الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أنيسة حسونة أيقونة العمل الخيرى فى مصر

شخصية جميلة كان هذا هو ملخص أى شخص يلتقى بها  كانت تتمتع بالعمل الخيرى والتطوعى، فبرغم مرضها وتعبها من العلاج الكيماوى لم تكف عن بذل الجهد لجمع التبرعات لمستشفى الناس، كانت أيقونة فى عملها، كانت محاربة فى مرضها، كانت إنسانة تحمل كل معانى الرقى فى التعامل الإنسانى مع البشر.



إنها أنيسة حسونة التى حزن عليها المجتمع المصرى بأكمله، لم يختلف اثنان عليها، روحها الطيبة وسيرتها العطرة جعلت من مواقع التواصل الاجتماعى مكانا للدعاء والترحم عليها. 

شخصية أثرت فى قلوب المصريين، خصوصا بعد إعلانها عن مرضها وقرارها بعدم الاستسلام ومواجهة المرض.

تصريحاتها الأخيرة بخصوص زوجها ووقوفه بجانبها وعن حياتها مع بناتها وأحفادها جعلها جزءا لا يتجزأ من الأسرة المصرية البسيطة، لأنها أشركت الجمهور فى حياتها البسيطة وتفاصيلها الصغيرة مع أحفادها، شخصية جميلة لن تنتهى.

وقد تقلدت الراحلة العديد من المناصب أهمها الرئيس التنفيذى لمستشفى «الناس» الخيرى لعلاج الأطفال بالمجان،  وكانت المدير التنفيذى السابق لمؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.

بدأت عملها كملحق دبلوماسى بوزارة الخارجية المصرية، ثم عملت لمدة أربعة عشر عاماً فى مجلس الوحدة الاقتصادية العربية  بجامعة الدول العربية. ثم شغلت منصب مدير عام «منتدى مصر الاقتصادى الدولى»، ثم ببنك مصر إيران للتنمية كمساعد المدير العام، لتعمل بعد ذلك كمدير عام لمنتدى مصر الاقتصادى الدولى،  كما تعد أول امرأة تنتخب أميناً عاماً للمجلس المصرى للشئون الخارجية، وقد تم اختيارها من قبل مجلة «أرابيان بيزنس» فى 2014 على قائمتها السنوية لأقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم.

ومن أهم النساء المحاربات لحقوق المرأة المصرية، كانت حكت تجربتها القاسية عن السرطان من خلال كتاب «بدون سابق إنذار.. قصتى مع السرطان» التى تفاجأت خلال زيارتها للطبيب بإصابتها بمرض السرطان، مطالبا إياها بترتيب أمورها المادية وغيرها قبل موعد مغادرتها المحتوم لهذه الحياة. لم تستوعب النائبة هذه الكلمات القاسية وظلت تستمع هى وأسرتها (زوجها وبناتها) إلى الطبيب فى ذهول وعلى الرغم من إدراكها هذه الحقيقة المؤلمة إلا أنها لم تستسلم وتابعت حياتها بشكل طبيعى،وخضعت للعلاج بإرادة مثابرة وابتسامة رضا تعلو وجهها، آملة فى أن يتم الله شفاءها لتكمل ما تبقى من عمرها مع ابنتيها وأحفادهما، مؤرخة هذه التجربة الحياتية القاسية فى كتابها.

لم تكن هذه السابقة الأولى ولن تكون الأخيرة، لكنها واحدة من سلسة حلقات لسيدات رفعن راية التحدى أمام مرض السرطان وغيره من الأمراض الخبيثة القادرة على تحطيم أى شخص، فكتبت أنيسة حسونة تجربتها مع المرض قائلة: «وكأنه من قدر النساء فى عالمنا أن يتحملن آلامهن فى صمت حتى يستطيع الآخرون أن يستمروا فى الاعتماد عليهن باطمئنان «كالعادة».

فهى واحدة من أيقونات العمل التطوعى فى مصر، وقد  تم اختيارها سفيرا لمبادرة حياة كريمة، حيث ساهمت فى العديد من المؤسسات الخيرية، كما كان لها دور كبير فى الحياة النيابية بعد أن تم اختيارها كعضو معين فى البرلمان السابق.

أنيسه حسونة أيقونة حققت الكثير للمرأة المصرية والعمل التطوعى فى مصر، وعلى الصعيد الإنسانى كانت محبة جدا لمساعدة مرضى السرطان وكانت فى كثير من الأوقات تبعث برسائل دعم لبعض المرضى،  كانت نعم الصديق، ونعم السند للكثير من أصدقاءها ومعارفها.

وقبل وفاتها بأيام قليلة تم تكريمها من قبل السيدة انتصار السيسى فى اليوم العالمى للمرأة.. وأكدت فى آخر تصريحاتها: «أفخر بتكريمى أمس من حرم الرئيس عبدالفتاح السيسى السيدة انتصار السيسى فى احتفالية خاصة لتكريم المرأة المصرية فى يومها العالمى من تنظيم المجلس القومى للمرأة بقيادة الدكتورة مايا مرسى، وأتوجه بصفتى الرئيس التنفيذى لمستشفى الناس للأطفال التى تعالج الأطفال 100 % بالمجان بخالص الشكر لسيادتها على دعمها للمرأة المصرية ومساندتها للوصول إلى أعلى المراتب».

وكانت الراحلة قد أعلنت قبل وفاتها بأيام أنها تواجه مرة أخرى المرض ولكن فى منطقة مختلفة وقد نشرت صورًا لها على الفيس بوك تشارك قراءها التجربة، وأكدت أنها لن تستسلم،  ولكن الله أراد أن يخفف من معاناتها ويخفف على عائلتها وأصدقائها.

وقد شيعت الجنازة وحضر العزاء العديد من الشخصيات العامة والإعلامية والثقافية.

فهى بكل المقاييس شخصية أسطورية تستحق بأن نفخر جميعا أننا كنا على علاقة بها.

رحمة الله على رائدة العمل الخيرى والتطوعى فى مصر أنيسة حسونة.