زيارات حكومية وسياسية للبابا تواضروس للتهنئة.. وشوارع مصر تتزين بأشجار الكريسماس دولة المواطنة تحتفل بعيد الميلاد المجيد

وفاء وصفى
احتفلت الكنائس المصرية بعيد الميلاد المجيد فى وسط أجواء احتفالية شملت الدولة المصرية كلها.. فمنذ بداية شهر ديسمبر الماضى تزينت الشوارع المصرية بألوان الكريسماس المميزة، فتألقت الشوارع بالأخضر والأحمر والذهبى، كما تزينت الميادين بأشجار الكريسماس وبابا نويل والنجوم الذهبية.
وتأكيدًا لفكرة الجمهورية الجديدة وترسيخًا لدولة المواطنة توافد على الكاتدرائية أغلب الوزراء والقيادات الحكومية وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وكان فى استقباله البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى المقر البابوى بالقاهرة، وكان يرافقه وزير المالية محمد معيط، حيث قدما التهنئة لقداسته بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وثمن البابا جهود الحكومة المصرية للارتقاء بالوطن وتسهيل حياة المواطنين، ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء عن تمنياته بأن يُعيد الله عز وجل هذه المناسبة الغالية على قداسة البابا، وجميع المواطنين الأقباط، بوافر الصحة ودوام التوفيق، وأن يديم على وطننا ومواطنيه الخير والأمن والسلام.
وجاءت هذه الزيارات والتى كانت أبرزها زيارة وزير الدفاع والمجلس الأعلى للقضاء وغيرهم من القيادات الحكومية تأكيدًا على أن مصر لكل المصريين وهو المبدأ الذى رسخه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس كل المصريين عندما بدأ يذهب للمصريين فى الكاتدرائية فى عيد الميلاد المجيد كل عام لتهنئتهم جميعًا فى عيد الميلاد المجيد، وانطلاقًا من هذا المبدأ ترسل الدولة المصرية رسالة واقعية للعالم كله عن تغيير واضح وملموس فيما يخص المواطنة الحقيقية التى أصبحت تعيشها الدولة بشكل واضح للجميع.
ويعد عيد الميلاد ثانى أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة المجيد، ويُمثل تذكار ميلاد المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الغريغورى واليوليانى غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.
ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد المسيح فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ
ويترافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وإنشاد الترانيم الميلاديَّة وتناول عشاء الميلاد.
ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد فى العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية، وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين ثقافيًا بالعيد أيضًا.
فى المسيحية المبكرة لم يتم الاحتفال بعيد الميلاد، لاحقًا ومع بدء ترتيب السنة الطقسيّة اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد قبل أن يتم الركون إلى تاريخ 25 ديسمبر بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال. غير أن بعض الكنائس كالكنيسة الأرمنيّة كانت ومن قبل التحديد فى 25 ديسمبر قد جمعت الميلاد مع الغطاس فى عيد واحد، ما دفع إلى إقامتها الميلاد مع الغطاس فى 6 يناير لاحقًا، ومع إصلاح التقويم اليوليانى ونشوء التقويم الغريغورى المتبع فى أغلب دول العالم اليوم، نشأ فرق فى التوقيت بين 25 ديسمبر اليوليانى الشرقى و25 ديسمبر الغريغورى الغربى، ولكون الفرق يتزايد بمرور القرون، فالفرق حاليًا ثلاثة عشر يومًا وغدت الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى الشرقى تُقيم العيد فى 7 أو 8 يناير فى حين تُقيمه الكنائس التى جمعته مع عيد الغطاس على التقويم الشرقى فى 19 يناير رغم قلّة عددها وأبرزها بطريركية الأرمن الأرثوذكس فى القدس، فى حين أن بطريركية كيلكيا اعتمدت التقويم الغربى وباتت تُقيم عيد الميلاد مع عيد الغطاس فى 6 يناير المألوف.
وعادة يعد اللونان الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضًا بشيء من اللونين الذهبى أو الفضى يرمز اللون الأخضر «للحياة الأبدية» خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التى لا تفقد أوراقها، فى حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه.
تاريخ نشوء زينة الميلاد طويل للغاية ويرجع للقرن الخامس عشر ، حيث انتشرت -وفى لندن تحديدًا- عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة، تشمل زينة الميلاد شجرة العيد وهى رمز لقدوم المسيح إلى الأرض من ناحية، وهو حسب التقليد يجب أن تكون من نوع شجرة اللبلاب بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع وإبرها إلى تاج الشوك الذى ارتداه خلال محاكمته وصلبه وفق العهد الجديد.
يلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهى أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة يسوع منتشرًا فى روما خلال القرن العاشر، وكان القديس فرنسيس الأسيزى قد قام عام 1223 بتشييد مغارة حيّة، أى وضع رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار.
وانتشر بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد فى أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهى تمثل حدث الميلاد. إلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ الأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبية والملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم -رمزًا لنجم بيت لحم- تعتبر داخلة فى إطار زينة الميلاد التقليدية.
ذلك يشمل أيضًا وجوه لبابا نويل وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرها الغزلان؛ أما الأكاليل «الأغصان دائمة الخضرة» فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ لإظهار أن المسيحيين يؤمنون بأن يسوع هو نور العالم.