الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قصص فتيات ظنوا أنهن مجاهدات فى سبيل الله نساء فى مخدع داعش

يبدأ الكتاب بمشهد صراخ شقيقة الإرهابى «هشام عشماوى» من أمام منزلها حين تم القبض على شقيقها قائلة: أخويا اتقبض عليه والله هنولع لهم فى البلد ونخليها نار.. شقيقة هشام عشماوى نموذج لنساء الجماعات الإسلامية فهى فرد فى تلك الجماعة وليست مجرد شقيقة إرهابى.



فنساء الجماعات وطبقًا للتغيرات الاستراتيجية التى حدثت للتنظيمات الإسلامية المسلحة تعدى دورهن مرحلة الأم والزوجة والشقيقة والابنة بل أصبح دورهن لا يقل خطورة عن دور الرجال، فكان لهن دور كبير فى بعض العمليات الإرهابية التى قامت بها تلك الجماعات.

مكانة المرأة داخل كل تنظيم أيضًا مختلفة حسب استراتيجية كل تنظيم، فاليد التى تحمل أحمر الشفاه تستطيع أن تحمل رشاشًا والخصر الذى التف حوله حزام من الستان يبرز جماله التف حوله أيضًا حزام ناسف، وأصبحت هناك مقاتلات وانتحاريات يفجرن أنفسهن، فأصبحت المرأة المتطرفة أكثر خطورة من الرجل بل إنها تصبح حاضنة للإرهابى، خاصة أنها كانت أمًا لأطفال كما أنها تصبح أكثر انتقامًا وتطرفًا إذ قتل زوجها أو شقيقها.

ويعد «داعش» أكثر التنظيمات الإرهابية المسلحة تجنيدًا وجذبًا للنساء فى العمل المسلح وكان التنظيم امتدادًا لجماعة الزرقاوى. فقد أحدث داعش نقلة نوعية لدور المرأة فى التنظيمات المسلحة وتبعه فى ذلك تنظيم بوكو حرام فى نيجيريا.

فنساء داعش لسن أقل خطرًا من الرجال والكثيرات منهن يربين أطفالهن تحت راية «أبوبكر البغدادى» ما جعل منهن ثروة ثمينة بالنسبة إلى التنظيم فهن حاضنات الجيل القادم من مقاتليه.. وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعى أصبح شائعًا استدراج الفتيات صغيرات السن للانضمام للمنظمات الإرهابية وهو ما فعله تنظيم «داعش» الذى كان يمتلك عضوات متخصصات فى اصطياد الفتيات من مختلف العالم كوّن بعد ذلك «كتيبة الخنساء» التى أنشئت تحت غطاء فرض الأمن والتحقق من انضباط النساء وضمت الكتيبة عددًا من الفتيات أعمارهن كانت تتراوح ما بين 18 و25 عامًا من مختلف الجنسيات نجح التنظيم فى استدراجهن وتحويلهن دون أن يشعرن إلى مقاتلات كانت صورهن تنشر فى وسائل الأعلام وأصبحت لديهن ألقاب كـ«مقاتلة داعش الحسناء» و«قناصة داعش» و«جلادة داعش» و«عزرائيل النساء» و«فقيهة داعش».

من الفراش إلى الجهاد

«إن كان الذى يصدك عن الجهاد هو فراق زوجتك الحسناء فاعلم أنها لو كانت أجمل نساء هذا الزمان أليس أولها نطفة قذفت وآخرها جيفة نتنة» هذه الكلمات مثال صغير لنظرة الجماعات الجهادية للمرأة وقائلها هو «د.محمد المقدس» أحد منظرى التيارات «الجهادية» فى حث الرجال على القتال وفى تلك الكلمات يصف الفرق بين نساء الأرض ونساء السماء.

أما بعد تولى البغدادى زعامة تنظيم القاعدة فى العراق، فقد أصبح «داعش» أكثر التنظيمات الإرهابية المسلحة  تجنيدًا وإشراكًا للنساء فى العمل المسلح، كما أصبح أكثر التنظيمات جذبًا للنساء الأجنبيات، وكان لهن أدوار اجتماعية وإدارية ولوجيستية كأمهات وزوجات ومعلمات حتى تدربت لأدوار وظيفية وقتالية مهمة داخل التنظيم فبدأت تشارك فى التخطيط للعمليات التفجيرية ومن هنا تم تكوين ميليشيات نسائية قناصة بالتنظيم.

فقد أحدث داعش نقلة نوعية لدور المرأة فى العمل المسلح، وتبعية تنظيم بوكوحرام، وعلى الرغم من هزيمة التنظيم ومقتل أبرز قادته، فإنه لا تزال الكثيرات بين المقاتلات أو زوجات المقاتلين متمسكات بأيديولوجية التنظيم، فما زلن يفكرن بالنصر وإقامة دولة الخلافة المزعومة.

مراهقات فى فراش داعش

وفى فراش داعش نامت المراهقات ليلًا فى أحضان أزواجهن بعد أن ينقضى يومهن ما بين التدريب على حمل السلاح وخدمتها لزوجها، كانت الليالى تشهد نشوة الزوج الداعشى بعد أن ينهل من جسد فتاة صغيرة آمنت به وبأفكاره وسلمت له عقلها وقلبها قبل أن تسلم له جسدها الصغير يعبث به.. ليالٍ شهدت فض بكارة الأجساد والعقول لمراهقات هاربات من بلاد بعيدة إلى أرض الخلافة المزعومة.

ففى عام 2013 أطلق تنظيم داعش حملة إعلامية كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك عن طريق بث فيديوهات تروج للتنظيم، وكان هدف تلك الحملة إغراء الفتيات والنساء الشابات للالتحاق بالتنظيم فى سوريا والعراق، وتمت مخاطبة النساء الأجنبيات بواسطة نشر صور لرجال شباب يتمتعون بالجاذبية وصور أخرى لنساء محجبات خاضعات لأزواجهن المقاتلين وقصص حب مختلفة من الممكن أن نطلق عليها اسم الجهاد الرومانسى.

والأمثلة على هذه القصص كثيرة منها على سبيل المثال «ليونورا» الشقراء الألمانية ذات الـ16 عاما والتى قررت فى مارس 2015 أن تترك ألمانيا وتتجه إلى سوريا، والتى دخلتها عبر تركيا وتزوجت بعد ثلاثة أيام من دخولها سوريا لتصبح زوجة ثالثة لرجل أفغانى وعن حياتها داخل التنظيم قالت: أمضيت أغلبية السنوات الأربع الماضية فى مدينة الرقة، كنت دائمًا فى المنزل، وحاولت الفرار مرارًا من مناطق داعش، ولكن دون جدوى وحينما سقطت مدينة الرقة تقول «ليونورا»: «تركوا النساء وحدهن وهربوا»، وما زالت تعيش إلى الآن فى معسكر «الهول» بعد رفض حكومة ألمانيا عودتها هى وطفلها الوحيد.

وهناك العديد والعديد من قصص المراهقات والنساء اللاتى ألقين بأنفسهن فى أحضان هذا التنظيم الإرهابى.

المجاهدات السعوديات

66 طفلًا وطفلة سعوديين هربتهم أمهاتهم من المملكة العربية السعودية إلى المجهول، وإلى صراعات لا تنتهى.. فلم يكتف تنظيم داعش بالتغرير بالشباب المسلمين، بل وجهوا بوصلتهم القاتلة إلى النساء والأطفال، نساء تم تجنيدهن يتسللن ليلا من منازلهن وبصحبتهن أطفالهن وأطفال أشقائهن حتى يكونوا جنودًا صغارًا فى جيش الخلافة المزعومة.

قصص كثيرة لفتيات سعين إلى الجحيم فى أرض الخلافة المزعومة منهن «ريما الحريشى» الاسم الذى تردد كثيرًا خلف لافتات «فكوا العانى» وهى تناصر قضية سيدة القاعدة «هيلة القصير» والمطالبة بالإفراج عنها فى الوقت الذى كان زوجها فى السجن لم تكن «ريما» معروفة بأى نشاط قبل أن تنخرط بهذا العمل حتى زواجها من الإرهابى «محمد الهاملى» استطاعت أن تجمع حولها عددًا من النسوة الصغيرات ممن تقل أعمارهن عن 18 عامًا.. ثم هربت إلى سوريا لتلحق بابنها الطفل البالغ من العمر 15 عامًا والذى كان يجاهد مع داعش.

كان مع «ريما الحريشى» حين سافرت إلى الشام طفلان كانت تصورهما وهما يحملان السكين رافعين شعار داعش وكتبت فى تغريدة لها «زوجى العزيز دفنت شوقى إليك وأبيت أن أعيش حياة الذل ورحلت حيث العزة والكرامة ويقينًا بالله أننا سنلتقى فى ربوع أرض الخلافة الإسلامية».

والغريب أن «ريما» رغم هذا الحب الكبير الذى كتبت عنه على مواقع التواصل الاجتماعى لم تنتظر زوجها المسجون فتزوجت من الإرهابى السعودى «أبوحمد الشمالى» فى أغسطس 2015 بعد وصولها إلى سوريا بفترة بسيطة وأصبحت لها شهرة كبيرة داخل التنظيم وأطلقت على نفسها اسم «أم معاذ»، وكانت واحدة من كتيبة «الخنساء» وتولت مسئولية التجنيد الإلكترونى للفتيات والبناء وتسهيل دخولهن إلى سوريا.

وانتهت حكاية «أم معاذ» بمقتلها فى غارة جوية من قوات التحالف.

مصريات داعش

حضور المرأة فى الجماعات الإسلامية المصرية منذ نشأتها حضور باهت لا يتجاوز دور الزوجة والأم والأخت والابنة.

أما نساء جماعة الإخوان المسلمين فقد كن أكثر تطورًا ومبكرًا، حيث قامت «زينب الغزالى» بإنشاء جمعية نسائية إسلامية قبل الانضمام إلى الجماعة، ثم بايعت حسن البنا.

وكان دورها مقتصرًا على الجانب الخدمى فقط، عدا ما قامت به «زينب الغزالى» فى أحداث 1956 وحادثة الفنية العسكرية وكلاهما ابتعد بعمليات انقلابية فاشلة، والتاريخ النسائى فى الجماعات المسلحة فى مصر ضئيل جدًا عدا بعض العمليات الفردية.

مع بداية الثورة فى سوريا وتأسيس جبهة النصرة سافر بعض المصريين من الجماعات الإسلامية والخارجين من السجون بعد العفو الممنوح لهم من الرئيس السابق «محمد مرسى» وكان عدد منهم قد اصطحب زوجته معه وبعد إعلان تنظيم داعش قيام دولة الخلافة فى أرض الشام والعراق انضم إليه بعض المصريين الذين قدرت أعدادهم بالمئات وكانت هناك رسائل مصورة يتم بثها على شبكة الإنترنت موجهة إلى المصريين تدعوهم فيها إلى الانضمام لـ «داعش» والجهاد فى سبيل الله.

ومن خلال شهادات الهاربات من داعش أن معسكرات داعش فى العراق وسوريا كانت تضم مصريات وكانت إحداهن وتدعى «أم حازم» عضوة فى كتيبة «النمسا» وكان زوجها والملقب «بأبوحازم المصرى» قياديًا بارزًا فى تنظيم داعش.

وفى شهر يناير 2020 ومن داخل المخيم ظهرت الداعشيات المصريات لأول مرة أثناء حديثهن مع الإعلامى «نشأت الديهى» على شاشة قناة ten الفضائية الذى التقى بعدد من المصريات اللائى كشفن أسباب انضمامهن إلى التنظيم الإرهابي.

وقالت إحدى الداعشيات واسمها سمية أنها حاصلة على ليسانس آداب من جامعة عين شمس وكانت تعمل مديرة مدرسة وحصلت على درجة كبير بوزارة التربية والتعليم عام 2013 وأن زوجها كان مدير مدرسة ثانوى فى أحد المعسكرات ولديها عدد من الأبناء، وقد جاءت إلى سوريا مع ابنها الثانى الذى قتل فى إحدى المعارك عن عمر 16 عامًا.

وأنها انضمت إلى داعش عام 2015 وذكرت أيضًا أنه بعد أحداث الربيع العربى فى سوريا رفع الجيش السورى الحر وجبهة النصرة راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ولكنهم لا يطبقون شرع الله، بينما تنظيم داعش هو من يطبق شرع الله.

وعن حالها لحظة إجراء هذا الحوار أنها مسجونة بتهمة أنها داعشية وأنها لا تريد العودة إلى مصر بل إنها تريد أن تذهب إلى حلب أو مكة وهناك من النساء الكثيرات فى داخل هذا التنظيم من مغربيات وتونسيات وسودانيات وألمانيات وحتى هناك بعض الأمريكيات.

 

المقاتلة العاهرة

ديريا فتاة الليل والتى حكمت عليها محكمة مدينة «دوسلد روس» الألمانية فى أواخر عام 2019 بالسجن 3 سنوات بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابى.

ديريا غادرت المدرسة وهى فى الـ17 من عمرها واحترفت السرقة وانضمت إلى عصابة لسرقة الدراجات، ثم احترفت الدعارة وإدمان المخدرات حتى تعرفت على «ماريو» أحد الألمان الدواعش عن طريق السوشيال ميديا وأقنعها بالسفر إلى سوريا بعد أن أوهمها بأنها أرض العدل والمثالية وبالفعل سافرت إلى تركيا ومنها إلى الأراضى السورية وتزوجت من ماريو الذى أعدم بعد ذلك من قبل شرطة داعش حيث تم اتهامه بالتجسس وهربت ديريا عائدة إلى ألمانيا وعادت إلى حياتها السابقة كفتاة ليل ومدمنة للمخدرات.