الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فى محاولة للابتعاد عن شبح الإعلانات: الهروب الآمن للمنصات

«فاصل إعلانى».. تلك الجملة المزعجة التى نواجهها طوال الوقت فى الشهر الكريم على القنوات التليفزيونية، فالعدد الكبير من الأعمال الدرامية والبرامج الخفيفة التى يتابعها الجمهور بشغف، تحفز أصحاب الشركات ومن بعدهم القنوات لعرض الإعلانات طوال الوقت؛ لتصبح فى السنين الأخيرة بمثابة عبء ثقيل على العمل الدرامى. وكلما كان العمل أكثر شهرة ونجاحًا ازدادت نسبة الإعلانات عليه، ليتحول الأمر فى النصف الثانى من الشهر إلى «فاصل درامى» نتابع فيه جزءًا قصيرًا من المسلسل بين فقرات الإعلانات الطويلة.



ورغم استمرار شكوى الجمهور؛ فإن القنوات لم تلتفت إلى تلك الآراء، وهذا ما جعل نجاح المنصات الإلكترونية أكثر سرعة فى الوطن العربى؛ خصوصًا أنها تقدم مضمونًا خاليًا من الإعلانات وبجودة عالية مع إمكانية المشاهدة عبر أى جهاز وبأسعار اشتراكات فى متناول المواطن العادى، مما أدى إلى ابتعاد الجمهور عن القنوات الفضائية بنسب كبيرة، ومع الوقت من المنتظر أن يفقد التليفزيون الكثير من رونقه إذا لم يتم البت فى الأمر سريعًا.

تسهيلات وإغراءات

هناك ثلاث منصات كبرى تبث فى الوطن العربى وتهتم بالحصول على مواد درامية رمضانية بشكل حصرى وهى «Watch It، شاهد وViu».. وبالحديث مع مسئولى الثلاث منصات أكدوا لـ«روزاليوسف» أن الجمهور يقبل بشكل كبير على الاشتراك قبل حلول الشهر الكريم هروبًا من الإعلانات، لذلك توجد عروض للمشاركات بأسعار بسيطة إلى حد كبير.

حيث أكد أحد المسئولين عن منصة «Watch It» أن المنصة قد طرحت عددًا كبيرًا من سبل الاشتراك المختلفة والتى تتناسب مع محبى المشاهدات الحصرية، وذلك بسبب الإقبال الجماهيرى على المنصة بشكل عام وفى شهر رمضان بشكل خاص، مؤكدًا أن المنصة تتميز بعرض جميع الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية تقريبًا؛ حيث سيتم عرض أكثر من 18 مسلسلاً.

وأضاف إنه فى كل عام يتم تحديث التقنيات المستخدمة بالمنصة لتناسب سرعات الإنترنت المختلفة ولكى يتم ضمان وصول الخدمة، كما أن هناك تسهيلات فى السداد للباقات المختلفة؛ حيث إنه توجد باقة سنوية وثانية ربع سنوية وثالثة لمدة شهر واحد، بينما هناك باقات خاصة لبعض شركات الاتصالات، وهذا يساعد الجمهور لمتابعة أعماله المفضلة سواء على جهاز الكمبيوتر أو التليفزيون أو حتى على المحمول.

بينما أشار «مدحت حسن» مدير الإعلام بقناة MBC مصر ومنصة «شاهد VIP» الإلكترونية إلى أن نسبة الاشتراكات بالمنصة تزداد بشكل دورى فى كل عام عما قبله قبل الشهر الكريم من كل دول الوطن العربى، ويعتبر اشتراك المنصة فى مقدور المواطن المصرى العادى، لذا توجد باقات تناسب كل الفئات وجميع السرعات الخاصة بالإنترنت فى مصر، خصوصًا أن المنصة تعرض الأعمال بتقنية الـHD.

وأضاف إن المنصة تتميز بعرض أعمال درامية من جميع دول العالم العربى، مما يشجع المشاهد على الانفتاح على الثقافات العربية المختلفة حتى التى لا تتوافر على القنوات الفضائية المصرية.. ومنها الدراما المصرية والخليجية والمغربية والتونسية والعراقية والسورية واللبنانية، بالإضافة إلى عروض «مسلسلات شاهد الأصلية» و«عروض شاهد الأولى»، وعدد كبير من الأفلام، إلى جانب بث مباشر لمجموعة من القنوات التليفزيونية العربية الأكثر مشاهدة.

بينما أكدت إدارة منصة «Viu» بأنه سوف يتم طرح عدد من الأعمال التى تتنوع ما بين المصرى والخليجى والأردنى؛ حيث ستشهد عرض أكثر من أربعة أعمال درامية أردنية.. وذلك لجذب عدد أكبر من الجمهور، وتقديم تنوع ملحوظ فى المواد المقدمة وتطور فى تقنيات البث، هذا بالإضافة إلى عروض المنصة المعروفة من جميع الدول المختلفة ومنها عروض سينما ودراما هوليوود وكوريا وأوروبا وآسيا وغيرها من الدراما التى تتميز بها المنصة.

محاولات الاحتفاظ بالجمهور المتبقى

وفى المقابل هناك عدد من القنوات تحاول الحفاظ على نسبة المشاهدات وعدم إجبار الجمهور على الانصراف عنها لكى تستمر نسب المشاهدات والتى يترتب عليها ارتفاع نسبة الإعلانات؛ حيث قالت «إلهام أبو الفتح» رئيسة قنوات «صدى البلد» إن الإعلانات باتت واقعًا وضرورة اقتصادية لا يمكن لأى قناة إنكارها، مؤكدة أن الإعلانات تزيد مع الوقت وهناك مواثيق إعلامية محددة لتقنينها، ولكن لا يمكن إلزام أى قناة بها؛ خصوصًا فى شهر رمضان الذى يُعَد موسم الإعلانات الكبير.

وعن قنوات «صدى البلد» تحديدًا، أضافت قائلة: «نحن قررنا كإدارة للقنوات الخاصة بنا وضع حد للفواصل الإعلانية حتى لا تؤثر على مضمون المادة الإعلامية والدرامية المقدمة على الشاشة.. وذلك وفقًا للمواثيق الإعلامية التى تم إقرارها مؤخرًا ولكى نحافظ على جمهورنا ونساعده على المشاهدة دون مَلل والاستمتاع ببرامجنا الرمضانية المختلفة».

وعن تأثير المنصات الإلكترونية على الفضائيات تقول: «ليس لهذه المنصات أى أضرار أو تأثير على القنوات الفضائية ولن تستطيع سرقة جمهورها منها؛ حيث إن جمهور المنصات من أعمار معينة وله خصائص معينة تختلف عن مشاهد التليفزيون الذى يقدّر التفاف العائلة الواحدة حول الشاشة الصغيرة؛ خصوصًا فى رمضان».

ومن جانب آخر أصدرت إدارة قنوات الـ MBC بيانًا رسميّا عن تبنيها سياسة تقنين الإعلانات؛ حيث ذكرت فى البيان عن إطلاقها المُبادرات المميزة، والعمل على تقديم أفضل خدمة تليفزيونية تُرضى أذواق ملايين المُشاهدين والمُتابعين فى مصر والعالم العربى.. وأضافوا إن إدارة قنوات «MBC مصر» بالتنسيق مع الوكيل الإعلانى للمجموعة قررت تبنى سياسة المُدد الإعلانية المُحددة عبر شاشاتها داخل مصر؛ لتُصبح المُدد والفواصل الإعلانية متناسقة ومتوافقة مع المحتوى البرامجى والدرامى الذى يُقدم على مدار الساعة خلال الشهر الكريم، وذلك بهدف تقديم مساحة أكبر من المُتعة والترفيه.

 

الجمهور لا يشاهد الإعلانات

«تعلمنا فى كلية الإعلام أن زيادة المادة الإعلانية عن الحد المطلوب تتسبب فى تشبع لدى الجمهور وتشويش وأخيرًا يقرر الانصراف عنها؛ خصوصًا أنها تؤثر على المادة الإعلامية المقدمة بالسلب».. هكذا بدأ الناقد «محمود عبد الشكور» حديثه عن تراجع عدد مشاهدات الجمهور للقنوات واللجوء للمنصات الإلكترونية.

وأضاف قائلًا: «إن أصحاب القنوات لا يعرفون مدى التأثير الكبير عليهم بسبب الإعلانات ولا ينظرون إلا للمكسب المادى فقط، فالجمهور لا يشاهد تلك الإعلانات؛ بل يستغل وقتها لقضاء أى حاجة من حوائجه أو يبدل القناة بأخرى لمشاهدة جزء من عمل درامى مختلف. فهم لا يستطيعون إجبار الجمهور لرؤية كل هذا الكم من الإعلانات فى الفاصل الواحد، كما أنهم لا يقومون بإجراء دراسة لكيفية بث الإعلانات وما يتناسب منها مع تقبل الجمهور وما يمكن بثه فى الأوقات المختلفة؛ بل يقومون بطرح كل الإعلانات مع بعضها البعض حتى لو كانت متناقضة ويتم تكرارها بشكل كبير حتى إن الجمهور يحدث له تشبع وينصرف عنها».

وأكد «عبدالشكور» أن الجمهور بالفعل بدأ ينصرف عن القنوات وفكرة إنكارهم لهذه الحقيقة قد تؤدى لتأثير سلبى عليهم قريبًا جدّا، فى حين أنه يمكن لأصحاب القنوات أن يقوموا بإجراء دراسات للحصول على نسبة عدد المشاهدين والمتابعين، ولكن الأمر يتم دون دراسات موضوعية ودون أبحاث منطقية لطرح حل للمشاكل التى يواجهونها، وعلى رأسها الإعلانات التى يجب الحد منها لعدم صرف انتباه المشاهد عن العمل الدرامى».