الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. لغز «أماندا» رئيسة أمريكا القادمة

عكس الاتجاه.. لغز «أماندا» رئيسة أمريكا القادمة

لم تكن «أماندا جورمان» الشاعرة الأمريكية حفيدة العبيد الأفارقة الأسلاف التى سرقت الضوءَ والصوتَ فى حفل تنصيب «بايدن» وحدها هى الإمارة والعلامة والبشارة والشَّفرة التى ستحل لغز اختيار ثم انتخاب الرؤساء فى أمريكا، وكيف تقع عليهم العين حتى يتم وضعهم لسنوات فى الحضَّانات كىّ يستوى البنيان ويصيروا مؤهّلين تمامًا، فيكون البعث إلى البيت الأبيض عبر انتخابات حُرة ونزيهة وفى الوقت ذاته هى انتخابات مرسومة ومحسومة.



كانت ثمة إشارات أُخرى قد تحلّت وتبدّت فى صمت مريب داخل حفل التنصيب، إشارات وشفرات تشى بفعل شياطين  «الأوليمب الأمريكية»، الحاضرون الغائبون، الذين يحركون العالمَ كله بخيوط مُحكمة فى رؤوس الدُّمَى الآدمية.

كان اختيار الشاعرة السمراء الصغيرة المغمورة «أماندا» ذات الإعاقة القديمة فى النطق؛ لتُتَوّج الشاعرة الأشهَر فى أمريكا، فى يوم وليلة، بل فى لمح البصر وتصبح قصيدتها «التل الذى تسلقناه» على كل لسان، وفى الليلة ذاتها يقفز كتاباها- غير المعروفَيْن من قبل- إلى قائمة الأكثر مبيعًا، حتى إنها «زحزحت» كتاب أوباما: (الأرض الموعودة A Promised Land) إلى المركز الثالث، والذى كان قد تصدّر قائمة «البيست سيلر» حتى يوم ١٩ يناير، وجاء فى المركز الثانى اسم الكاتب؛ «مينا هاريس»، وهو ابن أخ «كمالا هاريس» بكتابه فى أدب الأطفال (Ambition Girl).

«أماندا» نجمة حفل التنصيب التى سرقت الأضواءَ، اختطفتها برامج «التوكشوز» فى الليلة ذاتها فكان أن أدلت بتصريح صاعق مُزلزل حصرى  للمذيع «أنتونى ماسون» فى قناة cbs، حين صرّحت أنها تحلم برئاسة أمريكا وأنها ستسعى للسباق الرئاسى عام 2036!، لا تندهشْ ولا تنسَ أن «ترامب» قال العبارة ذاتها قبل تنصيبه رئيسًا بستة عشر عامًا فى أحد برامج التليفزيون، وقد كان، وثمّة رؤساء آخرون تم إعدادهم فى الحضَّانة نفسها.

ويبقى السؤال؛ هل قامت  السيدةُ الأولى «جيل بايدن» بتوجيه دعوة لحضور الشاعرة الصغيرة المغمورة التى كانت إلى حفل تنصيب زوجها عبثًا وسط كل هؤلاء الكبار؟ وهل منحتها «أوبرا وينفرى» خاتمًا وقرطاً من الذهب اعتباطا؟ وهل كتبت عنها «ميشيل أوباما» تويتة رائعةً مُرحبةً، وكذا فعلت «هيلارى كلينتون» والعديد من المشاهير حتى صار متابعوها فى تلك الليلة وحدها 3 ملايين، اعتباطًا أيضًا؟! 

أكان هذا وحده هو الحدث المريب والوحيد فى حفل تنصيب «بايدن»؟ لا، كان للون ملابس النساء نصيب من الغموض والعلامات والشفرات التى تحل نفسها بتتابُع الأحداث المتسارعة.. ليس خافيًا عن عيون وأسماع العالم أن المسلسل الأمريكى الكرتونى الشهير (عائلة سيمبسون)، كان له نصيب من الرعب والغموض والتنبؤ بأحداث عُظمَى عاشتها أمريكا وبعض بلدان العالم، هذا المسلسل تم استدعاء بعض حلقاته القديمة ليلة التنصيب؛ لأنها قد تحققت أمام الناظرين، تحديدًا الحلقات التى تنبأت بـ«كمالا هاريس»  و«أماندا جورمان».

فلم يكن ارتداءُ «كمالا هاريس» لملابسها الصفراء والبنفسجية والعُقد الملفوف حول جيدها اعتباطاً، سنعرف أنها كانت نفس الملابس والحُلى التى ارتدتها «ليزا» فى مسلسل (عائلة سيمبسون)، ليزا البطلة رئيسة أمريكا فى المسلسل المثير للدهشة، ظهرت فى الحلقة التى أذيعت يوم 19 مارس عام 2000 فى  دور أول امرأة مرشحة للرئاسة عام 2030 خلفًا لـ«ترامب»، كانت ليزا ترتدى منذ 21 عامًا نفس الملابس التى ارتدتها كمالا هاريس وبذات اللون ونفس العُقد على الصدر- نعم هكذا بالنّص- ولسوف نتساءل: وماذا يفعل بايدن فى الحفل إذن؟ هل له دور فى المسلسل أو فى الواقع؟ الإجابة: لم يأت ذكره فى المسلسل على الإطلاق وجرى تنصيبه فى الواقع!، فهل رئاسة بايدن لأميركا مؤقتة؟ هل هى  مقدمة لأحداث عظمَى أهم منه؟ هل سيصيبه مكروه؟ بمعنى هل ستحكم «كمالا» لو غاب «بايدن»؟ وهل بايدن جملة اعتراضية بين قوسين هما ترامب و كمالا كما أنبأتنا «ليزا» بطلة مسلسل (عائلة سيمبسون)؟    

سنسأل سؤالًا آخر:  لو لم تكن «حركة بلاك لايفز ماتر» وتلك المظاهرات العارمة التى اندلعت فى الأرض الأمريكية شهورًا قبل وأثناء  عام 2020 عقب قتل الشرطة للمواطن الأسود «جورج فلويد»، هل كانت ستظهر كمالا هاريس ويتم طرحها واختيارها كاسم وكفكرة وكمعنى وكأيقونة تحوى وتحتوى هذا الهياج الجماهيرى الغاضب ضد ترامب وإدارته وشرطته البيضاء باعتبارها هندية إفريقية؟ هل كان بايدن سيختار هذا التنوع العجيب فى إدارته وبين مساعديه ليحتل الأفارقة والهنود مكانًا ما كانوا ليصلوا إليه فى الإدارة الجديدة لولا ثورة السود فى ٢٠٢٠؟ وهل جاءت الشاعرة الصغيرة السوداء Amanda Gorman  وتم (بروزتها) وإطلاقها ليلة التنصيب تلبية لهذا النداء الذى سوف يكون؟

السؤال: هل صارت للثورة الأمريكية وللمواطن الأمريكى كل هذا النفوذ والأهمية والدلال فى فرض «كمالا / بايدن»، و«أماندا جورمان» بطموحها وتصريحاتها الفجائية الصادمة؟ هذا السؤال سيثبته أو سيزيده شكّاً ماجاء وما تم توقعه فى مسلسل (عائلة  سيمبسون)، فقد ظهرت «ليزا / كمالا» فى المسلسل قبل انتفاضة (حياة السود مهمة)، أى أن وجود كمالا كان حتميّا حتى لو لم يُقتَل جورج فلويد- كما أن حدث «الرئيسة ليزا» بطلة المسلسل وتوأم كمالا- كان سابقًا لإضرابات (بلاك لايفز ماتر) بعشرين عامًا، فهل تم الدفع بحركة (حياة السود مهمة) وتهييجها؟ كى نصل إلى هزيمة ترامب وليلة تنصيب بايدن والفساتين القرمزية وقصيدة التل الذى تسلقناه؟

لو صدّقنا ما سبق  فما هو حجم وتأثير الدور الذى تلعبه المؤسّسات الكبرى العلنية والسرية التى تحكم أمريكا.. الدستور العظيم والبنتاجون والكونجرس والرئيس واللوبيز والصحافة والإعلام والمؤسّسات الأمنية ووزارة الخارجية والمحكمة العليا ومجلس الأمن القومى ووكالة الاستخبارات والشركات الكبرى والمؤسّسات الصناعية ومجلس العلاقات الخارجية (CFR) ومنظمة دير صهيون السرية؟.. هل كل هؤلاء مُسَخّرون لكتابة سيناريو مسلسل كرتونى أبطاله من الورق؟