«السيسى».. تسونامى مصرى!

سماح سمير يوسف أحمد
بعد الشعبية الكبيرة التى نالها المشير عبدالفتاح السيسي فى البيوت والجموع المصرية، أبدع المصريون في التعبير عن حبهم الكبير له، بل زاد ذلك إلى أن وصل إلى التهليل، فأصبح من يريد التقاط صورة تذكارية يشير بعمل حرف c بيديه، أما آخر صيحات الموضة فى الاكسسوار الذهبى هو طبع صورة السيسى على سبيكة ذهب وتعليقها فى سلسلة أو حتى الحلى العادية.
ويقول هشام عوف صاحب ورشة لعمل الاكسسوار بشبرا: أنا عن نفسى بعد وقفة السيسى بجانب الشعب المصرى اتفقت مع الورشة التي أعمل معها على طلبية من الاكسسوارات سلاسل، خواتم «انسيالات» محفورة باسم السيسى، قلت أفرح أنا والناس وأكسب وينوبنى من الحب جانب والحمد لله الطلبية بتتحجز قبل ما تيجى.
«بطاقة السيسى حطها فى وش أى إرهابى»، بهذه الكلمات هتف البائع الجائل فى مترو الأنفاق وفى الأتوبيس وفى الشارع وكأنه شعار وجملة محددة متفق عليها، هذا بالإضافة إلى توافر أنواع من الشوكولاتة الفاخرة عليها صورة المشير عبدالفتاح السيسى، وعند رصد هذه الأشكال بالمحل التقينا بإحدى الزبائن وتدعى نيفين محمد قالت: أنا شايفة إنها حاجة ممكن تتحكى فى التاريخ لما نكبر نقول لأولادنا قد إيه كان فيه شخصية لها ناس مؤيدة ومن كثرة ما الشعب المصرى بيحبها قدر يعمل فكرة جديدة إنه يرسم صورتها على الحاجة اللى بيحبها.
كما تداولت على «الفيس بوك» صورة للعملة فئة 200 جنيه عليها صورة المشير عبدالفتاح السيسى ومكتوبا عليها «كلنا فداء الجيش المصرى».
أيضا المنتجات الغذائية أخذت نصيبها من اسم السيسى، فهناك زجاجة زيت السيسى وعليها صورته واسمه بالزى العسكرى، بالإضافة إلى استخدامه فى برامج الطهى فى القنوات الفضائية والإعلان عنه وسعره 15 جنيهاً للتر.
وانتشرت مؤخرا ظاهرة بيجامات نسائية تحمل صورة المشير عبدالفتاح السيسى وعلى ظهرها عبارة «نشكرك يا سيسى».
وأثارت هذه البيجامات موجة من الجدل فى تويتر، ومن أشهر التعليقات:
- عملوا للسيسى كل حاجة زيت وسكر وسمنة فاضل نشيل صورة النسر ونحط صورته على العلم.
- بيجامات السيسى.. خلط السياسة بالهدوم
- بيجامات السيسى تغزو الأسواق وجميع الألوان ولون خاص لعشاق رابعة.
بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى مثل أعلام لمصر وضع الباعة عليها صورة السيسى بدلا من النسر، وانتشرت «تى شيرتات السيسى» عليها صورته يرتديها الشباب والأطفال والبنات.واستغلت صورة المشير عبدالفتاح السيسى على نتائج عام 2014 وطبعت صورته على النتائج وكتب تحت الصورة عبارة «تسلم الأيادى» عن ذلك يقول وليد جاد صاحب متجر لبيع الأدوات المدرسية والطباعة: إن الناس بيشتروا أى حاجة عليها صورة السيسى عشان بيحبوه وحاجة زى كده عليها إقبال جامد عشان كده طبعت منها لحد دلوقتى 10 آلاف نسخة وخلصت، بالإضافة إلى الأدوات المدرسية.
هذا بخلاف لافتات السيسى على جميع المحلات التجارية وعلى الكبارى وفى مختلف الطرق والميادين، ويعد ذلك مبالغة كبيرة فى حب الشعب المصرى للمشير السيسى ويراه البعض نفاقا اجتماعيا.
وعن هذه الظاهرة تقول الدكتورة سلوى عبدالباقى أستاذ علم النفس الاجتماعى: إن الشعب المصرى ظل لفترة ثلاثين عاما فى حالة رتابة وملل وخوف، وعندما جاء الإخوان تفاقمت هذه الحالة، إلى أن جاء السيسى المنقذ والمخلص، الذى جاء لينقذ المصريين، ومن هنا بدأ الامتنان والحب الحقيقى تجاهه وحدث ما يسمى ديناميات الجماعة، فهو يجمع كل خصائص القائد من كلامه ولغته وأنه يدرك بالفعل كيف يتحدث مع المصريين من خلال نظرة عينيه وحنيته فى الحديث معهم.
أما عن الحالة الموجودة بين الناس وفى الشوارع والأسواق من إطلاق اسم السيسى على بعض المنتجات والمأكولات والملابس، فهذا يعد مبالغة كبيرة جدا، ولكن ليس نفاقاً بالمعنى الواضح، فهم يحبونه ولكن ما يفعلونه يجعل أعداءه يأخذون منه ومن الشعب المصرى موقفاً لأنهم يعدونه نفاقاً.
ما يفعله الناس غير مقبول ولا معقول بالمرة، ويجعل هناك شوشرة عليه، فالشعب المصرى كان يتمنى قائداً وزعيماً، فنحن شعب «مزاجنجى» يحب السيسى من قلبه، وبالأخص السيدات منهن لأنهن يرون فيه الرجل القائد الوسيم القوى الرقيق وفى ذات الوقت المخلص المنقذ.
وكما يقال «من حبه ربه حبب فيه خلقه»، بالإضافة إلى أن الشعب المصرى يرى فيه الشباب والصحة، بالإضافة إلى أنه ينتمى إلى الجيش والزى العسكرى يعطى له هيبة ويعطى للمصريين الأمان، وتوافرت فيه عوامل كثيرة منها القيادة والحكمة والوصول إلى القلب مباشرة، وننصح الشعب المصرى بعدم المزايدة فى حبه والانفعال فى الشوارع، فالحب ليس بإطلاق اسم السيسى على المنتجات أو الأشياء التى قد تسىء لهذا الاسم، وينبغى ألا ننافق فى هذا الحب ونتجه عمليا لتفعيل دور السيسى إذا أردنا بالفعل أن يكون القائد فنتعاون معه ونؤدى ما علينا لكى ننهض بمصر مرة أخرى بعد أعوام الفقر والخوف والجوع.
أما الدكتور هاشم بحرى- رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر فيقول: إن اختيار أى رئيس لمصر لابد أن نراعى فيه الناحية الموضوعية لأنه عريس لمصر، فالشعب يفكر فى الرئيس وكأنه العريس، ويجد فى السيسى كل المواصفات، فهو ابن البلد الذى يفكر فى المستقبل، وفى وقت الأزمات يقف بجوار الشعب ويشعره بالأمان، يحب العمل الجماعى، يعتمد عليه، نجح فى ضم المصريين لبعض، فمن حق المؤيدين له عندما يجدون فيه كل هذه المواصفات، بالإضافة إلى الكاريزما، وأصبحت المودة بينهم بعد عدة مواقف أن يطالبوا به رئيسا، بالإضافة إلى أن دول الخليج العربى لديها شعور بالأمان تجاه السيسى وأنهم يشعرون أن استثماراتهم فى أمان فى يد السيسى، وأنه يحارب الإخوان، أما عن المبالغة التى أصبحت تمثل خطورة كبيرة على الشعب المصرى والبلد كلها وأننا نهلل فقط بدون أن نلجأ إلى الموضوعية التى تجعلنا أكثر قدرة على الحكم الصحيح، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن السيسى هو الحارس الأمين.
ويؤكد الدكتور بحرى أن هذا ليس نفاقاً بل مبالغة فى المشاعر تجاه السيسى، حيث إن الناس يحبونه حبا عميقا من داخل قلوبهم مصدقين لما يقوله وما يفعله وما يعد به لأنه من قبل وعد فأوفى.