السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

#تـرنـد الأسبوع الخديوى.. أحمد العوضى

هناك ما يسمى «فن اختيار الهدايا»، أى شراء الهدية المناسبة، سواء كانت مناسبة لاحتياج الشخص لها أو لحبه الشديد لتلك النوعية من الهدايا، حتى تؤثر فيه ويبقى الود والمحبة بل ويقوى، نفس الحال بالنسبة للكلمات التى تكوّن الحوار فى أى عمل فنى، يجب أن تناسب موضوع الدراما المُقدم، وشخصية قائلها، أى هناك ما يُسمى بـ «فن اختيار الكلمات».



 

 حتى فى حياتنا اليومية ومع كل من نتعامل وليس فقط فى الأعمال الفنية، ولكن عودة للحوار الدرامى، فهو حرفة نسج الأفكار التى يريد المؤلف توصيلها للمُشاهد فى حوار قوى سلس على لسان ممثل يجسد شخصية ذات أبعاد جسمانية ونفسية، حرفة أجادها المؤلف «عمرو محمود ياسين» فى مسلسل (اللى مالوش كبير) الذى يعرض حاليًا فى السباق الرمضانى. 

سأخص بالحديث شخصية «سيف الخديوى» التى يجسدها «أحمد العوضى» فقد طل علينا من الحلقة الأولى وفى جعبته مجموعة من المصطلحات التى جذبت جمهورًا كبيرًا، وعلقت فى الأذهان، حيث تحولت من مصطلحات إلى «لزمات» يرددها «الخديوى» فى كل حلقة، والذكاء هنا ليس فقط فى براعة رسم شخصية «الخديوى» الجسمانية من طريقة كلام ومصطلحات ولغة جسد وملابس تعكس شخصية البلطجى، ولكن أيضًا إصرار «أحمد العوضى» للسنة الثالثة على التوالى أن يجعل لنفسه «لزمة» فى الشخصية التى يقدمها، بدءًا من مسلسل (كلبش3) فى دور «بروسلى» وجملته الشهيرة «لأجل الواد اللى نايم جوه ده»، مرورًا بشخصية «عشماوى» فى مسلسل (الاختيار) وجملته «الله المستعان»، وصولًا لـ«سيف الخديوى» فى مسلسل (اللى مالوش كبير) وجملته أو لزمته «على الله حكايتك»، إلى جانب عدد من الجمل والمصطلحات التى صنعت الترند الأشهر فى رمضان حتى الآن، ومنها «هدّى دنيتك يا وحش الكون»، و«مستر إيجيبت»، ولم يقتصر الترند على مواقع التواصل الاجتماعى من نشر تلك الجمل فى كوميكس أو فيديوهات لشباب وأطفال يقلدون شخصية «الخديوى»، ولكن وصل الترند أيضًا للشارع، وأصبحت هناك ملصقات على سيارة أو توكتوك بجمل «الخديوى»، وأكثرها انتشارًا «على الله حكايتك»، وهنا يأتى التفسير لكل ذلك وهو تحقيق الشخصية لعنصر الامتزاج العاطفى، فقد تعايش الجمهور بمختلف طبقاته وأعماره مع شخصية «الخديوى»، منهم حبًا فيه ومنهم من تخيل نفسه مكانه وخاصة أن لغة «الخديوى» تتشابه مع مصطلحات قطاع كبير من الجمهور الذى يشاهده، هى فى مجملها حيلة ذكية يستخدمها الممثل لجذب انتباه المشاهد والتأثير فيه وإبقاء كلماته تتردد على الألسنة لوقت طويل فيضمن بقاءه فى أذهانهم، فقد فعلها من قبل نجوم كبار طالما أمتعونا بفنهم ومنهم «توفيق الدقن» ولزماته التى تردد إلى الآن «أحلى من الشرف مفيش» و«صلاة النبى أحسن»، وأيضًا «استيفان رستى» ولزمته «نشنت يافالح»، لكن فى هذه الحالة هل يبقى الفنان فى الأذهان على قدر مدة صلاحية الترند الذى يصنعه من كلماته؟!