الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شيرين عبدالوهاب.. إحساس من السما أتلفه «الهوى»

شيرين عبدالوهاب.. إحساس من السما أتلفه «الهوى»
شيرين عبدالوهاب.. إحساس من السما أتلفه «الهوى»



لم تتخلص شيرين عبدالوهاب من الطفولة المتأخرة ولم تطرد هلاوس النجومية رغم أنها إحساس من السماء وصوت من «علوم الله».. آخر فصول «شيرين» الغريبة فى 2013 هو غيابها المثير عن حضور المؤتمر الصحفى الذى نظمته قناة MBC بمناسبة انطلاق الموسم الثانى من برنامج the voice فى بيروت وهو تقليد تتبعه القناة لبرامجها الجماهيرية وتستضيف فيه باقة من الإعلاميين من أنحاء العالم العربى لمشاهدة ومتابعة ميلاد الموسم عن قرب.. لكن «شيرين» كان لها رأى آخر وفضلت الاعتذار الذى أعلنه «مازن حايك» المتحدث الرسمى للقناة قبل بدء المؤتمر بسبب ظرف طارئ فى اللحظات الأخيرة.
الظرف الطارئ فتح باب الجدل بين الإعلاميين الذين حضروا المؤتمر واجتمعوا على رفض هذا الغياب، ولكنهم انقسموا حول سبب الغياب ما بين أنها فرضت لائحة شروط للحضور كعادتها ومطالب خاصة رفضتها أسرة البرنامج الذى يضم عمالقة، أو كما تردد أنها تعمدت الغياب تجنبا للوقوع فى أخطاء قد تضعها فى موقف المساءلة بعد أن شاع عنها أنها لا تجيد التحدث كما تجيد الغناء، رغم أنها اتسمت بالرزانة والثبات عقب نهاية الحلقة النهائية فى الموسم الماضى وواجهت الإعلام وطلقاته بمرونة وذكاء.
المفاجأة أن الغالبية من الحضور توقعوا غيابها قبل دقائق من المؤتمر الصحفى، عندما اكتشفوا عدم وجود المقعد الرابع للمدربين فى البرنامج رغم ميل الجميع إلى توقع غياب المطرب صابر رباعى الذى رحل والده قبل ساعات من المؤتمر ولكنه تماسك ولبى النداء، بينما تراجع فى اللحظات الأخيرة من تنبأوا بغياب «كاظم الساهر» على خلفية التزامه المعهود والمعروف عنه.
إن انطلاق الحلقة الأولى من «The Voice» «اليوم» والحلقات الثلاث  التالية مسجلة ربما يغلق باب التنبؤ بأن «شيرين» ستغيب نهائيا عن البرنامج.
 
«The Voice» حقق جماهيرية كبيرة فى موسمه الأول وكان البديل الرائع «لشيرين» وزملائها الثلاثة كاظم الساهر وصابر الرباعى وعاصى الحلانى للظهور أمام الجمهور، وبالتالى الاحتفاظ اللائق بحضورهم الغنائى فى سنوات الثورات العربية التى قضت على المواسم الغنائية والمنافسة بين المطربين.. كل هذا لم يشفع «لشيرين» من وقف نزيف مطباتها ومفارقاتها التى لا تنقطع.
رغم أنها الصوت الأبرز على الساحة والأكثر حضورا بمساحاته العبقرية وإحساسه الخاص والفطرى النادر الذى لا يتكرر سوى كل 50 عاما ولكنها بتفاصيل صغيرة تفسد أحيانا خلطتها السحرية.
عموما فإن غياب «شيرين» لم يفسد للمؤتمر قضية، حيث تحدث الثلاثى العملاق كاظم وعاصى وصابر عن ملامح التحديث فى الموسم الثانى والرهان بالإضافات الجديدة فى هذه النسخة سوف تضفى المزيد من الحماسة وروح المنافسة، منافسة شرسة بين المواهب الغنائية المختارة وبخلطة سحرية على حد قولهم والمتحدث الرسمى لـMBC مازن حايك وبأنها ستصيب الجمهور بحيرة ودهشة للانحياز لصوت دون الآخر. إلى جانب أبرز الإضافات لهذا الموسم وهى مناورة «الاقتناص» the steal والتى سوف تتضح فى مرحلة المواجهة، حيث يدفع كل مدرب باثنين أو ثلاثة من الأصوات التى فى فريقه إلى التنافس فيما بينهم على حلبة واحدة من خلال تأدية الأغنية نفسها لتنتهى الجولة باختيار المدرب لصوت واحد متأهل فقط، وبالتالى خروج الثانى والثالث مغادرين البرنامج وفى هذه اللحظة تبدأ مناورة الاقتناص التى تفتح المجال لكل مدرب من المدربين الثلاثة الآخرين بالتدخل وضغط الجرس والإعلان عن رغبته فى ضم المشترك المستبعد إلى فريقه وإتاحة الفرصة أمامه للعودة مجددا إلى غمار المنافسة تحت راية مدرب آخر لتنقلب الأدوار وتتبدل التوقعات.
التشويق والإثارة هما سلاحا البرنامج فى الموسم الثانى حسب تأكيد كاظم الساهر وصابر الرباعى وعاصى الحلانى فى المؤتمر الذى استهله الفائز الأول فى الموسم الأول المطرب المغربى «مراد بوريقى» الذى قدم أغنية «مبروك ع الإحساس» واستعرض فيها مهاراته الغنائية ومؤكدا جدارته باللقب «أحلى صوت» وهى أغنية تستحق الانتشار وإعلان تفوقه وموهبته الفذة.
العمالقة الثلاثة فى غياب «شيرين» تحدثوا أيضا عن أن آليات اختبار الأصوات وأن الأفضلية ارتكزت على قوة إحساس مع قوة الصوت حتى الوصول إلى «أحلى صوت» أو الموهبة كاملة الأوصاف وأنهم سيكونون دعما للمواهب الحقيقية باعتبارهم «مدربين» ومؤهلين للأصوات وليسوا لجنة تحكيم لأن الحكم فى النهاية سيكون للجمهور العريض للبرنامج.
روعة برنامج «The Voice» على مستوى برامج المواهب ليس فقط فى الأصوات الموهوبة التى يقدمها، بل فى اجتماع عمالقة الغناء كاظم الساهر وصابر الرباعى وعاصى الحلانى والمشاغبة الموهوبة شيرين عبدالوهاب، ولكل منهم قاعدته الجماهيرية الضخمة وسحره ومدرسته الغنائية المستقلة والخاصة.. «رباعى» يصعب جمعهم فى حفل واحد عبر العالم العربى، لكنهم يجتمعون فى برنامج واحد على الهواء لمدة ليست قصيرة يقدمون روائعهم الغنائية إلى جانب إلقاء دروس غنائية ليس للأصوات المتنافسة، بل للقاعدة العريضة من عشاق الغناء العربى العريق.
ولكل ما سبق فإن «شيرين» أمام مهمة صعبة لتصحيح أخطائها المتكررة ومسح اعتذارها غير المبرر وفوق كل هذا إشباع جمهورها بإبداعاتها التى لا تخطئها أذن وأيضا استثمار حضورها فى البرنامج مع أساتذة الغناء والإحساس الصادق.. إنه درس خصوصى وبروفات حقيقية لمواصلة التألق والنجاح بدلا من استنزاف الجميع فى حيثيات الهروب الهزيلة ومشاكل لا تتوقف.