منتدى الإعلام العربى يتناول «مستقبل الشاشة فى عصر الإعلام الرقمى» «مستقبل الإعلام العربى» ينطلق فى دبى

محمد حسين
منتدى الإعلام العربى بدورته الـ21 تحت شعار «مستقبل الإعلام العربى»، فى دبى بمشاركة أكثر من 3000 شخصية من المسئولين وصُنَّاع القرار والمفكرين ونخبة من رموز وقيادات العمل الإعلامى وممثلى المؤسّسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية الرائدة، وكبار الكُتَّاب وصُنَّاع المحتوى والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعى.
دبى تستضيف نخبة الإعلام العربى
وضم منتدى الإعلام العربى هذا العام العديد من الجلسات والتى دارت حول محاور رئيسية، فى وجود العديد الضيوف والمتحدثين الرئيسيين خلال التجمع الإعلامى الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربى بمشاركة أكثر من 3000 شخصية من أبرز الوجوه الإعلامية فى المنطقة والعالم، والوزراء ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، إلى جانب نخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين وممثلى كبرى وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ضمن التجمع السنوى الأكبر من نوعه فى المنطقة.
وشارك فى المنتدى من مصر الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصرى، والكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والكاتب الصحفى والإعلامى أحمد المسلمانى، بالإضافة إلى العديد من نجوم المجتمع والفن والإعلام المصريين.
عرض التجارب الملهمة وطرح الرؤى حول مستقبل الإعلام العربي
وضم منتدى الإعلام العربى هذا العام أكثر من 75 جلسة وبمشاركة 130 متحدثًا و160 مؤسسة إعلامية، شاركوا جميعًا فى رسم مستقبل الإعلام العربى، بهدف عرض التجارب الملهمة وطرح الرؤى حول مستقبل الإعلام وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب التى تسهم فى استشراف مستقبل الإعلام العربى، وذلك من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من ورش العمل والجلسات النقاشية والفعاليات التى تركز على أحدث الاتجاهات الإعلامية، من أجل تقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية، ورحب المنتدى هذا العام بما يزيد على 200 شخصية إعلامية من 16 دولة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
واستعرضت هذه الدورة من المنتدى أفضل التجارب العالمية الناجحة فى التطوير الإعلامى، وأهم التحولات الإعلامية فى العالم، والاتجاهات التكنولوجية التى قد تسهم فى تغيير منظومة وصناعة الإعلام، وتأثير ذلك على نمط وسلوك المتلقى ومدى تفاعله مع وسائل الإعلام فى المستقبل.
أحمد الطاهرى: التكنولوجيا الرقمية تخدم صناعة الإعلام
أجمع المشاركون فى جلسة «مستقبل الشاشة فى عصر الإعلام الرقمى» ضمن فعاليات اليوم الثانى لمنتدى الإعلام العربى على أن التطور التقنى الذى تشهده الساحة الإعلامية حاليًا لن يؤدى إلى اندثار الشاشات والقنوات التليفزيونية لصالح الإعلام الرقمى، ومنصات «السوشيال ميديا»، غير أن التحدى الأكبر فى السنوات المقبلة سيتمثل فى كيفية مواكبة قطاع الإعلام بمختلف أنواعه للتحول الرقمى الهائل.
شارك فى الجلسة النقاشية التى تضمنتها الأجندة المكثفة لليوم الثانى من أيام المنتدى، الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للإعلام وحسان الكنونى، رئيس تحرير «هسبريس»، وخديجة المرزوقى، مدير الإعلام الرقمى فى «دبى للإعلام»، وأدارها الإعلامى طونى خليفة، مدير عام قناة «المشهد».
فى بداية الجلسة استعرض مدير الجلسة المراحل التى عاصرها فى تطور استخدام التقنيات الحديثة فى الإعلام بشكل عام والإعلام المرئى على وجه الخصوص، منذ أن بدأ حياته العملية كإعلامى فى العام 1992، مشيرًا إلى أن الفيصل فى هذا الشأن هو كيفية تسخير التقنيات الحديثة لصالح تقديم محتوى إعلامى رفيع المستوى على الشاشات التليفزيونية، والاستعداد من الآن بشكل جيد لمواجهة هذا «الانفجار التقنى»، معتبرًا أن قناة المشهد التى يتولى إدارتها أخذت زمام المبادرة فى هذا الخصوص، عبر تطبيق إعلام الموبايل أو ما يعرف حاليا باسم تطبيق «Mojo» حيث يستخدم جميع مراسلى القناة هذا التطبيق فى تغطياتهم الإخبارية.
من جهته رأى الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للإعلام أن التكنولوجيا الرقمية لن تلحق أى ضرر بصناعة الإعلام؛ بل إنها ستخدم هذه الصناعة وترتقى بها وبمحتواها، وضرب مثالًا على ذلك بلجوء بعض وسائل الإعلام إلى استخدام «الروبوت» حاليًا فى التدقيق على المحتوى، معتبرًا أن الصناعة الإعلامية أمام عصر تكنولوجى يتسم بالارتباك، غير أنه من المهم استيعاب ومواكبة هذه التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها لصالح صناعة إعلامية «متطورة». وأضاف رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للإعلام : إن أى وسيط إعلامى جديد سيحقق النجاح طالما كان يلبى تطلعات المشاهدين والمستهلكين للمحتوى.
واستعرض حسان الكنونى تجربة منصة «هسبريس» المغربية فى استخدام التقنية الرقمية فى تطوير المحتوى الإعلامى الذى تقدمه، والذى لاقى استحسانًا كبيرًا من المتابعين، مؤكدًا أنه لا يمكن لأى وسيلة إعلامية تجاهل التطور التكنولوجى المتلاحق؛ بل يتعين توظيف مواكبة هذا التحول الرقمى لصالح صناعة إعلامية متميزة.
وحول ما إذا كانت الشاشات ستصبح شيئا من الماضى قريبًا، قالت خديجة المرزوقى إن الشاشات التلفزيونية لن تندثر فى السنوات المقبلة وستظل تحتفظ ببريقها ومحتواها المميز، مشيرة إلى أنه يتعين استخدام التكنولوجيا الحديثة لإثراء المحتوى الإعلامى للقنوات التلفزيونية والارتقاء بجميع فروع العمل التلفزيونى، وأنه يجب الوصول لحالة من التكامل بين المنصات الرقمية الإعلامية والشاشات ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما لصالح الأخرى.
وتحدثت المرزوقى حول تأثير الذكاء الاصطناعى على الصناعة الإعلامية، معتبرة أن التكنولوجيا بصورة عامة ومن أبرز مكوناتها الذكاء الاصطناعى ستساعد بصورة إيجابية فى كشف الأخبار الكاذبة وتعزز قدرة الإعلام على التعامل معها بالصورة الملائمة بما يعود بالنفع على مصداقية الخدمات الإخبارية المقدمة من خلالها.
وضمن أعمال منتدى الإعلام العربى الـ21، والمقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وبحضور الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون فى دبى عضو مجلس دبى، عقدت جلسة رئيسية تحدث خلالها الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، لمناقشة ملامح المشهد الراهن للإعلام العربى، فى ضوء المتغيرات العالمية.
مسؤولية وطنية
أكد كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، أن الكثير من الدول أصبح لا يناسبها وجود وزارة إعلام بمسماها ومهامها المتعارف عليها مثلما هو معمول به فى مصر حاليًا، حيث نصّ الدستور المصرى فى عام 2014 على تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يتبعه مؤسستان وطنيتان، أحدهما للإعلام وتدير التليفزيون الوطنى، وأخرى للصحافة وتدير 8 مؤسسات صحفية قومية، بينما يشرف المجلس الأعلى على المؤسستين ويقوم بدوره التنظيمى والتشريعى فى نطاقه المحدد الذى رسمه له الدستور، مشيرًا إلى أن المسميات الوظيفية تحددها حاجة الدولة إلى إطار عملى يحكم صلاحيات القطاع ويحدّد مسؤولياته الوطنية.
منصات التواصل
ولفت جبر إلى الدور الخطير لمنصات التواصل الاجتماعى فى توجيه الرأى العام العربى، حيث يرى أن جانبًا من إدارة شئون العالم يتم حاليًا عبر منصات التواصل الاجتماعى، فى إشارة إلى التحدى الكبير الذى تواجهه الدول العربية فى هذا الإطار، والحاجة إلى عمل عربى مشترك لتقنين عمل منصات التواصل، حتى يتسنى للدول حماية مجتمعاتها ومقدراتها، مؤكدًا أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر يعكف حاليًا على إعداد تشريع يحدد عمل تلك المنصات ويضع شروطًا محددة لمحتواها الذى تبثه للناس.
وأكد أن هناك هجمة شرسة وإصرارًا شديدًا من قبل البعض فى الغرب على الترويج لمبادئ وشعارات وأخلاقيات غريبة على مجتمعاتنا العربية، مشيرًا إلى ضرورة العمل من الآن على إنتاج محتوى عربى قادر على التصدى لتلك الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا وثقافتنا وقيمنا، أما الإمكانيات التكنولوجية والطاقات البشرية فهى موجودة وعلى قدر عالٍ من التدريب والخبرة التى تمكنها من القيام بذلك.
الشباب والخبرة
وحول تمكين الشباب وتأهيلهم بالمهارات اللازمة للعمل الإعلامى، أكد جبر أن الاستعانة بالشباب أمر من الأمور الحتمية لما يتمتعون به من حماس وقدرة على مواكبة التطور المتسارع فى عالم التكنولوجيا وأدوات الاتصال، لكنه فى الوقت نفسه يفضل المزج بين جيل الشباب وأصحاب الخبرات المتراكمة لدعم الكوادر الشبابة وتوجيههم فى حياتهم الإعلامية العملية.