الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قمة «مصرية-بحرينية» سبقتها زيارة لسلطنة عمان.. الرئيس السيسى يتبادل الرؤى مع الزعماء استعدادًا للقمة «الخليجية-الأمريكية» المرتقبة

لم تمر على زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة سوى أيام قليلة حتى قام الرئيس السيسى بجولة خارجية شملت كلًا من سلطنة عمان والبحرين.. هذه الجولة سبقتها زيارة لأمير قطر تميم بن حمد لمصر وزيارة أخرى لوزير الخارجية الإماراتى بعد زيارة كل من الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية والعاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى، هذه الزيارات المتبادلة فى أسبوع (عربى - عربى) خالص تؤكد أن القاهرة لا تزال نبض العروبة.



 

قمة «مصرية -عمانية» 

وخلال المحطة الأولى من جولة الرئيس السيسى الخارجية؛ حيث التقى فى قصر العلم العامر بالعاصمة العمانية مسقط، جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، حيث أقيمت لسيادته مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واصطفاف حرس الشرف.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيد الرئيس وجلالة السلطان هيثم بن طارق عقدا جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين؛ حيث رحَّب السلطان هيثم بن طارق بالسيد الرئيس فى سلطنة عمان، مشيدًا بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التى تجمع بين البلدين، ومعربًا عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العمانى على كافة الأصعدة، فضلًا عن إسهام الجالية المصرية فى عملية البناء والتنمية بعمان فى مختلف المجالات، مع التأكيد على حرص عمان على تعزيز أطر التعاون الثنائى الراسخة مع مصر فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، بما فيها  زيادة الاستثمارات العمانية فى مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها.

من جانبه، شكر السيد الرئيس أخاه جلالة السلطان العمانى على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا سيادته اعتزاز مصر بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب الحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائى المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب فى شتى المجالات السياسية والأمنية   والاقتصادية والتجارية.

كما ثمَّن السيد الرئيس مستوى التنسيق القائم ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل، إلى جانب التوافق «العمانى-المصرى» إزاء جميع القضايا الإقليمية والدولية.

وصرَّح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيد الرئيس وجلالة السلطان هيثم بن طارق عقدا مباحثات منفردة؛ حيث ثمَّن السلطان هيثم بن طارق الدور المصرى البارز فى تعزيز آليات العمل العربى المشترك فى مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، والذى يعد نموذجًا يُحتَذى به فى الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية فى الوطن العربي.

من جانبه، أشاد السيد الرئيس بمستوى التنسيق القائم ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل، إلى جانب التوافق «العمانى-المصرى» إزاء دعم الجهود للحفاظ على أمن الملاحة سواء بالخليج العربى أو البحر الأحمر، فضلًا عن مكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وكذا حرص البلدين على تعزيز العمل العربى المشترك بما يسهم فى التصدى للتحديات المتعددة التى تواجه الأمة العربية فى المرحلة الراهنة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد مناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين، خاصة العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية المشتركة، خاصةً فى ظل النتائج المنبثقة عن مجلس الأعمال المشترك واللجنة «المصرية- العمانية» المشتركة والتى عُقِدت بمسقط فى يناير 2022.

كما تم تبادل وجهات النظر حول عدد من الملفات الدولية ذات الاهتمام المتبادل، لا سيما الأزمة «الروسية-الأوكرانية» وتبعاتها على المنطقة، وكذا كيفية التعامل العربى مع تداعيات هذه الأزمة.

كما  تبادل  الزعيمان الرؤى بشأن القمة المرتقبة بين الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية، والمقرر عقدها فى المملكة العربية السعودية الشقيقة.

قمة «مصرية-بحرينية» 

وفى محطته الثانية من جولته  الخارجية، التقى السيد الرئيس بقصر صخير فى العاصمة البحرينية المنامة، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك المملكة البحرينية.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن جلالة الملك حمد بن عيسى رحب بأخيه السيد الرئيس ضيفًا عزيزًا على البحرين، معربًا عن اعتزاز الحكومة والشعب البحرينى بما يجمعهما بمصر وشعبها من أواصر تاريخية وطيدة وعلاقات وثيقة فى مختلف المجالات، ومؤكدًا التقدير البالغ للدور الاستراتيجى والمحورى الذى تقوم به مصر تحت قيادة السيد الرئيس فى حماية الأمن القومى العربى والدفاع عن قضايا الأمة العربية.

من جانبه، أعرب السيد الرئيس عن اعتزازه بحفاوة الاستقبال، مؤكدًا سيادته متانة وقوة العلاقات «المصرية-البحرينية» وما تتميز به من خصوصية، وكذا حرص مصر على تطوير التعاون والتنسيق الثنائى الوثيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والأمة العربية، خاصةً من خلال تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية، وآخرها زيارة جلالة ملك البحرين إلى شرم الشيخ مؤخرًا والمشاركة فى القمة الثلاثية التى جمعت الزعيمين مع جلالة الملك الأردني.

وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء التباحث حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلًا عن التشاور إزاء تطورات عدد من الملفات الدولية؛ حيث أكد السيد الرئيس فى هذا الإطار أن التكاتف ووحدة الصف العربى واتساق المواقف يعتبر من أقوى السبل الفعالة لدرء المخاطر الخارجية عن الوطن العربى ككل.

من جانبه، أكد الملك حمد بن عيسى تطابق موقف بلاده مع الجهود المصرية الحالية لتسوية مختلف النزاعات بالمنطقة، مشددًا على تلاحم الأمن القومى المشترك لكلا البلدين، وأن مصر ستظل دائمًا الشريك المحورى للبحرين  بالمنطقة.

كما تبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن الانعقاد الوشيك للقمة المرتقبة بين الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية، والمقرر عقدها فى المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وفى ختام المباحثات، شهد الزعيمان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين فى مجالات التعاون الاقتصادى والعلمى والتكنولوجي، والاستثمار، والتعاون القانونى والقضائي، وتنمية الصادرات، وتنظيم المعارض، وحماية البيئة، والتربية والتعليم، وخدمات الشحن البحرية والجوية، والتعاون بين محافظة العاصمة بمملكة البحرين ومحافظة القاهرة بجمهورية مصر العربية

 قمة «مصرية-قطرية» 

وكان الرئيس السيسى قد التقى مطلع الأسبوع الماضى بقصر الاتحادية سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر؛ حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين؛ حيث رحب السيد الرئيس بأخيه سمو الأمير القطرى ضيفًا كريمًا على مصر، مهنئًا سيادته إياه بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم فى دولة قطر، ومؤكدًا أن هذه الزيارة تجسد ما تشهده العلاقات «المصرية-القطرية» من تقدم، وترسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة فى جميع المجالات، وذلك فى إطار مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وفى ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين.

من جانبه، تقدم سمو الأمير تميم بن حمد بالشكر لأخيه السيد الرئيس على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متقدمًا بالتهنئة إلى السيد الرئيس بمناسبة قرب الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، ومعربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، خاصةً فى ظل دورها المحورى فى خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربى على جميع الأصعدة، وكذلك السياسة الحكيمة التى تتبعها مصر بقيادة السيد الرئيس على جميع الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية.

كما أكد أمير دولة قطر حرص بلاده على استمرار الخطوات المتبادلة بهدف دفع وتعزيز مختلف آليات التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، من خلال تعظيم الاستثمارات القطرية فى مصر.

وقد تم التوافق على تطوير التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات، خاصةً فى قطاعات الطاقة والزراعة، إلى جانب التعاون الاستثمارى وتنشيط حركة التبادل التجاري، خاصةً ما يتعلق بتعزيز تدفق كافة الاستثمارات القطرية إلى مصر، فى ضوء خدمتها للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم كذلك خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث توافق الزعيمان بشأن ضرورة تكاتف وتضافر جهود الدول العربية، وكذا تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين للتعامل مع مختلف الأزمات التى تمر بها دول المنطقة.

وفيما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، أشاد الأمير القطرى بالجهود المصرية القائمة لإعادة إعمار قطاع غزة، كما توافقت الرؤى بشأن أهمية العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

كما تم استعراض سُبل التعامل مع التداعيات السلبية للأزمة «الروسية-الأوكرانية» على الاقتصاد العالمي، فضلًا عن آفاق التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تم التأكيد على أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولى فى مواجهة هذه الظاهرة فى إطار استراتيجية متكاملة تشمل معالجة الجوانب الفكرية والتنموية بجانب المواجهة الأمنية.

كما رحب الجانبان بالقمة المرتقبة التى سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.