العلاقات المصرية - القطرية.. خطوات على المسار الصحيح

شهدت العلاقات بين مصر وقطر تطورًا إيجابيًا ملحوظًا منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقية  «العلا»  فى السعودية مطلع عام 2021، والتى أعادت العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.

لم يكن توقيع مذكرة التفاهم بين وزارتى المالية المصرية والقطرية على هامش منتدى قطر الاقتصادى قبل أيام سوى دليل على أن التنسيق المشترك بين القاهرة والدوحة يخطو بشكل ثابت نحو علاقات تعاون متزنة تحقق مصالح الطرفين، ما يعطى مزيدًا من الصلابة للعلاقات «العربية - العربية» وهو المنهج المصرى الثابت طوال الوقت.

وحتى كتابة هذه السطور وقت مثول المجلة للطبع، فإن الزيارة المرتقبة للشيخ تميم بن حمد أمير قطر لمصر تأتى فى إطار دفع للعلاقات المشتركة فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية بما يعود بالنفع على أهداف التنمية والاستقرار فى المنطقة

وهى الزيارة التى تكلل عملية إعادة البناء المتزن للعلاقات «المصرية-القطرية».. وهو المسار الذى انطلق مع تفاهمات قمة العلا وأعقبتها خطوات إيجابية من قبل الدوحة والقاهرة. 

وكانت الفترة الماضية قد شهدت تنسيقًا مشتركًا بين الجانبين على مستويات مختلفة، أمس الأول الخميس، عقد وزير المالية محمد معيط، لقاءً ثنائيًا مع نظيره القطرى على بن أحمد الكوارى على هامش مشاركتهما فى منتدى قطر الاقتصادى، المنعقد فى الدوحة تحت شعار: «تحقيق المساواة فى التعافى الاقتصادى العالمى».

أكد الجانبان، أهمية تعزيز التعاون الثنائى، وتنمية العلاقات الاقتصادية، وتحفيز الاستثمارات بالبلدين، وتطوير آليات العمل المشترك بين وزارتى المالية بالدولتين؛ على نحو يساعد فى تنسيق الرؤى والمواقف والسياسات المالية على المستوى الثنائى، وفى المحافل الدولية، وتبادل الخبرات بمختلف المجالات المرتبطة بالسياسات المالية بما فى ذلك الضرائب والجمارك، مما يُسهم فى تحقيق المستهدفات الاقتصادية والتنموية، ويتسق مع التقدم الملموس فى مسار العلاقات «المصرية-القطرية»، من أجل خدمة أهداف ومصالح الدولتين والشعبين؛ فى ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة التى تتطلب تضافر كل الجهود؛ لاحتواء التداعيات السلبية للحرب فى أوروبا التى أثرت بشدة على اقتصادات كل دول العالم.

وفى نهاية مارس الماضى، التقى فى القاهرة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، ومحمد بن عبدالرحمن آل ثانى، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، إذ تباحثا فى مجموعة من الاستثمارات القطرية والشراكات بين البلدين.

وكان الرئيس السيسى قد التقى أمير قطر تميم بن حمد بالعاصمة الصينية بكين على هامش مأدبة الغداء التى أقامها الرئيس الصينى «شى جين بينج»، آنذاك، على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركين فى حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين فبراير الماضى.

كما التقيا أيضًا على هامش أعمال قمة تغيُّر المناخ فى جلاسكو، فى نوفمبر من العام الماضى.