المنقذ القادر على حل كل المشاكل بمفرده.
 
مع أن الرؤساء فى العالم المتقدم مجرد بشر يعيشون حياتهم مثل كل الناس، فيظهرون فى حفلات عامة ويتنزهون ويمارسون هوايات مختلفة، مثل الرئيس الروسى بوتين الذى ظهر يتزلج على الجليد ويلعب الجودو ويسبح ويركب الخيل، بعكس الرؤساء عندنا الذين لا نعلم عن حياتهم أى شىء.
 
لكن فكرة البطل الأسطورى تبقى مرتبطة باليأس والإحباط، فيتم قبول هذا البطل على أساس أنه المنقذ الوحيد الذى سيحقق الأمنيات للناس اللى فاكرينه مش إنسان عادى زيهم.
 
تعقيب:
 
 بالرغم من القدرات الفائقة لذى القرنين الذى وصل بجيوشه إلى شرق الأرض وغربها إلا أنه طلب من الناس مساعدته فى بناء السد الذى يحتاج للعمل الجماعى، قال تعالى: (قَالَ مَا مَكَّنِّى فِيهِ رَبِّى خَيْرٌ فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) الكهف 95، وعن النبى عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».