الجمعة 4 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ننتج مليونى طن سنويًا، 80% منها من مشروعات المزارع السمكية مصر الأولى «إفريقيّا» والسادسة «عالميّا» فى الاستزراع السمكى

نجحت مصر فى الفترة الأخيرة فى الدخول فى مشروعات المزارع السمكية بجانب تطوير البحيرات وإزالة التعديات عليها وتطهير وحماية المسطحات المائية بشكل عام؛ لتتغلب على الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك للأسماك، بما يؤثر إيجابيا على دعم الاقتصاد المصرى من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب، والحد من الهجرة غير المشروعة،مع زيادة المعروض من الأسماك الذى يساهم بشكل كبير فى خفض الأسعار وصولا إلى تصدير الفائض، وفقا لأحدث التكنولوجيات والمعايير العالمية. دخول مصر فى عالم «الاستزراع السمكى» أدى إلى تطوير إنتاجية المسطحات المائية، مما جعلها تحتل المركز الأول على مستوى قارة إفريقيا، والمركز السادس عالميا، وفقا لما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو». وهذا ما أكده الدكتور خالد السيد، رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن متوسط إنتاج المزارع السمكية يبلغ 2.4 مليون طن، كما أن نصيب مصر فى «الاستزراع السمكى» 1.4 مليون طن.



 

 تستهدف استراتيجية تنمية الثروة السمكية فى مصر تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك خلال العشر سنوات القادمة، والوصول بالإنتاجية إلى مليونى طن، بنهاية عام 2022، فضلًا عن تحقيق التوازن بين إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء لتكون الأسماك هى البديل لها كبروتين حيوانى رخيص الثمن مقارنة بالأنواع الأخرى.

وتساهم الاستراتيجية فى تنمية الثروة السمكية فى تطبيق المعايير البيئية والحفاظ عليها مع نظام صارم لمراقبة الجودة لإنتاج منتج سمكى صحى آمن نظيف ومطابق لكافة المعايير البيئية بهدف الوصول إلى تنمية سمكية متكاملة ومتوازنة، والحرص على حسن استغلال كافة الموارد والامكانيات المتوافرة لتعظيم الاستفادة منها.

 لجأت الدولة المصرية لتحقيق استراتيجية تنمية الثروة السمكية من خلال التوسع فى مشروعات «الاستزراع السمكى»، وذلك بإنشاء مزارع كبرى، كخطوة جادة فى سد الفجوة بين العرض والطلب فى السوق المحلية، خاصة بعد وصول العجز بين حجم إنتاج مصر من الأسماك وحجم الاستهلاك لنحو 300 ألف طن، وهو ما كانت تضطر الدولة لمواجهته بالاستيراد.

 وتوجهت مصر لاستغلال ما تملكه من البحيرات العملاقة التى تصل إلى أكثر من 10 بحيرات؛ لذا بدأت فى تنفيذ مشروعات «الاستزراع السمكى» من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، إذ تتبنى استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة لعام 2030، والعمل على مضاعفة الإنتاج ليصل إلى حوالى مليونى طن، وبالتالى زيادة متوسط استهلاك الفرد، من 13 كجم إلى 18.5 كجم/ عام.

وهذا ما أكده اللواء مصطفى أمين مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

ويصل إجمالى إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة فى مصر إلى ما يزيد على 1.8 مليون طن، ويساهم الاستزراع السمكى بنسبة 80 % منها، ويساهم إنتاج المصايد الطبيعية، بنسبة 20 % من إجمالى الإنتاج فى مصر. وكان أول مشروع «للاستزراع السمكى» بمحور قناة السويس، عقب افتتاح قناة السويس الجديدة. وعلى مدار السنوات المتتالية واصلت فى تنفيذ سلسلة مشاريعها القومية بمناطق ومحافظات مختلفة بالجمهورية.

ومن بين أبرز البحيرات «بركة غليون» بمحافظة كفر الشيخ، والمشروع القومى للاستزراع السمكى بمنطقة قناة السويس، والمزرعة النموذجية بقرية «الرزيقات» بمدينة أرمنت بالأقصر، وبحيرة «عرب العليقات» بالخانكة بالقليوبية، ومزارع سمكية بدمياط، وغيرها الكثير؛ إذ نتداول بالتفصيل تلك المشاريع.

الاستزراع السمكى بـ«منطقة القناة»

فى نفس فترة إنشاء قناة السويس الجديدة بدأ مشروع هيئة قناة السويس؛ فنجح المشروع فى توفير أنواع متعددة من الأسماك المختلفة، كذلك فى تحقيق وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، كما نجح المشروع فى توفير 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فى حين تشير دراسات الجدوى إلى وصول عدد الفرص التى يوفرها المشروع بعد اكتمال تنفيذه، إلى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة فى كل المهن والتخصصات.

بركة «غليون» بكفر الشيخ

وفى 18 نوفمبر 2017، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى مشروع «بركة غليون» بكفر الشيخ الذى يُعد أكبر مشروع للاستزراع السمكى بالشرق الأوسط، حيث يعتبر المشروع بالكامل صديقًا للبيئة؛ لتنقية مياه المزرعة السمكية من خلال إقامة وحدات معالجة لتنقية المياه سواء قبل الاستزراع أو بعد استخراج الأسماك على أُسس علمية للحفاظ على البيئة المحيطة بالمزرعة.

ويُعد مشروع «بركة غليون» من ضمن المشروعات التى تشرف عليها القوات المسلّحة، ويُقام المشروع بمحافظة كفر الشيخ كمدينة سمكية متكاملة، ووضع هذا المشروع مصر على الخريطة الاستثمارية مما أدى إلى زيادة الثروة السمكية فى مصر بنسبة 75 %.

المزرعة النموذجية بالأقصر

 فى مطلع 2014، بدأ إنشاء المرحلة الأولى من مشروع «المزرعة النموذجية» للاستزراع السمكى بقرية «الرزيقات» بمدينة أرمنت جنوب غرب الأقصر، على مساحة 4500 متر، من خلال إنشاء 4 أحواض سمكية بتكلفة إجمالية للمشروع حوالى 7 ملايين جنيه، وتوفر المزرعة السمكية من 120 إلى 150 فرصة عمل، وتخدم عشرات القرى بأرمنت.

1300 مزرعة سمكية بدمياط

توجد أكثر من 1300 مزرعة سمكية بمحافظة دمياط، ما بين قرى شطا والسيالة وغيرهما من القرى والمراكز بالمحافظة، حيث توجد مناطق لا تصلح للزراعة تسمى «الملق» بها المئات من المزارع السمكية بالمحافظة، خاصة المناطق المطلة على بحيرة المنزلة بدمياط.

الاستزراع السمكى بالدقهلية

تحتوى محافظة الدقهلية على عدد من المزارع السمكية، والتى تنتشر معظمها فى منطقة «قلابشو» ببلقاس، ومنطقة المنزلة والمطرية والجمالية وغيرها.

بحيرة «عرب العليقات» بالقليوبية

تقع بحيرة عرب العليقات بالقليوبية على مساحة 85 فدانًا، وجرى إطلاق 5 دفعات بحوالى 390 آلاف زريعة سمكية، حيث تم إقامة أقفاص سمكية لإنتاج 160 طنا سنويا فى العام، والعمل على استغلال البحيرة كمربى سم كى، وذلك عن طريق تنميتها بعدد 500 ألف أصبعية من أسماك العائلة البورية والبلطى النيلى والبلطى الأحمر.

وقامت وزارة الزراعة بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية بعمل رفع مساحى وتحديد لأعماق البركة بالكامل، كما تم إنشاء عدد 40 قفصًا سمكيًا بقطر 8أمتار للقفص الواحد، ويتم استزراع القفص الواحد بعدد 8000 أصبعية بلطى للوصول بالإنتاجية إلى 2 طن للقفص الواحد بإجمالى 80 طنًا للدورة الواحدة.

مشروع «الفيروز» الاضخم فى العالم 

يعتبر مشروع الفيروز للاستزراع السمكى فى منطقة شرق بورسعيد ومشروع الديبة الاستزراع السمكى بمنطقة مثلث الديبة غرب بورسعيد،من أهم وأكبر المزارع السمكية فى الشرق الأوسط حيث إنها مقامة على مساحة 26 ألف فدان، بمواجهة 17 كيلومترا بمحازاة ساحل البحر وعمق 10كيلو شرق بورسعيد، ويتكون المشروع كما قال اللواء حمدى بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية من 5 آلاف و 908 أحواض أرضية للاستزراع السمكى، مضيفا «أن مساحة الحوض باجمالى 16 ألف فدان بطاقة انتاجية أكثر من 13 ألف طن أسماك وجمبرى.

ولفت إلى أن بحيرات الفيروز للصيد البحرى مقامة على مساحة 10آلاف فدان، ومقسمة إلى بحيرة الفيروز الشرقية، بمساحة 425 فدانا، وبحيرة الفيروز الغربية 5 آلاف و772 فدانا، وأحواض ترسيب على مساحة 3 آلاف و565 فدانا، وحوض للسفن بطول 120 مترا وعرض 80 مترا، يسع لـ 6 سفن صيد بأطوال حتى 30 مترا، علاوة على منطقة لوجستية لخدمة الأقفاص السمكية الموجودة فى البحر المتوسط، وهى تحوى ساحة لتخزين الشباك ومخازن للعلف وثلاجات تخزين ، ومنطقة إدارية وصناعية تتكون من مبنى الإدارة والسكن الإدارى والمناطق الخدمية والفرز والتعبئة.

تطور الإنتاج السمكى على مدار 4 سنوات

 ساهمت «المزارع السمكية» كما قال لنا الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة فى ارتفاع حجم إنتاج مصر من الأسماك على مدار الأربع سنوات الأخيرة، وهذا ما أثبتته الأرقام والبيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، حول التطور فى حجم الإنتاج السمكى بداية من عام 2015؛ بحيث بلغ حجم الإنتاج السمكى عام 2015 نحو 1.5 مليون طن بقيمة 23 مليار جنيه، مرتفعًا خلال عام 2016 إلى 1.7 مليون طن بقيمة 32 مليار جنيه، وفى عام 2017 بلغ حجم الإنتاج السمكى 1.820 مليون طن بزيادة 6.8 % عن العام السابق له.

وأضاف إن مصر شهدت طفرة كبيرة فى الإنتاج السمكى، إذ يجرى إنتاج مليونى طن سنويًا، 80 % منها للاستزراع السمكى ما جعل مصر تحتل المرتبة الأولى فى الشرق الأوسط وإفريقيا فى إنتاج الأسماك من المزارع، والمرتبة السادسة عالميًا، والثالثة على مستوى العالم فى إنتاج أسماك البلطى. وأضاف: «كنا نستورد الأسماك المالحة ولم نكن ننتجها بكثرة، إذ ضخت الدولة استثمارات فى مناطق جديدة بمجال الاستزراع السمكى سواء بركة غليون أو منطقة مشروع الفيروز، كما منحت الدولة المصرية فرصة لتصديرها، لأن التطوير الذى حدث للدولة فى مجال الإنتاج السمكى يوفر فرصا جديدة للتوسع».

مؤكدا أن قطاع الإنتاج السمكى يمثل بديلا مهما للغاية للبروتين الحيوانى، إذ أن سعره مناسب كما يقبل المصريون عليه، بالإضافة إلى أن الفرص الاستثمارية فيه كبيرة، وهو ما يساعد على توفير الأمان الغذائى بشكل أكبر للمواطن المصرى.

وأضاف أن مصر حققت 85 % من الاكتفاء الذاتى فى حجم الإنتاج السمكى ، وبالنسبة إلى الأنواع المستوردة فهى ليست موجودة فى مصر مثل الماكريل والسردين والرنجة، إذ إنها لا تصلح للزراعة فى مصر، لكن مع إدخال أصناف جديدة من أسماك المياه المالحة ستقل هذه الفجوة، كما أن مصر تصدر أسماك المياه العذبة مثل البلطى والبورى.