الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاستعادة الثانية لطابا!

الاستعادة الثانية لطابا!
الاستعادة الثانية لطابا!


هل عادت طابا وسيناء بأكملها من يد العدو الإسرائيلى لتقع فى يد عدو آخر لا يقل خطورة عن الدولة الصهيونية وهو الإرهاب الأسود؟
 
هل اقتربنا من استعادة طابا وسيناء للمرة الثانية من يد المحتل الإرهابى؟
 
لا فرق بين المحتل الأول والمحتل الثانى فكلاهما يريد إسقاط الدولة وفرض سيطرته على جزء من أراضيها، وكذلك لن يكون هناك فرق بين خروج المحتل الأول وخروج المحتل الثانى فى القريب العاجل بإذن الله.
 
خاضت مصر معارك سياسية طويلة على مدار 12 عامًا بدأت من 1976 لاستعادة طابا من أيدى المحتل الصهيونى،وقام الفريق المصرى الذى كان مكلفًا بالدفاع عن قضية طابا و ضم د. مفيد شهاب ود. حامد سلطان أستاذ القانون الدولى ورئيس الفريق المصرى آنذاك ود. وحيد رأفت والفريق كمال حسن على واللواء عبدالفتاح حسن والسفير حسن عيسى ود. يونان لبيب رزق ود. نبيل العربى والسفير عبدالحليم بدرى بتقديم أسانيد ووثائق تاريخية من المندوب السامى البريطانى إلى الخارجية المصرية والمخابرات المصرية عام 1914 وتقارير مصلحة الحدود عام 1931 و وثائق أخرى لدعم موقف الجانب المصرى.. وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكما تاريخيًا وقامت الدولة فى 19 مارس عام 1989 بعمل احتفال رسمى بعودة طابا وقام الرئيس الأسبق حسنى مبارك برفع علم مصر فوق أرض المدينة الجميلة وتم اعتبار 19 مارس من كل عام عيدًا قوميًا بمناسبة استعادة طابا.
 
ذكرى استعادة طابا تدفعنا إلى النظر مجددًا إلى تدهور أحوال سيناء طوال العقود الثلاثة الأخيرة، بدايةً من القمع الأمنى الذى مارسته الداخلية على أهالى سيناء أثناء حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك مما أثر على تردى الأوضاع فى شبه الجزيرة، وحتى توطين العناصر الإرهابية فى سيناء أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان، فأصبحت الفوضى جزءًا من الوضع المتردى لسيناء، وجاءت ثورة 30 يونيو بمثابة الإنقاذ لشبه الجزيرة، ليبدأ الجيش المصرى حربه المقدسة هناك ضد الإرهاب الأسود الذى يستهدف أبناء وطنه ولم يفكر أنه على بعد خطوات منه كيان صهيونى خبيث يستفيد من كل لحظة ترى فيها الفوضى داخل أرض سيناء، ولم يقم أبدًا بتوجيه أى ضربة إلى إسرائيل بل يوجه ضرباته فقط إلى أبناء الوطن وحماة أراضيه.
 
معركة القوات المسلحة والشعب من الإرهاب وعناصره فى سيناء معركة كان لابد أن نخوضها بعد أن حاول القتلة أكثر من مرة تركيع الوطن من أجل أهدافهم الخبيثة، ومهما طالت هذه المعركة فلابد أن نظل بكامل قواتنا حتى نقضى تمامًا على كل من يحاول إرهاب الشعب والجيش لصالح أهداف خارجية واضحة.
 
القوات المسلحة تنجح كل يوم فى فرض السيطرة الكاملة على سيناء واستطاعت خلال الفترات السابقة هدم عدد هائل من الأنفاق بين سيناء وغزة وضبط عناصر إرهابية خطرة وأسلحة لا حصر لها، ولولا أن العناصر الإرهابية تحتمى أحيانًا بمساكن المواطنين والمناطق المأهولة والعريش والشيخ زويد وغيرها لاستطاعت القوات المسلحة إنهاء هذه الحرب فى أيام معدودة لكن حرص الجيش على أرواح المواطنين فى سيناء يأجل هذه النتيجة للمستقبل القريب، فعلى الرغم من صعوبة التحكم فى منطقة جبلية وصحراوية وغير مأهولة بنسبة كبيرة إلا أن الجيش وصل إلى مرحلة متطورة للغاية فى السيطرة على الأوضاع هناك وفرض الأمن فى سيناء رغم العمليات الإرهابية الغاشمة التى تحدث من حين لآخر عن طريق الانتحاريين وجماعة أنصار بيت المقدس التى اتخذت من سيناء مقرًا لعملياتها الإرهابية ضد مصر وشعبها وجيشها، لكن هذه العمليات كما أكد العديد من الخبراء هى النفس الأخير لهذه المجموعات وأنه توقع مثل هذه الانفجارات والعمليات الانتحارية صعب للغاية ولا ينم عن تقصير أمنى هناك، فالولايات المتحدة الدولة الأولى فى العالم لا تستطيع توقع الانفجارات والعمليات الانتحارية بنسبة كبيرة لأنها عمليات مفاجئة من الصعب توقع تفاصيلها.
 
لكن ما يجب أن نعيه جيدًا أن معركة الحرب على الإرهاب ليست هى آخر معاركنا فى سيناء، فأمامنا معركة أخرى يجب أن نخوضها لنحمى جزءًا غاليًا من أرض مصر، معركة تنمية سيناء الحبيبة.
 
والدولة بدأت تتحرك فى هذا الملف بالفعل ويجب ألا نتقاعس عنه إتمام هذا الملف فى أقرب وقت ممكن، سيناء تحتاج إلى رفع مستوى البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية لأهالى سيناء وتنفيذ مشاريع ضخمة وخطط تنمية قصيرة وطويلة الأجل فى كافة المجالات الصحية والتعليمية والصناعية والسياحية وتوفير مرافق متكاملة والسماح بضخ استثمارات هائلة هناك.
 
كما يجب استيعاب متطلبات أهالى سيناء الذين عانوا من الظلم والتهميش خلال 30 سنة من مبارك وبعده مرسى.
 
معركة المصريين فى سيناء ليست معركة جيش فقط بل معركة الشعب بأكمله وإن لم نجد التعامل داخل هذه المعركة سنخسر أكثر مما نتوقع.