السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدور الكامل لـ«القاهرة» فى إدخال المساعدات لأهالينا فى «غزة» وإخراج المحتجزين مصــر.. بــــاب الأمــان

كتب على مصر أن تكون راعى السلام، والسعى لمنع سفك الآلة العسكرية لدم البشرية، هذا ليس دورها فقط على حدودها فهى دائما تقوم بذلك، ولكن ما تعيشه الدولة المصرية بحكم موقعها الجغرافى والتاريخى، بجانب التزاماتها كأكبر دولة عربية، يجعلها متداخلة وتكتب لنفسها مسؤولية مد يد العون والوصول إلى نقطة تحمى أية مدنيين من السلاح الأعمى الذى لا يفرق بين بشر وحجر..



 

 هذا ما تعمل عليه مصر عبر قيادتها وأجهزتها ورجالها، تسخر إمكاناتها لتكون حاضرة عند الشدائد، هى باب الأمان، يتحكم فيها مسئوليتها الكبرى نجاح الشعب الفلسطينى، عملت وبحثت القاهرة عما يأتى بالمفاوضات بسعى كبير لإيجاد المسار الإنسانى، حتى تقف الحرب المجنونة على جثث أهالى القطاع، فكان السير من جانب القاهرة بالعمل على إطلاق سراح المحتجزين بقطاع غزة «نوريت يتسحاك» و«يوخفد ليفشيتز»، وبعد دفع من جانب القاهرة فى هذا الشأن سعيا منها لضمان إدخال المساعدات للفلسطينيين، نجحت الجهود المصرية فى الإفراج عن السيدتين، ووصلتا المحتجزتان بعد الإفراج عنهما إلى معبر رفح، وقامت الأطقم المصرية بتسلم السيدتين وإجراء الإسعافات اللازمة لهما.

ولم تتوانَ مصر فى بذل أقصى جهودها لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية إلى قطاع غزة، حيث تم إرسال آلاف الأطنان من المساعدات للقطاع، مما يؤكد موقف مصر الواضح تجاه ضرورة النفاذ العاجل للمساعدات من المعبر المفتوح منذ بداية الأزمة لإدخال المساعدات إلى غزة.

ومع صعوبة الوضع الإنسانى فى القطاع، اتخذت القاهرة جميع المسارات لمرور المساعدات، وانتهجت عدة خطوات فى هذا الصدد، ومنها تأمين تلك المساعدات خلال تحركاتها فى الداخل، فكانت دعوة مصر لإسرائيل، بوقف استهداف الجانب الفلسطينى من معبر رفح، وذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مصر على أن معبر رفح مفتوح لإدخال المساعدات لقطاع غزة منذ بدء الأزمة، بالتزامن مع تخصيص مصر مطار العريش لاستقبال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية من الدول ومنظمات الإغاثة الإقليمية والدولية لإرسالها من دول العالم لدعم سكان غزة، ليتحول مطار العريش إلى محطة استقبال للإغاثة والمدد لسكان القطاع من جميع أنحاء العالم، وذلك بعد أن كانت بداية الغيث، وما زال، عبر القوافل التى حركتها المؤسسات المصرية وفى صدارتها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى منذ بداية الأحداث فى قطاع غزة، لتدخل دفعات المساعدات لأهالى غزة التى يتم تسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطينى.

وكانت المهمة الكبرى أمام الدولة المصرية قيادة يساندها الشعب متعلقة بالمجهودات الخاصة بإصلاح الطرق التى تعرضت للقصف والمؤدية إلى معبر رفح من الجانب الفلسطينى حتى يتم السماح بتوصيل المساعدات، وعندما كان هناك «لسان» مصرى مفوه يتفاوض فى شتى الأمور الإنسانية والإغاثية لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة بضرورة إدخال المساعدات لهم، كانت هناك يد تبنى حتى يكون إنقاذ أهالى غزة بالمساعدات فور الوصول إلى صيغة عبر رجال الدولة المصرية، حماة الأرض والعرض بعون الله.

مهمة القاهرة لم تكن أبدا بالـ«هينة» لإدخال المساعدات حتى بعد ما تم من إصلاح الطرق فى الداخل التى ستسير عليها الشاحنات المحملة بالمساعدات أو جسم المعبر من الناحية الأخرى، فكانت المهمة أكبر بتواصل جهود مصر مع الشركاء الدوليين لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، والعمل على مدار الساعة بالتواصل والتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطينى بقطاع غزة لرصد وتوفير جميع الاحتياجات الإغاثية، تجهيز المستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، ليتم التعامل بشكل محترف مع جميع المساعدات الإغاثية التى تصل من الدول الصديقة إلى مطار العريش المخصص حاليا لهذا الغرض، وذلك بتصنيفها حسب الفئات والأنواع ليكون مع وصولها فى داخل القطاع على الاستخدام الفورى للقيام بالأعمال الإغاثية والطبية لأهالى غزة.

فقد عملت مصر على المسار العاجل وهو المسار الإنسانى ونجحت إلى حد بعيد وتم فتح المعبر لمرور ما يزيد على 50 شاحنة فى 3 أيام رغم التعنت الإسرائيلى بل ودفعت المجتمع الدولى لتبنى هذا المسار وما زال مرور الشاحنات مستمرا، ولم يمهل العمل على المسار الإنسانى مسار المحتجزين، حيث رحبت مصر بكل الجهود المبذولة فى هذا السياق، وها هى تنجح فى الإفراج عن محتجزتين إسرائيليتين وهى المرة الأولى التى يفرج فيها عن إسرائيليين بكل ما يعنيه من أهمية للمجتمع الإسرائيلى ومن ثم للدور المصرى فى جهود الوساطة وبكل ما يعنيه أيضا من الحفاظ على قنوات التواصل مع «حماس» فى تلك الظروف الصعبة وتجاوب الأخيرة مع جهود القاهرة هى ثقة لا تكون بهذا الشكل إلا مع الجانب المصرى.

المسار الثالث هو مسار الاستقرار والسلام فى إطار مقاربة شاملة للقضية ونجحت فى ذلك من خلال قمة القاهرة للسلام وبدأ الحديث يتداول حتى على لسان الرئيس الأمريكى بالتزامه بحل الدولتين ثم حديث رئيسة وزراء فرنسا عن هدنة إنسانية ومن قبلها الأمين العام للأمم المتحدة.

وهنا يأتى المسار الرابع وهو خفض التصعيد وصولا إلى وقف إطلاق النار، وهو المسار الذى يعتمد بالأساس على النجاحات المحققة فى المسارات الثلاثة السابقة، ومع ذلك فإن التواصل والضغوط المستمرة والرفض الحاسم لعملية العقاب الجماعى وتداعيات ما يحدث على أمن المنطقة، انعكس بوضوح على الأقل فى التأجيل المستمر للاقتحام البرى وحديث الكثير من الدول على ضرورة الالتزام بقواعد الحرب والقانون الدولى الإنسانى وتحجيم خسائر المدنيين.

جهود مصرية كبيرة لم تبخل بأى مسار على القيام بالمسار الإنسانى للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة وألا يكونوا مرمى نيران عقاب جماعى من قوات الاحتلال الإسرائيلى، وكان من الطبيعى أن تستغل القاهرة الظروف الإنسانية التى قدمتها للعالم حول قطاع غزة لإدخال المساعدات لاسيما أن الظروف الحالية لم تكن مواكبة لما أطلقه البعض بمبادلة الرهينتين بأسرى فلسطينيين، وكان ذلك أمرا غير مناسب فى هذا التوقيت، وأيضا من السهل على الاحتلال الإسرائيلى فور تسليمهم ودخولهم لقطاع غزة هو تصفيتهم، والأهم من ذلك الوضع الإنسانى والإغاثى الصعب داخل القطاع الذى أعدت له مصر جميع إمكاناتها من خلال منظمات التحالف الوطنى للعمل التنموى لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية لاسيما أن الحاجة داخل القطاع لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك، وذلك فضلا عن المساحات التى أعدتها مصر لمساعدات الدول الصديقة التى ستدخل عبر مصر ومن خلال جهود رجالها.

ما بذل من جانب مؤسسات الدولة المصرية وأجهزتها فى الأيام الأخيرة وما زال مستمرا مع كل ساعة فى إخلاء سبيل الرهينتين وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع عبارة عن خطوة سوف تتبعها خطوات فى شأن تخفيض التصعيد وتقليل حدة النبرة الإسرائيلية التى تحدث عن هجوم برى واسع سيؤدى إلى خسائر ضخمة بين المدنيين فى القطاع، وهو ما عبر عنه، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، السلطات المصرية تبذل أقصى جهودها فيما يتعلق بملف الأسرى والمحتجزين المدنيين.

ويتواصل تدفق المساعدات الإغاثية من جميع دول العالم ومنظمات الإغاثة العالمية على مطار العريش، والتى يتسلمها الهلال الأحمر المصرى، ويعيد تجهيزها لتنقل برا لقطاع غزة على الشاحنات عبر معبر رفح تحت إشراف الهلال الأحمر المصرى وتسلم للهلال الأحمر الفلسطينى، ووصلت إلى مطار العريش الدولى بشمال سيناء، حتى منتصف الأسبوع المنصرم 41 طائرة من عدة دول ومنظمات دولية تحمل على متنها 864 طنا من المساعدات المتنوعة إلى قطاع غزة من دول الأردن، الجزائر، تركيا، الإمارات، تونس، قطر، فنزويلا، البرازيل، روسيا، الدنمارك، باكستان، الهند، العراق، الكويت، البحرين، كينيا، بينما المنظمات التى قدمت مساعدات لغزة هى منظمة الصحة العالمية، منظمة الغذاء العالمى، منظمة اليونيسيف، برنامج الأغذية العالمية، الصليب الأحمر الدولى.

ووسط كل ذلك، تتواجد الأيادى المصرية التى تحمل جميع قوافل الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة الذين يعانون الحصار والقتل الممنهج، حيث تعبر عشرات القوافل بتنظيم وسعى ومجهود من التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الذى يقدم مساعداته من جهة، وتعمل جمعيات ومؤسساته فى شتى ربوع مصر لخدمة «قضية القضايا» وتجميع مساعدات جديدة وإرسالها من خلال معبر رفح، وسط تجديد الدعوة لكل فئات الشعب، من خلال كل مؤسسات التحالف، للتبرع لصالح الأشقاء فى فلسطين عبر قوافل «مسافة السكة» إلى قطاع غزة لتجسد صورة من صور انتصار الإرادة المصرية.

اعتبارات عديدة يضعها القائمون على التحالف الوطنى» لإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، تعبئة المواد الغذائية وتغليفها بشكل جماعى ومحكم لتحمل درجات الحرارة، وتغير المناخ، وتم الأخذ فى الحسبان تأخر دخولها إلى القطاع، وتضم القوافل مواد غذائية وبطاطين وكل الاحتياجات الأساسية الأخرى، كما أن القطاع الطبى وفر الأدوية وأكياس الدم اللازمة من خلال ثلاجات وسيارات نقل مخصصة لذلك، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى ووزارة الصحة، فضلا عن أن المشاركين فى حملات إغاثة أهالى قطاع غزة من «التحالف»، مرابطون فى أماكنهم أمام معبر رفح، حتى يتمكنوا من إنقاذ حياة الأطفال والمرضى وتقديم الإغاثة اللازمة لهم، فى إطار الجهود المصرية من أجل وصول مساعدات التحالف الوطنى للعمل الأهلى إلى غزة.

الأمين العام للهلال الأحمر المصرى فى شمال سيناء، د.رائد عبدالناصر، قال إن الهلال الأحمر المصرى أحد أذرع الدولة الرئيسية التى تعتمد عليها فى التعامل مع الأزمات والكوارث واستنفار لجميع الفرق لاستقبال المساعدات، وهناك اصطفاف على امتداد الطريق الذى يوصل إلى معبر رفح من العريش، سيارات لا يمكن حصرها تقف فى اصطفاف تحمل المساعدات الإغاثية، وكلما يتم التنسيق بين القيادة السياسية والجانب الآخر يتم دخول المزيد من الشحنات، مشيرا إلى أن مطار العريش يعمل حتى الفجر عبر شباب مفعم بالحيوية فى استقبال طائرات من جميع أنحاء العالم، والمساعدات متواجدة وحاضرة.

وأوضح «عبدالناصر»، أن القيادة السياسية المصرية استطاعت النجاح فى عبور عشرات الشاحنات من المساعدات الإغاثية والغذائية حتى بعد تسليم الرهينتين، لذلك مازالت تبذل الجهود من جانب الدولة المصرية بجميع جوانبها، والشباب المتطوعون اكتسبوا خبرة فى التعامل مع تطبيق معايير الدخول إلى الجانب الآخر، وتفريغ طائرات من عشرات الأطنان من المساعدات وفرزها وتصنيفها وتخزينها.

بينما أكد أستاذ العلاقات الدولية، د.أسامة شعث، على أن مصر لديها دور كبير للكثير من الاعتبارات باعتبارها الشقيقة الكبرى التى تقود المنطقة بكل ما أوتيت من إرادة سياسية لتحقيق السلام فى المنطقة ولكن هذا الاحتلال لا يؤمن بالسلام، بالتالى الجهود التى تبذلها مصر ليست جديدة عليها فهى دائما ما تقف بجانب الفلسطينيين وما تقوم به مصر يتضح فى عدة صور منها جهود إقامة ممرات إنسانية مستدامة كما تحدث الرئيس السيسى فى قمة السلام وأكد على ضرورة إيجاد هذه الممرات فى أقرب وقت ممكن لإدخال المساعدات.

ولفت «شعث» إلى أن الدمار الذى حل فى قطاع غزة لا يفرق بين غنى وفقير، ومصر تحاول إعطاء جرعة حياة، والجميع فى حاجة للماء والدواء على الأقل لإعادة الأمل لهؤلاء فى المستقبل والبقاء على الأرض، والأهم هو وقف إطلاق النار حتى نرمم جراحنا وندفن شهداءنا حوالى 5 آلاف منهم 1800 طفل وألفا أم وزوجة وامرأة.

فيما أشار القيادى بحركة فتح، د.جهاد الحرازين، إلى أن مصر تبذل جهود كبيرة لإنقاذ الشعب الفلسطينى وحماية قضيته، لاسيما أن أكثر من 90 % من المستشفيات خارج الخدمة بسبب نقص الوقود فى الوقت الذى تحتضن فيه النازحين مما ينذر بجريمة كبرى فى ظل عملية إرهاب متواصل باستهداف كل ما هو متواجد من طرق ومستشفيات ومدارس باستهداف 24 مركزًا طبى وصحيًا بشكل مباشر حيث يريدون قتل حتى المصابين وإن لم يموتوا تحت الأنقاض، فيكون لهم الموت بعدم القدرة على الوصول إلى المستشفيات.

وشدد «الحرازين» على أنه لا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة وعائلات كاملة تباد من السجل المدنى الفلسطينى،80 % من الشهداء فى قطاع غزة من الأطفال ممثلة فى جرائم الإبادة التى تمارسها قوات الاحتلال. 

رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى د.محمد أبوسمرة، أوضح أن الحصار المفروض على هذا القطاع الصغير الأكثر كثافة سكانية فى الكيلومتر بالعالم مستمر منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو «هتلر» العصر الذى يقوم بتطهير عرقى، كل ما يفعله العدو الصهيونى جريمة حرب وإبادة جماعية وفى الغرب هناك صمت، والقنابل الأمريكية التى تقصف بها قطاع غزة، تحولها لجمرة بدون حياة.

وقال «أبو سمرة»، إن قمة القاهرة للسلام عقدت بعد فشل جهود مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وإيجاد حلول لإنقاذ الفلسطينيين، نعتز ونحترم ما تقدمه القاهرة من جميع الجهود، مصر الكبيرة والعظيمة هى عمقنا العربى والقومى الذى لم تتخل عنا يوما فى ظل الجهود الضخمة التى يبذلها الرئيس السيسى والقيادة المصرية والأجهزة والشعب البطل الذى تتزعمه قيادة واعية، ومنذ اللحظة الأولى وقفت مصر ضد أى عملية تطهير عرقى وتهجير الفلسطينيين أو مساس بالشعب الفلسطينى ومقدساته ليكون الموقف العلنى بمواجهة أى مخطط يعمل على تصفية القضية الفلسطينية ويؤثر على الأطراف الدولية والقليمية مما أرغم إسرائيل للرضوخ للضغوط الدولية للبدء فى إدخال القوافل الإغاثية والمساعدات ومازال أبناء مصر يقفون أمام المعبر المصرى لتشكيل قوة ضغط على المجتمع الدولى للاستمرار فى إدخال المساعدات الإغاثية.

وشدد «أبو سمرة» على أن موقف الرئيس السيسى برفض تصفية القضية الفلسطينية والتصدى لتلك المخططات لتمثيل جبهة رفض من أجل وقف العدوان والوقف المطلق لأى عملية تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة نحو الأردن أو مصر، وموقف الرئيس المصرى هو نفس الموقف الفلسطينى ونعتبر الرئيس السيسى زعيما عربيا ويعيد ويستعيد دور مصر التاريخى ومازالت تقوم به عبر الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وعلى رأس ذلك إقامة الدولة في القطاع والضفة والقدس.