الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المخرجة «ساندرا نشأت»:الديمقراطية فى مصر مثل أغانى أم كلثوم

المخرجة «ساندرا نشأت»:الديمقراطية فى مصر مثل أغانى أم كلثوم
المخرجة «ساندرا نشأت»:الديمقراطية فى مصر مثل أغانى أم كلثوم


 
يتحدث الجميع فى السياسة حتى تحولت مصر إلى 80 مليون محلل سياسى يقوم بالتنظير وإبداء وجهة نظره فى الأحداث الجارية، ولكن هل الصورة كانت بهذا العمق، هل حقا أصبح لدى المصريين نضجا ووعيا يجعلهم على دراية بأبسط مصطلحات اللعبة السياسية وهى «الديمقراطية».
 
ساندرا نشأت المخرجة الشابة التى تسير بخطوات متزنة لتحقيق مشروعها السينمائى، وكعادتها على التفرد والاختلاف، ونزلت الشارع لتبحث عن إجابة لهذا السؤال بسيط فى فيلمها الذى لا يتجاوز السبع دقائق «الديمقراطية يعنى إيه»، على أصداء صوت أم كلثوم الملىء بالشموخ والعزة.
 
روزاليوسف التقت المخرجة ساندرا نشأت لنتعرف منها على كواليس تجربتها الفنية ومحنة الديمقراطية وقراءتها للأوضاع السياسية والإجابة على أسئلة أكثر معنا.
 
∎ ما هى الأسباب التى دفعتك لتقديم فيلم «الديمقراطية يعنى إيه»؟
 
- كنت أريد أن أضع «سبوت» على حاجة معينة، وهى مهمة الأفلام التسجيلية، بأن تقومى بإضاءة قضية معينة، وفكرت فى هذا الفيلم بعد الجدل الدائر لوصف ما حدث فى 30 يونيو، وهل هو ثورة أم انقلاب، وأحاديث العالم الخارجى وإصرارهم على وصف ما حدث بأنه انقلاب، وفى نفس الوقت ضيق الشعب المصرى من هذا الموقف، والحرص دائما من الدولة على توضيح الصورة الصحيحة، فأدركت أن الأهم نسمع صوتنا أولا، والأمريكان والغرب «يسمعوا اللى يسمعوه»، لأنه مهما قدمنا لهم أنها ثورة شعبية، هم لديهم صورة معينة لا يريدون تغييرها .
 
ومن ثم قررت أن أعمل فيلم عن رؤية الناس البسيطة لمعنى الديمقراطية.
 
∎ ما هى الإجابة التى وصل إليها فيلمك فى 7 دقائق عن الديمقراطية؟
 
- فى الحقيقة نزلت لكى أعرف الإجابة على كل ما يقال، بأن المعزول جاء بالديمقراطية، ولكن هل قدم إنجازًا حقيقيًا أم لا، ولكن اكتشف أن مش كل الناس عارفة يعنى إيه ديمقراطية، هما حاسينها وفاهمينها، لكن لا يعرفون الكلمة، وهو نفس الشىء مع أغانى أم كلثوم، الجميع يستمعون لها، ولو كانوا فقراء، لديهم إحساس عال بها، وقد يكون هناك الكثير من المعانى والكلمات فى أغانيها لا يعرفون معناها ولكنهم يظلون متواصلين ومستمتعين بها.
 
∎ وهل كان ذلك سببا فى اختيار صوت أم كلثوم ليعلق على أحداث الفيلم؟
 
- لأنك تشعرين دائما بأن أم كلثوم بتاعتنا كلنا، الغنى والفقير والسياسى، أصبحت أم كلثوم هى صوت مصر بكل فئاته مستوياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
 
∎ ما هى أماكن التصوير التى وقع اختيارك عليها وما الوقت الذى استغرقته للتصوير؟
 
- أنا نزلت صورت فى وسط البلد، وكنت متأكدة أنى هلاقى فيها كل الشرائح والمستويات الاجتماعية، والتصوير لم يأخذ سوى يومين، بإجمالى 5 ساعات تصوير.
 
∎ ما هى أبرز التعليقات التى فاجأت المخرجة ساندرا نشأت؟
 
- الشعب المصرى فى الحقيقة مبهر جدا، لكن أحد الشخصيات توقفت كثيرا أمام جملته العميقة وكان يعمل بوابا وهى عندما سألناه عن معنى الديمقراطية قال «الصلح مع الوطن» كانت كلمة كبيرة جدا، جميع الوجوه التى تقابلنا معا كان لديها طاقة كبيرة للحديث، والمشاركة، وجميعهم لديهم مشكلات، ولكن مع ذلك كانت الضحكة لا تفارق وجوههم، فاجأنى إيمانهم بالأمل وصلابتهم، بل وتكيفهم مع واقعهم، إنهم حقا شعب عظيم .
 
∎ ولكن كيف ترى بعد ثورتين.. غياب معنى الديمقراطية عند هذه الطبقات ومن المسئول عن ذلك؟
 
بصراحة وقوة ردت قائلة «احنا النخبة من مثقفين وفنانين، لأننا فقط بنكلم بعض، محدش يوصل للناس، ونزعل فقط من هذه الشرائح عندما يتم استغلال ظروفهم الاقتصادية، فالنخبة هى المسئولة وطول الوقت بيكلموا بعض فى التليفزيونات، مين يتفرج عليك يابنى أصلا، وبعدين نلاقيهم يلوموا «توفيق عكاشة»، بدلا من أن يقوموا باستخدام طريقة مثالية للوصول إلى الناس، وهو نفس السبب فى عدم قراءتهم الجيدة للطريقة التى يستغلها الإخوان والإرهابيون فى الوصول إلى عقول البسطاء، وحشوها بأفكار خاطئة، فعليهم أن يبحثوا عن هذه الطرق ويستغلونها بشكل صحيح لتنوير هذه العقول.
 
∎ كيف يكون هذا التواصل؟
 
- أنا استخدمت أدواتى الفنية فى تقديم فيلم كـ«الديمقراطية تعنى إيه»، ونزلت لهذه الفئات المهمشة، وهذا يجب على شخص فى موقعه، ولكن بكل تأكيد القاعدة الأساسية للتواصل هى التعليم ثم التعليم، فبكل تأكيد بدون هذه القاعدة، هذه الفئات لا تعلم شيئا عن الاستفتاء القادم للدستور، فضلا أنها لا تعلم شيئا عن محتواه، وهل يلبى احتياجاته فى العيش بحياة كريمة أم لا، وبدون التعليم سوف يأتى من يضحك عليه مجددا بالزيت والسكر، ورشاوى مادية.
 
∎ لماذا وقع اختيارك على هذه الشخصيات الثلاث بالفيلم التسجيلى د. سعد الهلالى والأب رفيق جريش، د.عمرو السمرة؟
 
- لأنهم كانوا أكثر شخصيات قادرة على توصيل معنى الديمقراطية للجمهور بشكل بسيط، فضلا عن محبتى لهم وصداقتى بهم، حيث إنهم متعلمون ومثقفون، بالإضافة إلى إن الدكتور الهلالى كان وجهًا مألوفًا بعيدا عن كل الوجوه الرسمية، ورأيت فيه الصوت الإسلامى المتحضر الوسطى المتفتح، ووجدت فيه الشخص الذى ينشر الإسلام بحب.
 
والأمر نفسه مع الأب رفيق جريش، فهو صديق أيضا، خاصة أنى كاثوليكية، فمعرفتى به وبالكنيسة وفر لدى وقت كبير من حيث مواعيد التصوير، أما الدكتور السمرة فتم اختياره وتحديدا بتخصص العيون، لما يحمله من معنى فلسفى، أى عن طريق هاتين العينين نستطيع أن نتفحص حال المجتمع بدقة، ونتعلم كل ما هو جديد.