الأربعاء 19 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عن قرب دلال عبدالعزيز: ربة «البيت الفنى»!

هى كالكنز، كلما مرّت السنوات زادت لمعانًا، رأيناها تجيد فى كل الأدوار، وتجسّد مختلف الشخصيات بمهارة نادرة، بداية من دور الابنة ثم الزوجة حتى الأم، وهو ما فعلته فى الحياة أيضًا؛ لتصبح الابنة المتفوقة علمًا وفنًا، والزوجة الهادئة خفيفة الظل، والأم الحنون التى تدعم أبناءها بكل ما أوتت من قوة، إلى أن صارت نموذجًا للمرأة المصرية الأصيلة.



دلال عبدالعزيز، يتسرب اسمها إلى الأذُن ومعه شريط من الذكريات الجميلة والحاضر الأجمل، فهى الفتاة الرقيقة التى وجدناها فى «بنت الأيام» و«الرجل الذى أحبه» و«مبروك جالك ولد»، قبل أن تبدأ انطلاقتها الفعلية عندما قدمها الفنان نور الدمرداش؛ لتعمل مع ثلاثى أضواء المسرح فى مسرحية «أهلًا يا دكتور»، التى كانت البداية الحقيقية لعلاقتها التى امتدت لأكثر من أربعة عقود مع المشاهدين، برعت فيها مسرحيًا وتليفزيونيًا وسينمائيًا.

الممثلة الواعدة، أرادت أن تجمع بين الفن والعلم طوال مسيرتها، فلم تكتفِ بالحصول على بكالوريوس كلية الزراعة جامعة الزقازيق، وحصلت على بكالوريوس كلية الإعلام، بجانب ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من كلية الآداب جامعة القاهرة، وانتقلت إلى مرحلة الدراسات العليا؛ لتحصل على دبلوم العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكأنها أرادت أن تضرب مثالًا فى الجمع بين الموهبة وشغف التعلم الذى لا ينقطع؛ مَهما زادت مسئوليتها وضاق وقتها.

حافظت دلال عبدالعزيز على عنصر التنوع فى أعمالها؛ لتبدع فى أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وكأنها تملك مفتاح الوصول إلى عقل وقلب المشاهدين؛ لينتظروا ظهورها باهتمام طوال عمرها الفنى، الذى امتد لنحو 44 عامًا، تألقت فيها بالعديد من الأفلام والمسلسلات المهمة فى تاريخ الفن المصرى، بجانب أدوارها المسرحية التى أدتها بخفة ظل منقطعة النظير؛ لتكون مثالًا للفنانة متعددة المواهب والجوانب، التى تتألق فى جميع الشخصيات والمساحات، فارضة موهبتها وقدراتها من الأدوار الصغيرة وحتى البطولة.

على شاشة السينما، لعبت «دلال» أدوارًا محورية بالعديد من الأفلام، ومنها: «يارب ولد، حادى بادى، الثمن غالى، المخبر، الانتقام، بئر الخيانة، الرجل يحب مرتين، الشاويش حسن، الأغبياء الثلاثة، الهاربة إلى الجحيم، القانون لا يعرف الحب، النوم فى العسل»، ومع بداية الألفية الجديدة زاد تألقها ولمعانها، وأضفت أبعادًا جديدة على شخصية الأم فى أفلام: «أسرار البنات، مبروك وبلبل، آسف على الإزعاج، العالمى، لا تراجع ولا استسلام، سمير وشهير وبهير، القشاش، صنع فى مصر، سوق الجمعة، البدلة».

وفى الدراما، كانت بصمة دلال عبدالعزيز واضحة فى الكثير من المسلسلات، ومنها: «الأبرياء، عمرو بن العاص، أبواب المدينة، صعود بلا نهاية، سنوات الضحك والدموع، ليالى الحلمية، الطوفان، إسطبل عنتر، دموع صاحبة الجلالة، ألف ليلة وليلة، سعد اليتيم، السيرة الهلالية، حديث الصباح والمساء، الناس فى كفر عسكر، ابن الأرندلى، دوران شبرا، لحظات حرجة، لهفة، حق ميت، سابع جار، أرض النفاق، فلانتينو».

على خشبة المسرح، لم تدخر «دلال» جهدًا فى إثبات قدراتها الكوميدية، لنرى أداءها المتميز فى مسرحيات: «هالة حبيبتى، فارس وبنى خيبان، أخويا هايص وأنا لايص، حب فى التخشيبة، جوازه طليانى».. كما شاركت بروحها المرحة فى «فوزاير فطوطة، ودولا وأمشير وزغلول»، بجانب مسلسلين إذاعيين، هما «يا أنا يا أنت» و«مناقرة حرة»، لتثبت إجادتها فى مختلف القوالب الفنية.

بالتوازى مع نجاحاتها الفنية، كانت لدلال عبدالعزيز نجاحات أخرى فى حياتها الشخصية، فهى ربة «البيت الفنى» بجدارة، والذى أرست قواعده مع الفنان سمير غانم، بعد قصة حب بدأت فى مسرحية «أهلا يا دكتور»، لينجبا النجمتين دنيا وإيمى، اللتين حملتا الجينات الفنية، وانطلقتا فى سماء النجومية، وتزوجت «دنيا» من الإعلامى المتميز رامى رضوان، و«إيمى» من الفنان حسن الرداد، لتزداد أركان «البيت الفنى».

فى نهاية الشهر الماضى، أصيبت دلال عبدالعزيز بفيروس كورونا، وبدأت رحلة مقاومة الفيروس داخل أحد المستشفيات.. ندعو الله أن يتم شفاءها، وتعود سريعًا لإسعاد مشاهديها فى مصر والعالم العربى.