الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

درس خصوصى فى النصـــــر!

درس خصوصى  فى النصـــــر!
درس خصوصى فى النصـــــر!


 
أن تجلس بين لوحات البطولة فى «بانوراما أكتوبر»، وتستمع لحكاوى ودروس الأبطال، فطبيعى أن تشعر أنك فعلا فى الجبهة، وتكاد تتصبب عرقا وكأنك تشارك فى عملية من عمليات جيشنا المنتصر أو الفدائيين خلف خطوط العدو أو فى قلب السويس الأبية!
 
كنا هناك نستمع ونسترجع التاريخ المبهر، وكان من هؤلاء الأبطال اللواء الطيار صلاح المناوى، واللواء أركان حرب فؤاد فيود، واللواء عبدالمنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، واللواء أحمد صلاح عبدالحليم، واللواء الطيار أركان حرب محمد عارف، حيث عرض اللواء عبدالمنعم سعيد رؤيته بقوله: بعد هزيمة 67 كان الفكر المسيطر على عقل الرئيس جمال عبدالناصر هو كيفية استعادة أرض سيناء مرة أخرى، ولذلك خرج وقتها بمقولته المشهورة، وهى «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» وعلى أساس هذه المقولة تم تجهيز الجيش المصرى من تدريبات واستعدادات لمحو كيان العدو الإسرائيلى من أرض سيناء حتى خط الحدود، مؤكدًا أنه بعد تولى الرئيس السادات الحكم سار على نفس مبدأ عبدالناصر مع اختلاف من حيث معنى القوة، لأن عبدالناصر كان يقصد بالقوة هى «القوة المسلحة» أما الرئيس السادات فاعتبر أن القوة هى «قوة الدولة الشاملة» وهذا يعتبر الفرق فى الاستراتيجيات.
 
فكر «عبدالناصر» اتجه نحو تحقيق هدف استرداد أرض سيناء كاملة.. أما فكر السادات فاتجه نحو هدم جزء من خط بارليف، واسترداد جزء من سيناء.
                         
وأوضح اللواء «عبدالمنعم» عدة مقومات استخدمها السادات فى تحقيق هدفه لتطهير سيناء من العدو الإسرائيلى وهى استخدامه للسياسة مع مجلس الأمن والدول الكبرى فى إقناع إسرائيل بتنفيذ قرار انسحابها من سيناء مرة أخرى، ولكنها لم تنجح فاستخدم العمل العسكرى من خلال إقامة رؤوس كبارى بعمق 25 كيلو، وهذا فى يوم العبور 6 أكتوبر، وبالنسبة للمقومات الاقتصادية التى استخدمها السادات باتصاله بدول البترول مثل السعودية لتخفيف الإنتاج 5٪ شهريا، حتى يكون نوعا من الضغط على إسرائيل، وفى نفس الوقت يؤثر على اقتصاد الغرب من الوقود، ومع ذلك استخدم مرة أخرى عنصر السياسة مع قوات الأمن التى دخلت «الثغرة» لوقف النيران، بالإضافة إلى نجاح اتفاقية السلام التى أخذت وقتا وجهدا طويلا لتخطى إسرائيل خط الحدود، كما أشار اللواء عبدالمنعم إلى أنه منذ بداية 1973 شكل السادات لجنة من رئيس الأركان ورئيس العمليات لوضع فكرة تخطيطية لدراسة كل إمكانيات وقدرات العدو من الهجمات المضادة، معتبرًا أنه فى ظل هذه الدراسات التى كانت تتم فى القوات المسلحة بقيادة المشير أحمد إسماعيل القائد العام ثم تشديد التدريبات المكثفة لمواجهة الموانع المائية بقناة السويس لكى يكون لديهم كامل الاستعداد وقت الهجوم، وعند ذكر حرب الاستنزاف: قال إنها تعد من أهم المراحل والخطوات التى جاءت بالاستفادة الواضحة للجيش المصرى فى جميع العمليات التى قاموا بها، سواء بالضربات الجوية - دفاع جوى وبرى - مشاة ومدرعات، لذلك أعتبرها هى المدرسة الحقيقية للقوات المسلحة، وأشاد «عبدالمنعم» بدور البدو فى معاونة الجيش من خلال تشكيلهم لجمعية «مقاومة مجاهدى سيناء» بالإضافة إلى العمليات السرية التى تم تنفيذها ضد العدو الإسرائيلى، حتى تم منحهم بعد ذلك العديد من الأوسمة والنياشين تقديرًا لمجهوداتهم.
 
وجاء اللواء الطيار «صلاح المناوى» موضحًا كيفية الإعداد للمعركة: «قامت القوات الجوية بوضع العديد من الاعتبارات والدروس استعدادًا للمعركة الكبرى بعد نكسة 67 لاسترداد الأرض مرة أخرى، فقمنا بدراسة كاملة للعدو الإسرائيلى من جميع النواحى، لذلك كان لابد من استخدام القوات الجوية والعمل على توظيفها من خلال التدريبات التى كانت حملا كبيرًا على أكتاف المدربين الجويين من خلال استخدامهم ضربات جوية شديدة بواسطة مقاتلات قاذفة محمية.
 
وأوضح أنه أثناء التدريب وإعداد القوات الجوية قمنا بوضع أهداف محددة لكى يتم ضربها بطرق واضحة ومحددة مع الاتفاق فى طرق أساليب الحرب من خلال استخدام القنابل التى تعمل على تغطية هجمات العدو، كما أكد اللواء المناوى حرصهم الكامل فى حماية المقاتلات والقاذفات عبر طريقها لتنفيذ وتدمير أهدافها المحددة، من خلال تخصيص مجموعات من الطيارين يقومون بتنظيف المجال الجوى الذى كان يحدد من خلال الأجهزة الموجودة داخل الطائرات إذا كانت طائرات مصرية أم إسرائيلية، وهى فكرة جديدة تم تطبيقها لأول مرة.
 
وعندما حدثناه عن خطة ضرب العدو قال المناوى: اشتملت الخطة الجوية على ضرب العدو من خلال طلعة جوية واحدة أو طلعتين مع إنزال عدد كبير من الصاعقة باستخدام طائرات الهليوكوبتر فى المناطق المحددة بدقة، والتى تأتى منها مدرعات العدو والعمل على إعاقة تقدمها السريع نحو خط بارليف حتى لا تمنع مهام القوات المصرية لهدم خط بارليف، مشيرًا إلى أنهم وضعوا أنظمة لرصد قوات العدو، بحيث يمكن لجميع التشكيلات معرفة مكان طائرة العدو وسرعتها وتشكيلاتها واتجاهاتها، وهذا يكون بالتنسيق مع قوات الدفاع الجوى على طول الجبهة، لذلك قامت 5 مقاتلات جوية بالإقلاع فى الاتجاه الرئيسى الذى تأتى منه مقاتلات العدو، كما أشاد اللواء المناوى بالدروس المستفادة من حرب 67 عندما سقط عدد كبير من الطائرات على الأرض، فعملوا تطورات تحصينية للطائرات عن طريق تجهيز 600 دشمة، مؤكدا أن القوة الوحيدة لهدم هذه الدشمة هى قنبلة متجهة على نحو مسافة 600 كيلو وهذا الأمر أدى إلى استحالة تدمير الطائرات مرة أخرى، وقال إن العدو فشل فشلا ذريعا فى التصدى لقواتنا الجوية أثناء الجولة الأولى، حيث قامت 220 طائرة بقصف أهداف العدو وتمكن من إسقاط 4 طائرات فقط.
 
وأكد اللواء المناوى أن العدد الهائل من الطائرات الهليوكوبتر كان له دور فعال لمنع وصول العدو للمناطق التى يأتى منها حتى يفاجأ بقواتنا تنتظره وتقوم بضربة بعدة هجمات من القوات الصاعقة، بالإضافة إلى عمل قوة الاستطلاع الجوى التى كانت تقوم بإخبار جميع المعلومات للقوات الجوية من تحركات العدو على الأرض من خلال استخدامنا لطائرات روسية سكوى 7 ذات إمكانيات وقدرات حديثة تعمل على تصوير جميع المناطق والاتجاهات على الأرض لكى تكون على أتم الاستعداد حينما تطلب قوات الجيش ضرب منطقة معينة نكون مستعدين بإقلاع عدد هائل من الطيران الجوى لكى نكون ضمنا عملية تحصين جوى وبرى.
 
وأخذ منه الحديث اللواء أركان حرب «فؤاد فيود» قائلا: «إننا كنا على دراية كاملة بأن إسرائيل تمتلك سلاحًا جويًا قويًا، فقمنا بالتعامل مع هذه المسألة بعمل حائط من الصواريخ، وإسرائيل لديها العديد من المدرعات القوية والمركبات الميكانيكية خفيفة الحركة وعالية القدرة قمنا بصدها بدخول المقذوفات المواجهة المضادة بالدبابات، مع تشكيل أكبر قناصة دبابات لكى يمكنها التعامل مع هذه المدرعات الإسرائيلية، مما جعل فرد المشاة لديه القدرة على التعامل معها، كما تحدث اللواء «فيود» عن فكرة التخطيط واختيار وقت الحرب وأن أهم مبادئ نجاح الحرب هى السرية التامة فى عملية تخطيط المعركة وتحديد وقت الهجوم، .
 
اللواء أركان حرب الطيار «محمد عارف» قال: «إن الضربة الجوية كانت معتمدة فى الأساس على التخطيط الجيد والمعلومات الدقيقة حتى نتوصل إلى تحقيق إحراز أهدافنا بالصدمات المرجوة ضد العدو، كما أشار اللواء عارف إلى الضربة الجوية أثناء حرب 73 تعنى «افتتاحية الحرب لإحداث صدمات لدى العدو»، التى تم تنفيذها وتخطيطها والتدريب عليها من أول يوم بعد نكسة ,67 مؤكدا أن يوم 6 يونيو بدأت جميع القوات بالتدريب على استيعاب استخدام الأسلحة ليكونوا مستعدين لتنفيذ المعركة فى أى وقت، وجاء متحدثا عن دوره فى حرب 73 قائلا: «كان دورى يقتصر فى الطائرات الهليوكوبتر ضمن جماعة «على حزبى» وهى جماعة استطلاعية لجميع مناطق سيناء برتبة رائد، وكان دورنا فى ذلك الوقت إبرار القوات المصرية من الضفة إلى الضفة الأخرى حتى يتم نزول القوات خلف خطوط العدو بحيث يكون العدو على الخط الدفاع الأمامى والقوات فى الشق الخلفى من العدو، مباشرة حتى تقوم بتعطيل قوات العدو التى كانت تعزز الأعمال القتالية للنسق الأول، وفى نفس الوقت تكون قادرة على جلب جميع المعلومات عن إمكانيات وإعداد العدو، ونقلها إلى القوات المصرية.
 
الفريق أحمد صلاح الدين عبدالحليم مساعد وزير الدفاع الأسبق قال «إنه كان مسئولا عن الاستيلاء على النقطة ك «10» وكانت أقوى نقطة فى خط بارليف، مؤكدًا ما قاله الرئيس الراحل أنور السادات «أنها النقطة الوحيدة التى تتصل بنا على الأرض» مشيرًا إلى أن النقطة الخاصة بهم فى ذلك الوقت هى «رأس العش» التى لم يستطع اليهود أن يستولوا عليها فى 1967 وكان الفرق بيننا وبين العدو يبلغ نحو مسافة 800 متر وهذه المسافة كانت مليئة بحقول الألغام المضادة للدبابات والأفراد من حيث الجانبين المصرى والإسرائيلى، وعندما جاء الحديث عن خطته للاستيلاء على النقطة الإسرائيلية قال «كانت خطتى تتكون من شقين، الأول: وهو الهجوم الرئيسى من البر بواسطة كتيبة مشاة، مؤكدًا أنه كان يوجد للدبابات سرية تامة ومن ضمن سريتها كان هناك نحو 3 دبابات دقاقة لفتح الثغرات الموجودة بحقول الألغام، وأشار اللواء عبدالحليم أنه فى ليل 6 - 7 أكتوبر تسللت عناصر من قوات الصاعقة التى عبرت من خلال الملاحات حتى تقوم بكمين للقوات الإسرائيلية عند بدء الالتحام.
 
وأوضح اللواء أن الشق الثانى هو عبارة عن هجوم ثانوى من الغرب إلى الشرق عبر قناة السويس لنستولى على نقطة رقم «2» فى الموقع الإسرائيلى الذى كان به 3 نقاط قوية، مؤكدًا أن الهجوم الرئيسى فشل فى أول يوم لأن اليهود قاموا بتركيز نيرانهم على ثلاث دبابات دقاقة وتم تدميرها، وهذا أدى إلى عدم قدرتنا على فتح ثغرة من كثرة الألغام المتواجدة فى ذلك الوقت، ويوضح اللواء عبدالحليم أن خطة الهجوم عن طريق قناة السويس نجحت جزئيًا وأصبح الإسرائيليون محصنين فى الملاجئ الموقع رقم «2» وكانت عساكرنا تسيطر عليه من فوق الأرض وظلت النقطتان «1» و«3» متماسكتين و«لا ينسى» شجاعة الضباط والجنود فوق الأراضى المفتوحة متعرضين لأى نيران حتى يتم الاستيلاء الكامل على أقوى نقاط خط بارليف، مضيفًا إنه ثانى رجل مصرى دخل الموقع الإسرائيلى المحتل وقام بعمل تحويل الأجهزة اللاسلكية التابعة للعدو إلى وضع الإرسال، مشيرًا إلى أنه قال له فى كلمتين «أغلقت الجهاز ورأينا ثأر عمرنا نحصل عليه فى لحظة»!