الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يتحول إلى ساحة حرب جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلى، الخميس، عن بداية شن هجمات على أهداف تابعة لحزب الله فى لبنان؛ بهدف إلحاق الضرر «وتدمير القدرات الإرهابية والبنية التحتية العسكرية للمنظمة»، وفقًا لبيان الجيش الصادر.



وأضاف بيان جيش الاحتلال: إن حزب الله حوَّل جنوب لبنان إلى منطقة حرب، وعلى مدى عقود من الزمن قام بتسليح منازل المواطنين بالسلاح وحفر الأنفاق تحتها واستخدامهم كدروع بشرية.

 

وأكد الجيش، أن رئيس هيئة الأركان أقر الخطط الخاصة بالحرب فى الساحة الشمالية- فى إشارة إلى الصراع مع حزب الله.

وفى منتصف يوم الخميس، أعلنت مواقع الأنباء اللبنانية، عن إطلاق الطيران الحربى الإسرائيلى غارات وهمية فوق جبيل المتن كسروان بيروت وصولًا إلى صيدا،  كما حلقت طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض فوق مدينة بيروت والضاحية الجنوبية، وقد ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية عددًا من البالونات الحرارية.

فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق نحو 40 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وأطلقت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان التى شملت مناطق المنصورى وأطراف دير قانون النهر ومركبا وعدشيت القصير وقبريخا وبنى حيان.

وفى المقابل؛ أعلن حزب الله أنه استهدف ثكنتين عسكريتين إسرائيليتين بصواريخ الكاتيوشا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى، الخميس، عن سقوط جنديين من عناصره قرب الحدود مع لبنان، دون أن يذكر مزيدًا من التفاصيل.

وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن فى بيان، أن قائد أركان الجيش هيرتسى هاليفى أجرى تقييمًا للوضع، ووافق على خطط المعارك على الجبهة الشمالية، قبل فترة وجيزة الخميس- وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ويأتى الهجوم الإسرائيلى بعد يوم من سلسلة تفجيرات طالت أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله، خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى فى مناطق مختلفة من لبنان.

واتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء الانفجارات، وتوعد بالرد.

 نصرالله.. الضربة القاسية

وفى اليوم نفسه، أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فى خطاب، أن الحزب تعرَّض لضربة قاسية وغير مسبوقة، تمثلت بعمليات استهدفت الأجهزة الإلكترونية لعناصر حزب الله، يومى الثلاثاء والأربعاء.

وقال نصر الله: «الهجمات الإسرائيلية التى استهدفت أجهزة «البيجر» تجاوزت كل الضوابط والخطوط الحمراء».

وأشار نصر الله، إلى أن الأرقام الحقيقية لضحايا الهجمات الإسرائيلية ستظهر مع مرور الوقت، لكنه أكد أن عدد ضحايا الهجمات الأخيرة «كبير جدًا».

وقال الأمين العام لحزب الله، إن الحزب شكل لجان تحقيق داخلية متعددة، فنية وأمنية وتقنية لدراسة كيفية حدوث تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية، وإنها تدرس كل الاحتمالات والافتراضات.

وذكر أن الحزب وصل إلى نتيجة شبه قطعية و«لكن ما زلنا نحتاج إلى بعض الوقت للتأكد من هذه النتيجة». وتابع: «ولكن مجمل هذا الملف قيد تحقيق ومتابعة دقيقة، سواءً من الشركة التى باعت إلى التصنيع إلى النقل والوصول إلى لبنان والتوزيع من المنتج إلى المستهلك إلى لحظة التفجير».

وأكد: «سنصل فى كل هذا إلى نتائج واضحة ويقينية، وسنبنى حينئذٍ على الشىء مقتضاه».

وحول هجمات الأجهزة الإلكترونية الأخيرة، قال نصر الله: «إسرائيل أرادت قتل 4 آلاف شخص خلال دقيقة واحدة من خلال استهداف أجهزة البيجر».

وأضاف: «إسرائيل استهدفت قتل 5 آلاف شخص فى دقيقتين على مدى يومين متتاليين، وبعض حملة «البيجر» كانوا يعملون فى مستشفيات، وبعضهم فى أماكن عامة؛ حيث يتواجد الكثير من النساء والأطفال».

إن هناك احتمالًا لشن هجوم إسرائيلى على جنوب لبنان.. مشيرًا إلى أن تل أبيب بدأت تتحدث فى الأسابيع الأخيرة عن الجبهة الشمالية المحاذية للبنان، وأضافت إلى أهداف الحرب هدف إعادة سكان الشمال بأمان، «ولكن هذا لن يحدث ونحن نتحدى إسرائيل».

وأضاف الأمين العام لحزب الله فى كلمته المتلفزة فى أعقاب تفجيرات البيجرات والأجهزة اللاسلكية على مدار يومى الثلاثاء والأربعاء: «قبلنا التحدى من 8 أكتوبر واليوم نقبله مجددًا، وأقول لنتنياهو و(وزير دفاعه يوآف) جالانت لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال وافعلوا ما شئتم، هذا هو التحدى الكبير بيننا وبينكم».

واعتبر أن «السبيل الوحيد لإعادة سكان الشمال، هو وقف العدوان والحرب على أهل غزة والضفة الغربية وبخلاف هذا فلا شىء».

وأضاف: «لا تصعيد عسكريًا ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع إعادة السكان إلى الحدود. ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير السكان، وسيبعد فرصة العودة الآمنة لهؤلاء».

وسخر «نصر الله» من اقترح قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلى بإقامة حزام أمنى داخل الأراضى اللبنانية.

وقال نصر الله: «نتمنى أن يدخلوا إلى أرضنا اللبنانية، لأنهم داخل حدودهم، يمارسون التخفى وسط تحصينات ضخمة، وإجراءات أمنية. نحن نفتش عن الجنود ليل نهار هناك، ونحتاج لجهد معلوماتى يومى لتحديد أماكنهم. أما إذا وصلوا عندنا فأهلًا وسهلًا سيعطينا هذا فرصة تاريخية». 

وتابع: «ما يعتبرونه تهديدًا نعتبره فرصة تاريخية نتمناها؛ لأنه سيكون لها تأثيرات كبرى على المعركة».

وأوضح «نصرالله» أن الهدف الإسرائيلى من تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية فى لبنان، هو الضغط على الدولة اللبنانية والشعب اللبنانى وفصائل المقاومة وتحديدًا على حزب الله لوقف القتال على جبهة لبنان. واعتبر أن هذه الضربة «جاءت فى هذا السياق. كل المحاولات السابقة فشلت ولم تؤد إلى نتيجة، فلجأ العدو إلى هذا الأسلوب، وهو أعلى مستوى إجرامى، وهو يظن أنه يحيد المدنيين، بينما هو قتل المدنيين».

 

أهداف إسرائيل

وأضاف نصر الله: «هذه الضربة والجريمة هذا هو هدفها، هذا ليس تحليلًا، بعد ظهر الثلاثاء، وصلت رسائل بقنوات رسمية وغير رسمية تقول بوضوح إن هدف الضربة هو التوقف عن دعم غزة ووقف القتال فى الجبهة اللبنانية، وإن لم تتوقف فهناك المزيد، وكان فى يوم الأربعاء، ما توعدوا به الثلاثاء».

وتابع: «الهدف واضح. البعض يقول إنها كانت ضربة تمهيدية، وستلحق بها بعد ساعات عملية عسكرية واسعة، وهذا قابل للنقاش، ولكن بالحد الأدنى، هذا هو ما أرسل إلينا أن هدف الضربة هو هذا، إخضاع واستسلام وخروج المقاومة من هذه المعركة».

وقال: إن الدول الغربية تريد تسوية معينة ووقف الحرب، وأن تترك غزة وأهلها ومقاومتها والضفة وفلسطين لمصيرها، وبالتالى كل ما قدمناه من تضحيات وشهداء وجنود، ومن مواجهات قاسية ودامية خلال عام يكون ذهب سُدًى، ولا يمكن أن نفعل ذلك، وهذا السياق وهذه الضربة هو فصل الجبهتين وتوقف الجبهة اللبنانية عن القتال».

وقال إن الجواب لبنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت وجيشه هو أن «جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة»، وتابع: «منذ 11 شهرًا نقول هذا الكلام، وهذا هو جوابنا».