الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ثورة الحمار المصرى الخرفان يمتنعون

ثورة الحمار المصرى الخرفان يمتنعون
ثورة الحمار المصرى الخرفان يمتنعون


لكننا لم ننصف الخرفان بعد ولم نبرئ ساحتها من كل الأذى والدمار الذى لحق بسمعتها الطاهرة طوال عام كامل من حكم الإخوان حتى ننتصر الآن للحمير!! - أعدكم أننا لن نترك الخراف نهباً للهواجس والنسيان - لكن الحمير أيضاً تستحق الإنصاف.. وتستحق أن نقيم من أجلها وحدها أول معرض فنى للنحت فى مصر.. بل وتستحق أيضاً أن تباع هذه التماثيل فى أكبر قاعات المزادات بلندن وأن يقتنيها مشاهير العالم.
 
عندما كانت كنيسة «العذراء» بالوراق تتلقى وابلاً من رصاص الإرهاب المنتمى أو المنتسب زوراً للخرفانÅكانت كنيسة «سان جونز» بالمعادى تقوم بدور آخر وتتلقى ثمرة جهودها بالعمل على لحمة الوطن ـــ مسلميه ومسيحييه ـــ عندما تلقت نبأ بيع عدد من تماثيل مجسمة للحمير تم بيعها فى قاعة كبرى المزادات فى لندن.
 
كانت نفس الكنيسة «سان جونز» قد أقامت هذا العام معرضاً فنياً كبيراً للنحت يضم أعمال 45 فناناً تشكيلياً مصرياً وأجنبياً يعيشون فى مصر لعمل تنويعات فكرية وسياسية على جسد 45 حمارا فى- حجم الحمار الحى- من مادة الفايبر جلاس.. واختارت الكنيسة الحمار بالذات وتحديداً من بين جميع الحيوانات لما يمثله هذا الكائن الجميل فى الضمير الشعبى المصرى من سلوك وتراث وحكايات خرافية وحقيقية مرتبطة بالإنسان وبالأديان أيضاً.. واختار القائمون على المعرضÅعنواناً له هو «السلام والرحمة» مؤكدين أن الحمار هو حقاً رمز للسلام والرحمة فقد ارتبط الحمار بدور مهم أثناء رحلة العائلة المقدسة فى مصر، كما ورد اسمه فى القرآن أكثر من مرةٍ وتناولته أقلام المبدعين والأدباء كثيرا ليس أولها حمار جحا وليس آخرها حمار الحكيم.
 
ضم معرض «السلام والرحمة» - الذى أقيم فى كنيسة المعادى - تشكيليين مصريين وأجانب من فرنسا وسويسرا وبولندا وأستراليا وأمريكا والنرويج وجنوب أفريقيا والدانمارك يعيشون فى مصر منهم «جورج بهجورى» و«محمد عبلة» و«أشرف رضا» و«إبراهيم الدسوقى» و «هند عدنان» و«رضا عبدالرحمن» و«فريد فاضل» و «كارول حمص» و«كريم عبدالملاك».. بعد ذلك انتقل المعرض إلى كاتدرائية «سان بول» بلندن لمدة 25 يوماً كان يدخله 4000 زائر كل يوم، ثم انتقل 25 تمثالاً من بين الـ45 إلى مزاد عام بيع منها 20 تمثالاً.. وأحد هذه التماثيل كان للفنان «كريم عبد الملاك» بيعت لـ «داليا» ابنة الملياردير المصرى المقيم فى لندن «محمد الفايد» والد «دودى» عشيق الأميرة «ديانا» واللذين ماتا معاً عام 1997 فى الحادثة الشهيرة أيامها.
 
ويخصم مقيمو المعرض المصريون نسبة 20 فى المائة من ثمن بيع التمثال لإنفاقها على أطفال الشوارع.. وباقى نسبة البيع تعود لصاحب العمل المباع من التماثيل المثيرة للجدل والذهن ذلك الحمار الذى صممته هند عدنان وفيه استبدلت أرجل الحمار الأربعة بأربع نساء مليحات فى إشارة واضحة إلى ما تحمله المرأة فوق عاتقها، أو ربما تشير إلى طفاسة الرجل وغرامه باقتناء الجميلات، بينما استبدل الفنان رضا عبدالرحمن وجه الحمار بوجه محمد مرسى، ونقش كريم عبدالملاك تروساً تأكيداً منه على الاستخدام المضنى والقاسى للحمار الذى لا يشتكى ولا يتمرد، بينما نقشت كارول حمص ميدان التحرير فى 25 يناير على جسد حمارها.
 
فى الحقيقة احتفت أكثر من دولة عربية هذا العام بالحمار يعنى تقدر تقول كده إن ده عام الحمار بينما كان العام الماضى هو عام الخروف بامتياز وسبقه أعوام البقرة.
 
فى شهر أبريل من هذا العام أقامت العراق للحمير مهرجاناً ضخما، بينما خصصت اليمن جائزة لأجمل حمار فى مهرجان ضخم ضم مئات الحمير.. لكن المغرب اختلفت عن كل بلدان العرب حين أقامت مهرجانها للحمير تحت عنوان «بحبك يا حمار» فى شهر مايو الماضى.. وكان هذا المهرجان ملتقى لرجال الساسة والفلسفة والفن. وأقيم بنفس المهرجان مسابقة لأجمل حمار وأجمل حمارة.
 
وعليك أن تسأل: متى سيقيمون فى بلادنا العربية مهرجانات ومسابقات ومتاحف للخرفان؟