الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. ثورة «30» يونيو.. والواقع الدولى الآن

أنا وقـلمى.. ثورة «30» يونيو.. والواقع الدولى الآن

فى مثل هذه الأيام منذ تسع سنوات، كانت مصر تمر بأوقات عصيبة، كانت مَحط أنظار العالم كله؛ وذلك بسبب قيام ثورة «30» يونيو «2013» التى أطاحت بالرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية من الحُكم، إثر مظاهرات شعبية مهيبة، وكلنا نعلم الأزمات الدولية التى واجهتها مصر آنذاك؛ حيث كان رد الفعل الدولى- عقب إعلان عزل الرئيس الإخوانى ضد مصر- عنيفًا جدًا، وحاولت الجماعة فى الداخل والخارج نشر آراء وحجج تؤكد شرعية رئيسهم، وأن ما حدث ليس ثورة شعب، وأثر ذلك على علاقات مصر مع دول العالم أجمع؛ حيث تغير موقف دول الاتحاد الأوروبى صراحة على لسان «كاثرين أشتون» مفوضة الشئون الخارجية السابقة، عندما اعترفت بعد تكرار زياراتها للقاهرة أن ما حدث هو امتثال لإرادة شعبية، هذا بعد موقف ألمانى كان متحفظًا جدًا تجاه «ثورة 30 يونيو»، ولكن وبعد لقائها بالرئيس السيسى، اعترفت المستشارة «أنجيلا ميركل» بثورة 30 يونيو، وبشرعية القيادة المصرية.



كما ظهرت بعض الأزمات الخارجية التى استطاعت مصر تجاوزها خلال عام «2014»، أهمها أزمة تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقى عقب الثورة مباشرة، ولكن بعد الثورة بسنتين تراجَع مجلس الأمن والسلم الإفريقى عن قرار التجميد، فى اعتراف واضح من الاتحاد الإفريقى؛ بأن ما حدث فى مصر هو ثورة شعبية حقيقية، وعلى غرار هذه الأزمة، كان نفس الوضع فى أزمة العلاقات «المصرية- القطرية» آنذاك؛ حيث تصاعدت الأزمة فى يناير «2014» عندما قالت الخارجية القطرية فى بيان لها إن ما جرى ويجرى فى مصر لا يؤدى للاستقرار، ورُغْمَ كل هذا التوتر؛ فإن العلاقات بين البلدَيْن لم تنقطع، إذ أرسل تميم بن حمد آل ثان أمير قطر، برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسًا لمصر فى يونيو «2014»، واليوم.. ونحن نحتفل بمرور تسعة أعوام على ثورة يونيو، نرى الأمير القطرى - وبعد نزاع إقليمى طويل، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدَيْن فى «2017» - هنا فى القاهرة، فى زيارة رسمية استمرت يومين، ناهيك عن تصاعُد أزمة أخرى فى العلاقات «المصرية- الأمريكية»، عندما أعلنت واشنطن فى أكتوبر «2013» تعليق جزء من المساعدات العسكرية السنوية لمصر، ولكن سرعان ما قامت واشنطن برفع الحظر فى أبريل «2014» بهدف دعم عمليات مكافحة الإرهاب فى سيناء على الحدود مع إسرائيل، وبعد مرور عام شهدت العلاقة بين القاهرة وواشنطن تقاربًا محمودًا؛ خصوصًا فى عدد من القضايا الدولية المهمة.

وعن الأزمة «المصرية- التركية» التى بلغت قمتها فى نوفمبر «2013»، عندما اتخذت مصر قرارًا باعتبار السفير التركى شخصًا غير مرغوب فيه، وتم تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، واعتبر النظام المصرى أن تركيا تدعم جماعة الإخوان الإرهابية، فيما وصفت أنقرة ما حدث فى مصر بأنه انقلاب، ولكنها سرعان ما غيرت نظرتها لثورة يونيو المصرية، ووافقت على الاعتراف بالثورة التى أطاحت بالرئيس المنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية فى مصر «محمد مرسى» حليف الرئيس التركى رجب أردوغان.. خلاصة القول إن الدبلوماسية المصرية منذ تولى الرئيس السيسى حققت إنجازات كبيرة عززت ثقل مصر ودورها المحورى إقليميًا ودوليًا بالحصول على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن، وترؤس لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس وترؤس القمة العربية، والجمع بين عضوية مجلس السّلم والإفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغيُّر المناخ واختيارها لرئاسة الاتحاد الإفريقى، كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبرَى.. وتحيا مصر.