الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم.. الرئيس السيسى برهن عمليًا على الجمهورية القادرة

لم تكن تصريحات الرئيس السيسى خلال احتفالية قداس عيد الميلاد أن الجمهورية الجديدة هى جمهورية الحلم والأمل.. هى الجمهورية القادرة وليست الغاشمة سوى خير برهان على ما شاهدناه خلال افتتاح منتدى شباب العالم والذى تلقى أكثر من 500 ألف طلب تسجيل من شباب العالم للحضور والمشاركة.



 

ولعل عنوان الجلسة الرئيسية «جائحة كورونا.. إنذار للإنسانية وأمل جديد لها» كان دليلاً واضحًا أن الجمهورية الجديدة القادرة على إقامة مثل هذا التجمع الشبابى الأكبر على مستوى العالم وسط إجراءات احترازية مشددة فى ظل ما نشاهده من تداعيات سلبية لتلك الجائحة على مستوى محيطنا الإقليمى لهو خير دليل أن مصر قادرة.

خلال الجلسة الرئيسية والتى شارك فيها كل من رئيس جمهورية مالطا، رئيس دولة رومانيا، رئيس جمهورية كولومبيا، رئيس جمهورية زامبيا، رئيس وزراء تنزانيا، وزيرة الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وممثل الرئيس والصينى، وأخيرًا الممثل السامى لتحالف الحضارات.

تحدث الجميع عن جائحة كوفيد 19 وكيف أثرت على الإنسانية بشكل عام، كما تحدث أيضًا الرئيس السيسى عن التحديات والصعاب التى واجهت مصر وكيفية التغلب عليها.

 رسائل للعالم

كانت أبرز رسائل الرئيس السيسى خلال تلك الجلسة المهمة هى التأكيد على أن جائحة كورونا تعد تحديًا عظيمًا واجه الإنسانية فى العصر الحديث، وشكلت تحديات أخرى مركبة منها السياسية والاقتصادية.

وأضاف الرئيس: «فى كل محنة تولد منحة، فى التحديات التى نتجت عن كورونا، هناك دول طبقت الإغلاق الكامل وقطاعات توقفت بشكل كامل زى الطيران، كنا نتصور أن الخسائر ستكون عدة آلاف سواء فى الإصابات أو الموتى، لكن فوجئنا أن الأرقام عدة ملايين».

وتابع السيسى: «عشان أتكلم على وضع كورونا فى مصر لازم أتكلم على موضوعين، الصحة والاقتصاد، إحنا فى مصر اتبعنا استراتيجية الإغلاق المؤقت مع الإجراءات الاحترازية، والحقيقة نتيجة الوفيات والإصابات إيجابية جدًا قياسا بالدول التى بها نفس عدد السكان تقريبًا».

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على خطورة فيروس سى على صحة المواطنين لاسيما فى الوقت الحالى الذى يشهد جائحة كورونا، متسائلاً: «لو كانت مصر واجهت الجائحة بهذا الحجم من المصابين بهذا المرض، تتصوروا كام فى المائة كان ممكن نفقدهم أثناء الجائحة، 10 %.. 

20 % من المصابين، سواء كانت الأمراض المزمنة أو فيروس سى».

أكمل الرئيس: «خرجنا فى 2018 و2019 من هذه المبادرات بقدرة صحية لا بأس بها، وتم التعامل بها مع كورونا»، مبينا أن هناك دولاً اتخذت إجراءات الإغلاق الكامل بسبب كورونا لفترات ليست بالقصيرة، وأخرى اتخذت إجراءات إغلاق مؤقت، ومصر كانت من الدول التى أطلقت استراتيجية خاصة بالإغلاق المؤقت مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية التى تكفيها شر هذا المرض بقدر الإمكان.

وحول برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى قامت به مصر قال الرئيس: (إن مصر استطاعت الخروج بقدرات صحية لا بأس بها بعد تطبيق العديد من المبادرات الصحية فى 2018).

وتابع: (كان لبرنامج الإصلاح الاقتصادى دور مهم فى استيعاب تداعيات أزمة كورونا.. يجب القول أن برنامج الإصلاح الاقتصادى، كان به قسوة شديدة على المصريين».

وأكمل: «جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على الكثير من القطاعات تأثرت منه السياحة والطيران، ولذلك أطلقنا مشروعات قومية كثيرة لتجهيز الدولة للانطلاق نحو مستقبل أفضل، بجانب العديد من المبادرات القومية.. هذه المبادرات استهدفت دعم العمالة المؤقتة خلال جائحة كورونا ولم تتوقف المشروعات القومية».

وأضاف الرئيس السيسى خلال كلمته فى الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم، بعنوان: «جائحة كورونا – إنذار للإنسانية وأمل جديد»: «كل دولة لها خصوصية فى مسارها للتعامل مع مثل هذه الأزمات طبقا لعوامل واعتبارات أتصور أنها تمثل خصوصية لكل دولة مع إطار عام بيجمعنا بالكامل».

وتابع الرئيس السيسى: «فى النهاية عاوز أقولكم على حاجة.. دائما أبص على موضوع الفيروس.. وأقول ده بيرسل لنا رسالة لنا يقول: أيها البشر انتبهوا.. أنتم لستم قادرين على تحدينا».

 رؤساء الدول المشاركون

شارك فى الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم: مالطا جورج فيلا، ورومانيا كلاوس يوهانيس، ورؤساء كولومبيا إيفان دوكى، ورئيس جمهورية زامبيا هاكيندى هيشليما، ورئيس وزراء تنزانيا قاسم مجاليوا، وشما المزروعى وزيرة الدولة لشئون الشباب بدولة الإمارات، نائب رئيس رابطة الشباب الصينى وذلك نيابة عن الرئيس الصينى شى جين بينج، ميجال موراتينوس وكيل سكرتير العام للأمم المتحدة والممثل السامى لمنظمة الأمم المتحدة للتحالف من أجل الحضارات، السفير الأمريكى بالقاهرة جوناثون كوهين.

أكد رئيس مالطا جورج فيلا ثقته - فى كلمته عبر الفيديو كونفرانس أن الموضوعات التى سيناقشها منتدى شباب العالم سوف تساهم فى تبادل الأفكار على المستويات السياسية والدولية، مشيرًا إلى أنها «جاءت فى وقتها»، معربا عن شكره للرئيس السيسى لدعوته له للحديث فى هذا الحدث المهم، الذى يضع الشباب فى جوهر نقاشاته ويعد من أهم الأحداث، لاسيما فى ظل السيناريو العالمى القاتم الذى صنعته الجائحة.

فى حين أكد رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس - عبر «الفيديو كونفرانس» - أن منتدى شباب العالم بات عنصرًا مهمًا فى حركة الشباب العالمى.

وقال رئيس رومانيا: إنه ينبغى أن نكون على يقين أن الشباب هم المستقبل ونحن ندرك تماما الدور الفاعل الذى يلعبه الشباب فى صياغة تنمية مجتمعاتنا وفى الاستجابة إلى التحديات الجارية.

بدوره، أكد رئيس زامبيا هاكيندى هيشيليما - عبر الفيديو كونفراس - أن بلاده تقدر وتثمن الفرصة التى يقدمها منتدى شباب العالم للشباب من أجل الاستماع إلى أصواتهم والتعرف على ابتكاراتهم وإبداعاتهم.

من جانبه، دعا رئيس وزراء تنزانيا قاسم مجاليوا، إلى بذل جهود مشتركة بين الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة والمؤسسات الإقليمية والدولية، لوضع استراتيجيات وسياسات شاملة للتغلب على التحديات العالمية.

وقال مجاليوا - عبر الفيديو كونفرانس - إن بلاده تشجع أن يكون منتدى شباب العالم، منصة مستدامة من أجل الاستماع إلى كافة الرؤى، وتمكين الشباب للانخراط مع صناع السياسات من أجل جعل عالمنا أفضل.

من جانبها، قالت وزيرة الدولة الإماراتية لشئون الشباب الدكتورة شما المزروعى، إن مصر بمثابة القلب للعرب كافة، واصفة مصر بـ«وطننا الثانى».

وأعربت المزروعى عن شكرها للرئيس السيسى على دعوته لحضور فعاليات المنتدى، مؤكدة أن مصر لها مكانة خاصة فى نفوس الإماراتيين «عيال زايد»، وكل العرب متفقون على التحرك تجاه مصر بالعاطفة قبل أى اعتبار آخر، مذكرة بكلمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: « نهضة مصر هى نهضة الأمة العربية كلها».

فيما أكد فو جين بانك الممثل الخاص للرئيس الصينى ونائب رئيس رابطة الشباب الصينى أن الشباب هم الأساس للحفاظ على السلم العالمى ولقيادة التنمية.

وقال عبر الفيديو كونفرانس: إن العالم مر بتغيرات كبيرة فى هذا القرن الجديد، والشباب بدورهم يواجهون تحديات معقدة ومركبة فى مجالات عدة مثل الصحة والتعليم والوظائف.

من ناحيته، أكد السفير الأمريكى بالقاهرة جوناثان كوهين - فى كلمته خلال الجلسة الرئيسية أن التعاون بين الحكومتين المصرية والأمريكية من أجل تخفيف توابع جائحة كورونا، عكس تعاونا وثيقا واستراتيجيا بين البلدين.

وقال إن البلدين عملتا معا منذ بدء الجائحة لضمان الحد من انتشار الجائحة، مشيرا إلى أن بلاده شاركت بأكثر من 50 مليون دولار لمساعدة الحكومة المصرية على مجابهة تداعيات الجائحة فضلا عن التبرع بعدد كبير من الأجهزة الطبية والاختبارات، كما وفرت بالمشاركة مع «كوفاكس» أكثر من 60 مليون جرعة من اللقاحات لمصر.

وأعرب جوناثان عن شكره للرئيس السيسى، لما أبدته مصر من سخاء بالغ عندما تبرعت بالعديد من الأجهزة الطبية والمستلزمات للدول الأخرى للتعامل مع أزمة كوفيد.

وأشار إلى أن التعاون مع مصر فى مواجهة كورونا لم يكن التعاون الوحيد، حيث تم التعاون فى مجال مجابهة تغير المناخ الذى أصبح أكثر إلحاحا من أى وقت مضى، لافتا إلى أن مصر تتخذ خطوات جادة نحو علاج هذه المشكلة وذلك من خلال تغيير قطاعات كبيرة من استهلاكاتها فى الطاقة إلى قطاعات خضراء.

أما الممثل السامى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات يجال موراتينوس، فقال: إن منتدى شباب العالم يمثل فرصة ذهبية استثنائية جمعت شباب العالم فى حوار تفاعلى واحد.

وأضاف أن رؤية الرئيس السيسى هى خلق جسر لجمع شباب العالم من أجل إيجاد أرضية مشتركة للفهم بين الشباب وصناع القرار لسماع أصواتهم وسماع أصوات صناع القرار.

 فيلم تسجيلى

بدأت الجلسة بعرض فيلم تسجيلى، أوضح أن جائحة كورونا شكلت إنذارا وأملا بالنسبة للعديد من القضايا التى وحدت الإنسانية بأسرها، مشيرا إلى أن الجائحة هى وقفة أكيدة من أجل مراجعة السياسات بعناية وبخطوات قادمة لإكمال المسارات التنموية التى بدأت.

وأعرب الرئيس السيسى - فى ختام الجلسة - عن شكره لجميع المسئولين الذين ألقوا كلماتهم خلال الجلسة، مشيدا بما طرحوه من موضوعات فى هذه الكلمات، مضيفا أن الجميع اتفق على أنه رغم قسوة محنة (كوفيد 19)، إلا أنها ألقت الضوء على أهمية زيادة التواصل والاستعداد لإتاحة فرصة أكبر لشباب العالم أجمع؛ ليكون له مشاركة أكثر فعالية من الواقع الحالى.

وعقب كلمة الرئيس السيسى، انتهت فعاليات الجلسة الرئيسية للمنتدى

افتتاح مبهر 

خلال افتتاح المنتدى رافق الرئيس والسيدة قرينته انتصار السيسى خلال دخوله قاعة الاحتفال الرئيسية كل من: الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتى وقرينته، وولى عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثانى، وشهد افتتاح منتدى شباب العالم، الذى انطلق الاثنين، تحت شعار «العودة معا»، عرضا قدمه إنسان آلى (روبوت)، حول الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها اللجنة المنظمة مع شركات متخصصة فى مجال التأمين الطبى لمكافحة فيروس كورونا المستجد بتطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا.

ووقف الروبوت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى والحضور من ضيوف مصر والمشاركين من 196 دولة، مستعرضا الإجراءات التكنولوجية التى اتخذتها اللجنة المنظمة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث جرى تعقيم الأسطح باستخدام تكنولوجيا الأشعة فوق البنفسجية وتعقيم الهواء باستخدام أحدث الأجهزة فضلا عن تعقيم جميع وسائل المواصلات والتأكد من استخدام مجموعة أدوات العناية الصحية الخاصة بكل زائر، إلى جانب استخدام التكنولوجيا غير المسبوقة لتقليل التعامل البشرى وزيادة وعى الزوار.