الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شعاع أمل.. مَولد الهُدَى

شعاع أمل.. مَولد الهُدَى

فى هذه الأيام من شهر ربيع الأول يحتفل المسلمون بمولد النبى- صلى الله عليه وسلم-، وإذا كان الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ارتبط منذ عشرات؛ بل مئات السنين بحلاوة المولد.. ولكن منذ أعوام قليلة بدأ الوعى يزداد بأن الاحتفال بمولد الرسول- صلى الله عليه وسلم- يجب أن يكون باتباع سُنته وهَديه، فهو الرسول الذى ختم به الله رسالات السماء وقال فى حقه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، رحمة للإنس والجن وسائر المخلوقات.. فشريعة الإسلام التى توفى بالعهود وتنهى عن الغش والخداع وتأمر بالصدق وتنهى عن قول الزور وتحترم الكبير وتعطف على الصغير وتنهى عن الفحشاء والمنكر وغيرها من القيم التى قام سيدنا محمد بترسيخها فى المجتمع والتى يستفيد منها المسلم وغير المسلم على السواء. 



ففى مجتمع قِبَلى جاهلى لا يعلم شيئًا عن رسالات السماء ويعيش فى فسق وفجور وظلم وعبودية وشرك بالله وعبادة أوثان.. جاء الهادى البشير ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، لكن قومه رفضوا الإيمان بالرسالة التى ستساوى بين البشر وأنه لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى.. رفض سادة قريش الهداية خشية أن يفقدوا سُلطانهم وجبروتهم وظلمهم وأخذوا فى تعذيب المستضعفين ممن آمن بما جاء به محمد- صلى الله عليه وسلم- وكان عدم إيمانهم يسبب حزنًا كبيرًا للنبى الكريم واستمر فى دعوتهم لعلهم يهتدون، ولما اشتد أذى المشركين للمسلمين هاجر الرسول إلى يثرب التى عُرفت بعد الهجرة بالمدينة المنورة.. ومن المدينة انطلق نور الهداية والإسلام إلى كل بقاع الأرض. لذلك علينا فى ذكرى مولد النبى- صلى الله عليه وسلم- أن نتبع سُنته ونسير على هديه، فهو الرسول ذو الخُلق العظيم والعفو الكبير حتى إنه فى فتْح مكة على يد الرسول وأصحابه لم يفعل أى شىء لهؤلاء الذين آذوه هو وأصحابه؛ بل عفا عنهم وقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».. كما لم يدعُ رسول الله على قومه جرّاء عدم إيمانهم كما فعل رُسُل الله السابقون.. وكان إذا قيل له ادعُ عليهم قال: «لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله»؛ بل كان شديد الحزن لعدم إيمانهم لخوفه عليهم من عقاب الله.. وهذا يدل على ما يحمله هذا القلبُ الكبير من حب الخير للناس كافة وصدَق الله العظيم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.