الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بايدن شريك فى أكاذيب غزو العراق ومعترف بدعم إسرائيل بالسلاح المستخدم فى الإبادة الجماعية فى غزة وشاهد على ثمانى كوارث أمريكية أخرى Look Who's Talking? محارق الآخرين على يد الأمريكيين!

تحدّث الرئيس الأمريكى جو بايدن عن ذكرَى المَحرقة اليهودية (الهولوكوست) فى خطابه الأخير منذ أيام.. والذكرَى الأساسية يُحتفَى بها فى 27 يناير من كل عام بينما تَحتفى إسرائيل وبعض متاحف المَحرقة المنتشرة كالفطريات فى بعض دول العالم بالذكرَى فى 6 مايو والبعض الآخر فى 16 إبريل مثل متحف المجر.. وأيًا كان فالعالم كان ينتظر كلمة بايدن فى توقيت صعب تدهورت فيه المفاوضات بين فصيل المقاومة الفلسطينى حماس والمحتل الإسرائيلى، ودارت آلة القتل الصهيونية لترتكب مَجزرة جديدة وإذا به يخرج علينا بخطاب تاريخى عن الهولوكوست وبطولات اليهود وضرورة أن يُذكر العالمَ بها وبما حدث لليهود فيها والأطفال والنساء.. عفوًا وماذا عن محارق الآخرين؟ مَن يذكرها ويذكر العالم أجمع بضحاياها ومرتكبيها الذين لم يحاكَموا ولم يعتذروا حتى لضحاياهم؟! 



 

وللعِلْم؛ فإن قصة أو مظلومية المَحرقة تم تضخيمها وإطلاقها عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية لمحو صورة (القصَّاب) اليهودى قاتل الأطفال لاستخدام دمائهم فى طقوس شيطانية نشرنا تفاصيلها بالأدلة والوثائق على مدار الأسبوعين الماضيين، وسوف نستمر فى نشر باقى التفاصيل الأسبوع المقبل، ولكن استوقفنا خطابُ بايدن.

فهو يتحدّث عن صون الأرواح وعدم إهدار المزيد من الدم لفئة واحدة فقط وعِرْق واحد وليذهب باقى الشعوب والأعراق للجحيم، يتذكر مَحرقة واحدة مشكوكًا فيها ويتناسى محارق الآخرين التى تلطخ دماءُ ضحاياها يديه سواء بشخصه كما فى حرب العراق ومشاركته فى كذبة القرن أو بصفته كرئيس للولايات المتحدة ولأنها جرائم لا تسقط بالتقادم يتحملها صاحب المنصب بصفته أيًا كان الجالس على الكرسى وفى حالته سيحاسَب بصفته وشخصه معًا على كل المَحارق التى تسببت فيها الولايات المتحدة أو شهدت عليها وكانت شريكًا مساهمًا أو مُحَرضًا أو متسترًا.

 إبادة الهنود الحمر

ونتساءل عن أى قدسية أرواح يتحدث الرئيس الأمريكى بايدن وهو يقف على أرض مروية بدماء شعب كامل أبيد ولم يتبقَ منه إلا بضعة آلاف؟!، وهنا أقصد السكان الأصليين لأمريكا الهنود الحمر.

صحيح أن جنسيات عدة من الأوروبيين المستعمرين لأمريكا بعد اكتشافها هم مَن بدأوا عمليات سلب الأرض وقتْل الهنود، لكن هذا الخليط هو الذى كوَّن الدولة بعد ذلك وحتى عندما أصبحت دولة لها رئيس وشرطة وقانون ودستور مارست أبشع أنواع التمييز والاضطهاد ضد الهنود الحمر.

بل إن الإبادة الجماعية للسكان الأصليين بلغت ذروتها فى عهد الرئيس أندرو جاكسون، الذى قاد الولايات المتحدة فى الفترة من 1829 إلى 1837.

وفى 28 مايو 1830 أصدر الكونجرس قانونًا عُرف باسم قانون «إبعاد الهنود»، وسَمح هذا القانون للرئيس بالتفاوض مع الهنود الحمر لإبعادهم إلى أراضٍ فدرالية غرب المسيسيبى، مقابل التخلى عن أراضيهم الأصلية، أى أنَّ الإبادة والإبعاد والاضطهاد كان فى دولة المؤسّسات والقانون بمعرفة الرئيس والكونجرس!

وقد تدفَّق ملايين المهاجرين الأوروبيين إلى مناطق الهنود الحمر واستولوا على أراضيهم، بدعم من الحكومة الأمريكية. واستمرت ثورات السكان الأصليين حتى 29 ديسمبر عام 1890؛ حيث ارتكب الجيش الأمريكى مذبحة «الركبة الجريحة» فى منطقة «ساوت داكوتا»؛ فقد قتل الجيش الأمريكى مئات من المدنيين العُزّل وبينهم النساء والأطفال، وشن حملة اعتقالات واسعة فى صفوف السكان الأصليين، مما أدى إلى سحق مقاومتهم وتمكين الأمريكيين الجُدُد من فرض سُلطتهم على كل ما يسمى حاليًا الولايات المتحدة الأمريكية ولم يمنح الهنود أى حقوق مواطنة إلا بعد 148 عامًا من الاستقلال!

هل من المفترض أن ننتظر من حفيد مَن قتلوا الأطفال والنساء وسلخوا فروات رءوسهم وسرقوا أراضيهم أن يدين الإسرائيليين ويتوقف عن حمايتهم باستخدام «الفيتو» ضد كل مشروع قرار لوقف إطلاق النار وأن يفهم أن مظاهرات الشارع والجامعات فى بلده هى صوت الإنسانية؟

 المَحرقة الحقيقية

 فى الحرب العالمية!

مَن يتحدث عن محارق الآخرين ويحييها ويذكركم بجرائم حقيقية ارتكبتموها؟!

فلنفعل نحن ذلك..

الرئيس بايدن يخرج ليتحدث عن ذكرَى مَحرقة اليهود فى الحرب العالمية الثانية فى توقيت تعثرت فيه المفاوضات لوقف إطلاق النار فى غزة ويستمر نتنياهو فى ارتكاب المَجزرة تلو الأخرَى وفى مطاردة مَن تبقى من سكان غزة بالطائرات والدبابات وجميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وهم عُزّل وجوعَى بدلاً من أن يوجّه خطابه لإسرائيل مطالبًا بوقف إطلاق النار الفورى.. نحن لا نؤمن بأكذوبة محرقتكم المزعومة ولا دليل معقولية على حدوثها على الأقل لهذا العدد غير المعقول أو منطقى!

المَحرقة الوحيدة المثبتة بالصوت والصورة فى فترة الحرب العالمية الثانية هى تلك التى ارتكبتها أمريكا فى هيروشيما وناجازاكى باستخدام القنبلة النووية رُغْمَ انتهاء الحرب وهزيمة اليابان الفعلية حتى وإن ماطل الإمبراطور اليابانى فى إعلان الاستسلام لأنه كان يطلب فقط أن يكون الاستسلام بشكل يحفظ ماءَ وجْه الشعب اليابانى والذى لديه ثقافة خاصة بالقتال وشرف الساموراى المقاتل اليابانى وما يلحقه من عار إذا  خسر معركته بشكل غير مشرّف. 

الأمريكان لم يقرّروا إفناء مقاطعتين فى اليابان لأسباب عسكرية تحوطًا من هجوم عنيف، فاليابان فقدت قدرتها قبل عامين من الهجوم النووى بعد تدمير أسطولهم التجارى ومعه توقف استيراد النفط والمطاط والخامات الأساسية للصناعة فتوقفت صناعة الأسلحة وجميع الصناعات بشكل عام وكان مجرد الحصار لشهر أو اثنين كافيًا لإجبارهم على الاستسلام وبأى شروط ولم تكن طوكيو لتشكل تهديدًا يُذكر بعد أن فقدت آخر تحالف لها مع الاتحاد السوفيتى الذى أعلن عليها الحرب!

إلا أن نفس روح الانتقام الصهيونية ورد الصّاع بألف وبشكل وحشى وغير آدمى دفعت واشنطن التى لم تنسَ الهجومَ اليابانى على ميناء «بيرل هاربر» وهو هجوم على عنفه وجنونه، ولكن فى النهاية استهدف الطائرات والسفن الحربية الأمريكية وكذلك الغواصات والبوارج.. باختصار منطقة عسكرية كاملة ولم يستهدف أى أهداف مدنية لا مدارس ولا مستشفيات ولا منازل.

أمَّا السببُ الآخر، وصدِّق أو لا تصدِّق؛ فإن الأمريكان استخدموا اليابان كحقل تجارب للقنبلة النووية لمعرفة أثرها الحقيقى وليس الأثر العلمى المتوقع طبقًا للنظريات على الورق والدليل.. 

فأثناء انعقاد مؤتمر «بوتسدام» الذى كان تتويجًا لإعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجّهت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها يوم السادس والعشرين من يوليو سنة 1945 تحذيرًا شديد اللهجة لليابانيين، طالبتهم من خلاله بالاستسلام غير المشروط وتوعّدتهم بدمار غير مسبوق فى حال رفضهم لذلك.

 وجاء هذا الإعلان بعد مُضىّ عشرة أيام فقط على نجاح الولايات المتحدة الأمريكية فى تجربة أول سلاح نووى.

وعقب إلقاء القنبلتين على «هيروشيما وناجازاكى» وبعد استسلام اليابان تم إرسال حملات أمريكية طبية رفضت تقديم علاج للمرضى لمتابعة تطور تأثير الإشعاع واستكمال تجربة السلاح النووى على البشر بشكل واقعى.

فقد تأسّست لجنة ضحايا القنبلة النووية (ABCC) وفقًا لتوجيهات رئاسية من «هارى ترومان» الرئيس الأمريكى إلى الأكاديمية الوطنية للعلوم والمجلس الوطنى للبحوث؛ لإجراء تحقيقات حول آثار الإشعاعات على الناجين من قصف هيروشيما وناجازاكى. 

وكانت إحدى الدراسات الأولى التى أجرتها لجنة الـ(ABCC) عن نتائج حالات الحَمْل التى حدثت فى هيروشيما وناجازاكى وفى مدينة كورى، التى تقع على بُعد (29 كيلومترًا) جنوب هيروشيما؛ وذلك لتحديد الظروف والنتائج ذات الصلة بالتعرض للإشعاعات. ورفضت لجنة الـ(ABCC) تقديم العلاج الطبى للناجين إلا فى القدرات البحثية فقط، كما رفضت تقديم العلاج الطبى للناجين من أجل تحسين نتائج البحث.

حقارة الأمريكان وصلت لرفض تسليط الضوء ولو بشكل رمزى على ذكرَى المَحرقة؛ حيث صمدت بعض المبانى ولم تتهدم أثناء الانفجار فسُميت هذه الأنقاض باسْم نصب السلام التذكارى بهيروشيما، وعندما قررت منظمة اليونسكو فى عام 1996 اعتبار هذه الأنقاض موقعًا للتراث العالمى تابعًا لها؛ عارضت الولايات المتحدة هذا الأمر بشدة، إلا أن اليونسكو قامت بضمّه فى النهاية. 

ورُغْمَ ذلك لم تقدم حتى اليوم أمريكا أى اعتذار؛ بل رفض كل رئيس أمريكى تقديم هذا الاعتذار أو حتى الأسف على الأرواح التى أهدرت وظلت تهدر لسنوات من آثار الإشعاع المستمر.

فالرئيس الأمريكى «بايدن» صاحبُ الخطاب المؤثر، عندما زار اليابان وتحديدًا الموقع التذكارى للمَحرقة النووية لم يعتذر عن إلقاء بلاده قنبلتين نوويتين، على مدينتى «هيروشيما وناجازاكى» اليابانيتين دون أدنى مبرّر عسكرى، فأبيدت المدينتان وقُتل مئات الآلاف من البشر فى لحظات، فى أول استخدام للسلاح النووى فى العالم.

وبذلك سار على نهج سَلفه «باراك أوباما»، الذى يُعتبر أول رئيس أمريكى يزور هيروشيما عام 2016، دون أن يعتذر عن القصف النووى للمدينة، ولا عن إزهاق بلاده أرواح مئات الآلاف من البشر لتسفر الزيارتان عن لا شىء إنسانيًا.

رُغْمَ أن رئيس وزراء اليابان «شينزو آبى» عندما زار ميناء «بيرل هاربر» قدّم تعازيه وأبدَى الحزن، لكن بادل الصلف الأمريكى بعد تقديم اعتذار رسمى، ولكن على الأقل أبدَى حزنه على ما أزهق من أرواح.

هذا السلوك الشاذ من اثنين من الرؤساء الأمريكان، يندرج فى خانة الإرهاب والإجرام وإلا كيف يسمح رئيس دولة لنفسه أن يزور مسرحَ أبشع جريمة فى تاريخ البشرية ارتكبتها بلاده، دون أن يعتذر لضحاياها؟ أو حتى يُبدى أسفه على إقدام بلاده على فعل كهذا، ألا يُعتبر ذلك إهانة فظة لمشاعر الشعب اليابانى وأسَر الضحايا، وللإنسانية جمعاء؟!

المُضحك أن بايدن يدعو إلى عالم خالٍ من السلاح النووى، بينما تكدّس بلاده الآلاف من الرءوس النووية، والأبشع من ذلك أنها تستعرض هذه الأسلحة فى وجْه الشعوب الأخرَى التى لا تمتلك السلاح النووى، من أجل التدخل فى شئونها ونهب ثرواتها، فهى لا تنفك ترسل إلى جميع أنحاء العالم قاذفات اسراتيجية تحمل قنابل نووية، وغواصات نووية مزودة بصواريخ تحمل رءوسًا نووية، كما تنشر فى قواعدها فى العالم صواريخ تحمل رءوسًا نووية.

وهناك مَن يرَى أن من الخطأ مطالبة الأمريكيين بالاعتذار عن قصفهم النووى لـ(هيروشيما وناجازاكى)، فمثل هذه الجرائم لا يمكن التغاضى عنها بالاعتذار، ولا بُدَّ من تقديم المسئولين عنها للعدالة ومحاكمتهم كمجرمى حرب، حتى لا تشهد البشرية مستقبلاً مثل هذه الجرائم، وأن مثل هذا اليوم سيأتى مَهما طال.

أكذوبة القرن!

أمريكا تُعتبر الدولة الوحيدة فى العالم التى استخدمت السلاح النووى، ولا تزال تهدّد بهذا السلاح كل مَن يعارض هيمنتها وجشعها وإرهابها، هى نفسها اليوم المُدافع عن حق الشعوب فى الديموقراطية، وتتهم معارضيها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتفرض الحصار على دول بهدف تجويعها وإخضاعها، بذريعة أن هناك شكوكًا فى وجود أسلحة دمار شامل لديها، وتزهق بسبب هذه السياسة أرواح الملايين من البشر.

وهنا نتحدّث عن الحرب على العراق فى 2003 والتى حملت اسم «أكذوبة القرن»؛ فهى كارثة أخرَى أزهقت ملايين الأرواح فى العراق، ورُغْمَ عدم تشكيل العراق تهديدًا بَعد أن أنهكتها سنوات الحصار فى التسعينيات؛ فإن جنون الانتقام الذى شهدناه فى اليابان ردًا على (بيرل هاربر) وفى غزة حاليًا ردًا على (عملية 7 أكتوبر) يؤكد أن العقلية الصهيونية واحدة أمريكية أو إسرائيلية، فكان العقاب بعد كل تلك السنوات على تجرؤ صَدَّام على دك «تل أبيب» بصواريخ «الاسكود» أثناء حرب تحرير الكويت وهى صواريخ روسية تم تعديلها بأيادٍ عراقية، وهذا كان السبب الثانى والأهم سرعة تطوُّر العراق عسكريًا وتكنولوجيًا لدرجة أرعبت الإسرائيليين من وجود قوة عربية بهذا الشكل وإن كان العراق قد تخلى عن برنامج التسلح النووى إلا أنه ظل صامدًا طوال سنوات الحصار.

تلك السنوات التى عانَى خلالها الأطفال والشيوخ والنساء من الجوع حتى اضطر العراق أن يقايض النفط مقابل الغذاء راح ضحيتها الآلاف من الجوع والمرض فى مَحرقة صامتة جافة لم ينبعث منها دخان ولم تطلق فيها رصاصة، ولكن حصدت الأرواح مَن يتذكرها ويطالب بحماية العراقيين الآن من جرائم الكراهية التى يتعرض لها السُّنة من الشيعة، والشيعة من السُّنة، والاثنان من الأكراد وحالة التقسيم والتشرذم!

وفى 2003 دخلت القوات الأمريكية وحطمت تمثال صَدَّام ورفعت العَلم الأمريكى وأعلنت عهدًا جديدًا من الديموقراطية، ثم فتحت سجن «أبوغريب» وقامت باعتقال الآلاف وتعذيبهم بأبشع وسائل التعذيب ومن دون أسباب، فهؤلاء هم الشعب الذى من المفترض أنه عانَى من ظلم صَدّام حسين وينتظر الحياة الرغدة والحرية على أيدى الأمريكان؛ فلقى المهانة والتعذيب والقتل فى مَحرقة صوّرها الأمريكان صوتًا وصورة بأنفسهم وفضحوها من خلال وسائل إعلامهم؟! مَن يتذكر هؤلاء ومَن يبكى عليهم ويعوضهم؟

بعد تدمير العراق ومقتل الآلاف منذ الغزو جاء اعتراف بوش فى 2008 بأن المخابرات الأمريكية أخفقت فى إثبات حقيقية الأسلحة فى العراق، وكان اعترافًا مستترًا بأن الحرب قامت على كذبة، بينما توالت الفضائح حتى اعتراف تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا فى 2016 بشكل واضح وصريح بأن الحرب على العراق كانت غلطة وانتهى الأمر عند ذلك!

دون تقديم قادة تلك الحرب للمحاكمة (جورج بوش- ديك تشينى- كولن باول- دونالد رامسفيلد- جون بولتون- كونداليزا رايس).

ومن ضمنهم الرئيس الحالى ((جو بايدن)) الذى كان عضوًا فى مجلس الشيوخ عن ولاية «ديلاوير»، وتولى وقتها رئاسة لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ. وعَقَد وقتها جلسات استماع مَهدت لغزو العراق، وكان وقتئذٍ من أبرز الأصوات الديمقراطية التى دافعت عن خطوة جورج بوش الابن.!

 كل الطرُق تؤدى لـ«بايدن»

بايدن يتحدث عن مَحرقة وهمية يداه غارقتان فى دماء العراقيين وواحد من مجموعة ثبت رسميًا ارتكابهم لقائمة جرائم بداية من المشاركة فى التدليس وتزوير الأدلة وانتهاءً بتدمير دولة وقتل الملايين وتشريد الآلاف وخَلق بيئة أفرزت جماعات إرهابية مثل داعش وغيرها لاحقًا وخَلقت المزيد من عدم الاستقرار بخلاف سرقة بترول العراق وسوريا؟!

وطالما قام الرئيس «بايدن» بتذكيرنا بمَحرقة اليهود فى الحرب العالمية على يد النازيين الألمان فبالمقارنة كان يجب أن تقدّم أمريكا الاعتذارَ عمَّا حدث فى العراق رسميًا ويتم صرف تعويضات عن الاحتلال ولأسَر الضحايا والمصابين وتعويضات مقابل البترول الذى حصلت عليه من دون مقابل تقريبًا عند مقايضته بالغذاء والدواء سنوات الحصار والذى حصلتم عليه بالسرقة وقت احتلالكم للعراق!

وإذا كان القادة النازيون تم تقديمهم للمحاكمات بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وأعدموا كان يجب أن تحاكم العصابة التى شاركت فى غزو العراق وإن كانت الأغلبية منهم ماتوا فأنت الآن حى تُرزَق ويجب مقاضاتك بشخصك وصفتك.

تخيّل أنه طبقًا لدراسة جديدة نشرتها صحيفة واشنطن بوست أن عدد ضحايا «الحرب على الإرهاب» عقب هجمات 11 سبتمبر بلغ 4.5 مليون شخص على الأقل فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا، وهو رقم يتجاوز بمراحل قتلى برج التجارة العالمى!

لذلك فالرئيس بايدن يمكن اتهامه بشخصه وصفته فى ارتكاب جرائم حرب فى العراق وضرورة تعويضهم.

ويمكن اتهامه بشخصه وصفته باعترافه الأخير بالمساهمة فى عمليات الإبادة الجماعية فى غزة بتوفير الأسلحة لإسرائيل وضرورة تعويضهم.

ويمكن اتهامه بصفته فقط كرئيس للولايات المتحدة عن المَحرقة النووية فى اليابان وضرورة تعويضهم.

ويمكن اتهامه بصفته فقط كرئيس للولايات المتحدة عن جرائم الإبادة الجماعية للهنود الحمر وضرورة تعويضهم.

وغيرها من مَحارق الآخرين التى لم تحظ باهتمام سيادته لإحياء ذكراها والاعتذار لضحاياها ورفض المساس بمَن بقى من ذويهم أو عائلاتهم أو نسْلهم.

وفى الصفحات التالية نقدّم لكم ملفًا تفصيليًا بالأرقام عن تلك المَحارق.. مَحارق الآخرين والخطايا العَشر أو المَحارق العَشر للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها فى الجرائم.