الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى الذكرى التاسعة للثورة.. الجميع فى مهمة وطنية لبناء «مصر المستقبل» الحوار الوطنى يعيد إحياء تحالف قوى 30 يونيو

قبل 9 سنوات احتشدت القوى السياسية خلف جموع الشعب المصرى، لإنقاذ مصر من براثن الجماعة الإرهابية، وفى 2022 يعودون بدوافعهم الوطنية؛ للمشاركة فى رحلة البناء من خلال حوار يَدعَم تدشين دولة مدنية حديثة عنوانها «الجمهورية الجديدة».



فمع الاحتفال بالذكرى التاسعة للثورة، تشهد الساحة السياسية زخمًا كبيرًا، فالجميع يجهز أوراقه للحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ بحثًا عن المساحات المشتركة فى ظل مرحلة حساسة إثر تداعيات عالمية، تتطلب تضافر الجميع بمسئولية جدية؛ من أجل بناء مصر المستقبل بـ«روح 30 يونيو».

ستظل  ثورة يونيو التى نحتفل بذكراها التاسعة، علامة مضيئة فى التاريخ المصرى، فقد مثَّلت نقطة تحول فارقة فى عمر الوطن، فمن استرداد الدولة، إلى دحر الإرهاب، وصولًا إلى بناء الجمهورية الجديدة، ملحمة خاضها الشعب المصرى ومؤسساته الوطنية، ظهرت نتائجها على جميع الأصعدة، ومن بينها الشق السياسى، فلم تكن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإطلاق حوار وطنى يضم كل القوى السياسية دون تمييز، محض صدفة؛ وإنما هو أحد نتاج ثورة الثلاثين، التى اشتعلت لتعيد الدولة من أيادى جماعة فاشية، إلى وطن يتسع للجميع.

التزامن بين ذكرى الثورة، والحوار الوطنى الذى سينعقد خلال أيام، أعاد للأذهان تحالف 30 يونيو، الذى اصطف فيه الجميع خلف الوطن، وهو الأمر الذى نحتاجه الآن فى ظل تثبيت دعائم جمهورية جديدة، تفتح فيها الساحة السياسية أمام الجميع، لأداء ممارسة حقيقية تصب فى مصلحة الدولة المصرية.

إشادة حزبية بتنوع مجلس الأمناء

ومع اقتراب انعقاد الحوار الوطنى، فقد تم إعلان تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى من 19 عضوًا، وذلك بناءً على المهمة التى أسندتها إدارة الحوار الوطنى للمنسق العام له «ضياء رشوان»،  بالتشاور مع القوى السياسية والنقابية والأطراف المشاركة فى هذا الحوار لتشكيل مجلس الأمناء، الأمر الذى استغرق نحو 20 يومًا.

ويأتى هذا التشكيل ليعبر عن المشاركة الفعّالة المتنوعة لمختلف الرؤى الوطنية والخبرات الفنية والمهنية، بما يضمن التوصل إلى مخرجات إيجابية للحوار بما يخدم صالح المواطن المصرى. 

وضم تشكيل مجلس الأمناء: النائب أحمد الشرقاوى، عضو مجلس النواب، والنائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب، وجمال الكشكى، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربى، والدكتور جودة عبدالخالق، وزير التضامن الاجتماعى الأسبق وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، والدكتورة  ريهام باهى،  أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، وسمير مرقص، الباحث والكاتب السياسى، والدكتور طلعت عبدالقوى، عضو مجلس النواب ورئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وعبدالعظيم حماد، الكاتب الصحفى، والنائب عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ والكاتب الصحفى، والدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتورة فاطمة سيد أحمد، الكاتبة الصحفية، والدكتورة فاطمة خفاجى، منسقة الشبكة العربية للمجتمع المدنى النسوى، وكمال زايد، رجل الأعمال، والدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، ومحمد سلماوى، الأديب والكاتب الصحفى، والدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، ونجاد البرعى، المحامى الحقوقى، والدكتور هانى سرى الدين، أستاذ القانون التجارى والبحرى بجامعة القاهرة.

 وقد أثنى حزب المؤتمر على هذا التشكيل، مؤكدًا أن التشكيل راعى التنوع والاختلاف الفكرى والثقافى والسياسى والاقتصادى بين الشخصيات المنضمة للتشكيل وكلها شخصيات وطنية لا غبار عليها.

وأضاف الحزب، إن الاختيار اهتم بتنوع الشخصيات المرشحة والممثلة لأمناء الحوار الوطنى، وبالتالى هذا التنوع يضمن إثراء الحوار وأن يكون حوارًا مثمرًا وناجحًا، وهو تشكيل جيد من جميع الجهات والاتجاهات فكريًا وثقافيًا، مؤكدًا أن الحزب دائمًا على استعداد للتحاور مع الشخصيات التى تهتم بخدمة الوطن ولصالح القضايا الوطنية التى تحتاج إلى إجراء حوار وطنى. 

كما رحب حزب التجمع بتشكيل المجلس، باعتباره خطوة مهمة على طريق إجراء حوار جاد وبناء، مشددًا على أن التشكيل المعلن تضمن شخصيات متميزة، تتنوع خبراتها السياسية والمهنية والاقتصادية، وهو ما سينعكس بالإيجاب على مخرجات الحوار، والتى نأمل أن تشكل منعطفًا جديدًا فى مسيرة الدولة المصرية.

وأكد حزب الإصلاح والنهضة، أن تنوع التشكيل وضمه لجميع التوجهات السياسية الوطنية بمثابة ضمانة أساسية لنجاح الحوار الوطنى، الذى يأتى فى توقيت غاية فى الحساسية، ويقدر كل  الجهود المبذولة لتهيئة الأجواء لنجاحه، داعيًا القوى السياسية لأن تكون على قدر المسئولية الوطنية المطلوبة لنجاح الحوار.

كذلك رحب حزب الوفد بالإعلان عن تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى، مؤكدًا أن التشكيل عكس فى طياته اختيار فئات مختلفة من المجتمع، كما أنه يعبر عن التنوع فى اختياره شخصيات من تيارات سياسية مختلفة، مؤكدًا أن الحوار الوطنى جاء فى توقيت صائب للغاية ويعكس حرص الدولة المصرية على تلاقى الأفكار من أجل مصلحة الوطن أولًا وأخيرًا.

عادت حالة الترابط

صرح المهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، بأن موعد بدء الحوار الوطنى فى الأسبوع الأول من يوليو، جاء متزامنًا مع ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، وإعلان 3 يوليو الذى وضع قواعد تأسيس الجمهورية الجديدة، التى نشهدها الآن.

وأضاف «عمر» لـ«روزاليوسف»، إنه لمس من خلال تواصله الدائم مع جميع القوى السياسية الوطنية باختلاف توجهاتهم الأيديولوجية أن مثل هذا التزامن قد أعاد للأذهان مرة أخرى حالة الترابط التى جمعت تلك القوى على هدف وطنى موحد، واستلهمت روح التحالف الذى كان بينهم والذى كان سببًا رئيسيًا فى نجاح الثورة وتحقيق أهدافها، والتخلص من حكم الفاشية الدينية، وتحرير الوطن من براثن مخططاتهم.

 معربًا عن تفاؤله الكبير بنجاح مخرجات هذا الحوار الوطنى نتيجة استعادة روح تحالف 30 يونيو 2013.

استعادة روح 30 يونيو ضرورة

وجه النائب سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشيوخ، التهنئة للشعب المصرى  وللرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة مرور 9 سنوات على ثورة 30 يونيو، التى استعادت الدولة من الجماعة الإرهابية وأبقت لنا مصر دولة وطنية مدنية ديمقراطية.

وقال «عبدالعال» لـ«روزاليوسف»، إن المرحلة الانتقالية التى أعقبت الثورة شهدت إعادة بناء المؤسسات والتصدى للإرهاب، وتجفيف منابعه فى الداخل، وحصاره فى الخارج، مشيرًا إلى أن العام العاشر لثورة 30 يونيو يشهد نهاية الفترة الانتقالية بالدعوة إلى الحوار الوطنى، واستدعاء تحالف 30 يونيو للتحاور والمشاركة فى وضع أُسس الجمهورية الجديدة للدولة الوطنية المستقرة.

ودعا رئيس حزب التجمع، إلى ضرورة استعادة روح 30 يونيو، التى قدمت للعالم النموذج الأروع لوحدة الشعب والقيادة، وأشار إلى أهمية تصدى الحوار الوطنى للقضايا العاجلة للتغلب على صعوبات الوضع الاقتصادى الراهن، الذى نتج عن أزمات إقليمية ودولية، وصولًا إلى إعادة النظر فى أولويات البرامج والسياسات الاقتصادية الحالية.

وأوضح أن الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها الخطيرة على الوضع الاقتصادى الداخلى تحتاج تضافر جميع الجهود، ومساندة القوى الوطنية بمختلف توجهاتها للدولة للتغلب على الأزمة، وتجاوزها بأقل خسائر ممكنة، ودون تحميل أعباء إضافية على الفقراء ومحدودى الدخل. 

بناء «مصر المستقبل» يحتاج الجميع

قال كريم عبدالعاطى المتحدث باسم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن دعوة الرئيس لعقد حوار وطنى كانت بمثابة إلقاء حجر لتحريك المياه الراكدة فى الحياة السياسية، وهو ما يعد أحد المقومات الرئيسية فى بناء الجمهورية الجديدة.

وأضاف «عبدالعاطي» لـ«روزاليوسف»، إنه حينما نستطلع الآراء والتطلعات لتلك الجمهورية الجديدة نجد من يراها فى شكل إنشاء مدن وطرق جديدة توفر حياة أفضل، والبعض يراها فى بنية تشريعية سليمة تستطيع التعامل مع الكثير من المشكلات الحالية والمستقبلية، وهناك من يتلمسها فى توفير تعليم مواكب للعصر يستطيع تعظيم قدرات أبنائنا بشكل يلبى احتياجات سوق العمل، أو فى منظومة صحية توفر الرعاية الطبية اللازمة لكل مواطن، متابعًا إن هناك مئات من الأحلام فى تلك الجمهورية، وكلها مشروعة، ولكنها تحتاج إلى الحوار للوقوف على ترتيب وتنظيم جميع الاحتياجات، وهنا جاءت أهمية الحوار الوطنى ودعوة كل الأطياف للمشاركة، وسماع مختلف الآراء والأفكار.

وأشار المتحدث باسم التنسيقية، إلى أنه يتزامن مع الحديث عن الحوار، الاحتفال بثورة 30 يونيو، وما تمثله من أهمية بعد أن خلصت مصر من جماعة فاشية، مؤكدًا أن هذا التزامن يدفعنا للعمل بصورة أشمل وأكثر جدية من أجل بناء مصر المستقبل. 

التزامن يلهمنا بتحقيق مطالب الثورة  

أكد النائب أحمد الشرقاوى، عضو مجلس النواب، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، أن 30 يونيو امتداد لـ25 يناير، وأن التزامن بين إجراء الحوار الوطنى، والذكرى التاسعة للثورة، يلهمنا بتحقيق مطالب الثورتين التى تتوافق مع أهداف الحوار الوطنى ببناء دولة مدنية حديثة، وأن مشاركة الجميع بالحوار تأتى من منطلق الدافع الوطنى فى ظل فترة صعبة. 

وأضاف «الشرقاوي» لـ«روزاليوسف»، إنه استقبل خبر اختياره ضمن مجلس الأمناء بروح إيجابية؛ حيث إنها مسئولية ومهمة وطنية، مشيرًا إلى أن دور مجلس الأمناء يتمثل فى إدارة الحوار وتحديد القواعد المنظمة له، وتحديد آليات إدارة جلسات الحوار، وكذلك صياغة المخرجات النهائية، مؤكدًا أنه كممثل للمعارضة داخل مجلس الأمناء سيحرص على تطبيق جميع القواعد المنظمة للجميع دون تمييز.

رأب للصدع فى وقت مهم

وقال عبدالمنعم إمام، رئيس حزب العدل، وعضو مجلس النواب، إن الحوار هو أساس العملية السياسية، وأن ملامح دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى، كانت بمثابة رسالة بدعوة كل من شارك فى جبهة الإنقاذ التى تشكلت فى 2013. 

وأضاف «إمام» لـ«روزاليوسف»، إن عودة الجميع لطاولة الحوار بمثابة رأب للصدع فى وقت مهم للغاية، للخروج بنتائح فى صالح الدولة المصرية. 

كما رحَّب بإعلان تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى، والذى شمل اختيار ممثلين من جميع الأطراف، وعبر بشكل حقيقى وجاد، عن التنوع السياسى للقوى الديمقراطية المصرية. 

 وثمَّن تلك الخطوة التى تأتى لتجيب على اللغط  والتساؤلات المثارة خلال الفترة الماضية؛ مشيدًا بجهود المنسق العام للحوار ضياء رشوان، على مجهوداته للوصول لهذا التشكيل الجيد،  مؤكدًا على تطلعه لبدء جلسات الحوار الوطنى، باعتبار أن الحوار الجاد هو السبيل الوحيد نحو صياغة مستقبل هذا الوطن، بما يحقق مصلحة مصر والمصريين.