الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
انتهى الدرس  يا كيروش

انتهى الدرس يا كيروش

المقدمات الهزيلة تؤدى إلى نتائج سيئة وانكسار، وضياع الحلم العربى يتحمل مسئوليته بالكامل الجهاز الفنى لمنتخب مصر والبرتغالى كارلوس كيروش الذى تحدى وجهازه الجميع وفاجأ الشارع الكروى  باختيار عناصر غريبة  وضعيفة وتحويل المنتخب المصرى إلى حقل تجارب فى بطولة توافرت فيها كل الظروف للفوز بها  وسط جماهير مصرية عاشقة تنتظر الفرحة؛ لكن  عناد كيروش كان وراء هذا الظهور المتدنى لمنتخب الفراعنة.



الكارثة أن كيروش لم يكتف فقط باختيار عناصر خارج الصندوق والتوقعات  والدفع بها فى التشكيل الأساسى واستبعاد أسماء مهمة مثل طارق حامد ورمضان صبحى وعبدالله السعيد؛ بل واصل تخاريفه فى تغيير مراكز أبرز العناصر المؤثرة  فأفقدها توازنها فى بطولة كانت فى المتناول.

فمحمد شريف القناص فى مركز رأس الحربة بات بديلًا وعندما دفع به أشركه فى غير مركزه وتكرر المشهد نفسه مع صانع الألعاب والموزع «قفشة» ومصطفى فتحى الذى أصابه أسلوب لعب كيروش بالغيبوبة  بينما تحول محمد سيد زيزو إلى لاعب فاقد للذاكرة ليظل محمد صلاح دون منافس؛  بل أنه أهان رقم فانلته الشهيرة رقم 10 على مذبحة لاعب دون المستوى ولا يملك أى خبرات دولية، فضلًا عن أنه  فشل  فى اكتشاف بديله حتى اللاعب الذى أثبت نجاحًا فى المنتخب وهو «أحمد رفعت» وكان من الممكن أن يكون مؤثرًا أجلسه البرتغالى على مقاعد البدلاء.

فى مباراة تونس التى خسرناها فى الوقت القاتل، مارس كيروش هوايته فى العناد والإصرار على مستوى التشكيل وخطط اللعب والرهان على عناصر تفتقد للخبرة وثبت فقرها فنيًا. والمحصلة كانت فى صورة أداء هزيل وتراجع مخيب للآمال لخصها 8 ركنيات لتونس مقابل  ركلة وحيدة فى الوقت بدل الضائع لمصر  فى الشوط الأول، وتوهان حسين فيصل وغيبوبة مراون حمدى  وارتفاع الاستحواذ لمنتخب تونس كلها ثوابت تؤكد أن منتخب الفراعنة مرفوع من الخدمة فى النصف الأول للمباراة، هذا الشوط الذى واصل فيه كيروش عناده فى التشكيل الذى بدأ به المباراة والإصرار على جلوس محمد شريف المهاجم الهداف وأيضًا أحمد رفعت الوحيد الذى قدم أوراق اعتماده  بأداء مقنع وبأجمل هدف فى البطولة.

وفى الشوط الثانى لم يتغير الوضع واستمر الاستحواذ التونسى والغريب أنه أخرج فى بدايته صانع الألعاب الوحيد محمد مجدى قفشة ونزول مصطفى فتحى  الذى لا يجيد إلا اللعب على الطرف الأيمن،  تلاه تغيير أغرب  بنزول محمد شريف ودفعه فى غير مركزه وخروج حسين فيصل ثم أسامة فيصل الذى لم يلعب ولا يمتلك خبرة المباريات الكبيرة أمام منافس قوى  وخروج اختراعه «مروان حمدى» فى الوقت الذى انتظر فيه الجميع نزول أحمد رفعت وعودة محمد شريف إلى مكانه المفضل. والمحصلة كانت تغييرات غير مفهومة كانت مقدمة لهزيمة قاتلة وعدم بلوغ المباراة النهائية وتحقيق الحلم العربى الكروى بالفوز بكأس العرب والاكتفاء بالمنافسة على المركز الثالث فى مباراة قطر اليوم، مع خسارة ثلاثة ملايين دولار بسبب فقدان المركز الأول والجائزة المالية الكبرى التى تبلغ خمسة ملايين دولار الممنوحة لبطل الكاس.

إن الصورة التى ظهر بها منتخب مصر تستوجب إعادة ترتيب الأوراق ومحاسبة كيروش الذى يسير بمنهج «خالف تعرف» ويطبق النظريات الميتافيزيقية بينما كان فى مقدوره بناء منتخب فى غياب المحترفين بالاعتماد على عناصر المنتخب الأوليمبى العائد من أوليمبياد طوكيو مع دخول عناصر محدودة من اللاعبين الجدد بدلا من تحويل منتخب مصر إلى حقل تجارب فى بطولة مهمة ومؤثرة.

لقد حان الوقت لإعادة النظر فى تشكيل الجهاز المعاون والعقيم لوقف تخاريف البرتغالى كارلوس كيروش  ونحن على أعتاب بطولة أفريقيا ومحطة العتبة الأخيرة للوصول لكأس العالم 2022 بقطر.. وأخيرًا فقد انتهى الدرس ياكيروش إما أن تعيد حساباتك ونظرياتك؛ أم أنك ترحل مع جهازك قبل فوات الأوان.