احموا «مينا» من تهديدات القتل حتى يكتمل القصاص لـ «إسلام»

شوقى عصام
ماذا لو كان قتل الشاب المسيحى «مينا» على يد المسجل خطر «فهد الأحمد محمد حسن»؟.. هل كان الأمر سيقف عند حادث القتل العادى أم يتطور ويتحول إلى فتنة طائفية فى منطقة شعبية مثل «بولاق الدكرور»؟!
سؤال يجب أن ينظر له من جانب الجهات المسئولة فى ظل دولة تعانى من اضطرابات يستغل من خلالها علاقة المسلم والمسيحى، هذه العلاقة التى أخذت مشهدين منذ 3 أشهر مع مقتل الشاب «إسلام» بطعنات نافذة متعمدة حسب تحريات المباحث التى قامت عليها تحقيقات النيابة على يد «فهد» داخل سيبر للإنترنت يشرف عليه «مينا» المسيحى الذى كان أقرب إلى الموت.
لولا تدخل «إسلام» للدفاع عنه، فسقط غارقا فى دمائه بواسطة 3 طعنات، المهم هنا أن هذا الحادث كان متزامنا مع حوادث طائفية متفرقة منها حادث كنيسة الوراق، ولكنه لم يأخذ الضجة الإعلامية أو الاهتمام السياسى الذى يحيط بأى حادث يكون طرفاه مسلما ومسيحيا.
«مينا جرجس ميخائيل» حضر إلى «روزاليوسف» برفقة «بخيتة محمود عثمان»، والدة القتيل «سامح على عبد العال» الشهير بـ «إسلام»، لشعورهما بوجود إجراءات غريبة تسيطر على سير القضية، أهمها أن النيابة حتى الآن لم تستدع الشاهد الرئيسى «مينا» لأخذ أقواله والذى كان طرفا أساسيا، حيث تلقى «إسلام» طعنات الموت بدلا منه، فضلا عما يتعرض له من تهديدات داخل منزله من قبل أفراد تابعين لـ «فهد»، مهددين إياه بتغيير أقواله، وهو ما دفعه للهروب من المنزل هو وأسرته، مقدمين استغاثة لرئيس الجمهورية المؤقت «عدلى منصور»، ووزير الدفاع الفريق أول «عبدالفتاح السيسى»، والنائب العام «هشام بركات»، بحماية حياة «مينا» المتمسك بشهادة الحق، لمساعدة القضاء فى القصاص لصديقه، من تهديدات القتل له ولأسرته، التى ستنفذ فى حالة وقوفه أمام المحكمة فى 23 نوفمبر الجارى، ليحكى ما حدث!
«مينا» الذى يعيش حالة من الارتباك والخوف على حياته وحياة أسرته قال: لا تهمنى حياتى لحين القصاص لصديقى «إسلام» عبر شهادتى، لقد قتل بدلا منى، وأخذ الطعنات دفاعا عنى وأزمتى الوحيدة الآن أن المحاكمة ستكون فى 23 من الشهر الجارى، فى حين أن النيابة لم تستدعنى للشهادة على الرغم من أننى الشاهد الرئيسى والوحيد، وفى نفس الوقت لم يصلنى حتى الآن طلب من المحكمة لحضور الجلسة.
وقص «مينا» الواقعة قائلا: أنا مسئول عن محل سيبر للإنترنت، وكان صديقى «إسلام» هو مسئول صيانة الأجهزة، وكان شابا ناجحا فى هذا المجال لدرجة أن صاحب المحل قرر افتتاح فرع آخر للمحل بالشراكة مع «إسلام» بالمجهود، وخلال الاستعداد لافتتاح الفرع الجديد دخل علينا «فهد»، وهو بلطجى مشهور بفرض الإتاوات، فضلا عن قيامه باستخدام أجهزة السيبر دون دفع أى أجر، وكنا نستسلم دائما لهذا الأمر، حتى نتجنب المشاكل معه، وفى هذا اليوم كانت جميع الأجهزة فى المحل محجوزة، ومع إلحاحه اتفقت معه على الجلوس على أحد الأجهزة لحين مجىء أصحاب الحجز، وبعد فترة طلبت منه مغادرة الجهاز إلى جهاز آخر لأن صاحب الحجز حضر، فرفض وقام بضربى وبعد تدخل البعض، قام بمغادرة المكان متوعدا بإحضار سلاح لقتلى، ووقتها قال لى «إسلام» إن الأمر لن يتعدى التهديد ولن يعود، وبعد نصف ساعة، حضر «فهد» شاهرا مطواة «قرن غزال»، وهنا توجه لى فعارضه «إسلام» الذى حاول إرجاعه وتهدئته، فقام بتوجيه عدد من الطعنات فى البطن والقلب حسب تقرير الطب الشرعى.
وتابع «مينا»: خرج «فهد» مسرعا من السيبر، مشهرا للمطواة الملطخة بدم «إسلام»، واستطاع الهرب دون اعتراض الأشخاص الجالسين فى المقهى المجاور للسيبر، خشية الإصابة بسوء، نظرا لشهرته بأنه طيلة الوقت تحت سيطرة المخدرات التى يدمنها، بالإضافة إلى قيامه ببيعها، وهذا هو سبب الخلاف بيننا وبينه، حيث كان يحاول بيع المخدرات لرواد السيبر.
السيدة «بخيتة» أو «أم إسلام» قالت لنا إنها لن تشعر بوجودها فى بلد محترم يحمى حقوق الفقراء من أى بلطجة، إلا بعد القصاص لابنها، وتابعت: بعت اللى ورايا واللى قدامى عشان أجيب محامى وأنا لا أحتاج مالاً، ولكن حق دم ابنى هو المهم.
وأردفت والدة «إسلام»: إن النيابة لم تقم باستدعائى حتى الآن، فى حين أن ابنى قتل لدفاعه عن شخص آخر، ولا يهم هنا كونه مسلما أو مسيحيا، فهو صديقه فى جميع الأحوال وأنا راضية بقضاء الله، ولكن ما أطلبه هو مواجهة المحاولات التى تتم حاليا من حيث استدعاء شهود زور ومحاولات أخرى تهدف إلى إنهاء الجريمة على أنها «قتل خطأ»، وذلك بسبب ثغرات وعوار فى القانون لأن القاتل كان يتعمد قتل «مينا»، ولكن ما حدث أن «إسلام» هو الذى قتل، فإذا كان القتل خطأ هل يكون بـ 3 طعنات نافذة، كل ما أتمناه هو القصاص لابنى الذى لم تخط قدمه قسم الشرطة، فضلا عن أنه الكفيل لى أنا وأشقائه، كل هذه الأمور لا تهمنى، المهم هو حق ابنى!