الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
"كدهوّن"!..معركة الاتحاد النسائى

"كدهوّن"!..معركة الاتحاد النسائى

عدَّى النهار والمغربيّة جايّة وأم عباس ما خلّصتش تنضيف البيت لغاية دلوقتى مع حرصها الشديد على حشر موبايلها بين ودانها وطرحتها حتى لا يعوق حركتها أثناء التنضيف ( وكده تقدر تتكلم وتشتغل فى نفس الوقت )؛ خصوصًا إنها بتستقبل كل شوية مكالمات غامضة وسريعة تنتهى بشهقة خاطفة من أم عباس ثم تواصل  عملها عادى جدّا مع الاحتفاظ بالموبايل فى وضع الاستعداد لتلقّى مكالمات أخرى، وفى الغالب عملت غرفة عمليات على الضيق للأهل والأحباب وكِدَهُوَّن.



ولأن السوابق تؤكد أن أم عباس عندما تعلن حالة الطوارئ المصاحبة لمكالمات غامضة أثناء تنظيف البيت بتنتهى بكارثة إنسانية غالبًا بتكون مع عربى جوزها أو جيرانها فى السكن، وعليه فقد التزمت الصمت الحذر مع الحرص على مراقبة الموقف عن بُعد ومتابعة دقيقة  لتحركاتها تحسبًا لأى هزات مفاجئة، وبالفعل حدث ما توقعته ورن موبايلها واستقبلت المكالمة الأخيرة، وعندها شهقت أم عباس هذه المرّة شهقتها المشهورة (أعلى من شهقة الملوخية) وقالت لأسماء بنتها بمنتهى الحزم  تعالى بسرعة عند بيت الأستاذ (إللى هو أنا) وهاتى معاكى إخوانك وخالاتك وأم هند وأم صلاح وماتنسيش تفوتى على عمّك أنور العَواد وخدى منه الطبلة الكبيرة (واضح أننا داخلين على فضيحة)، وهنا أدركتُ أن الساعة الصفر قد حانت والمعركة قادمة لا مَحالة وبقى أن أعرف اسم الضحية هذه المرّة وسبب الاشتباك وكِدَهُوَّن، للأسف كان لا بُد أن أتخلى عن الحذر وأتدخل بشكل مباشر وأرضى فضولى وأسألها أنت عايزة الطبلة ليه يا أم عباس، أنت مش جوّزتى أسماء خلاص؟ فأخدت نَفَس عميق وقالت  بأداء مسرحى  ردىء: أيوة يا أستاذ جوّزت البت أسماء خلاص، لكن المرّة دى بقى هَزف أبو أسماء ذات نفسه، وهنا جاء دورى لأطلق شهقة الاندهاش والإثارة، وبسذاجة أحسد عليها قلت لها كم أنت عظيمة يا أم عباس وروحك رياضية أوى كده إزّاى فرحانة بالشكل ده لجواز عربى جوزك وكمان هاتعملى له زفة وكِدَهُوَّن.. يتزف على عزرائيل البعيد، ده مين ده إللى يتجوز؟ على جثتى لو الجوازة دى  تمّت (دى أم عباس إللى بتقول)، الناقص عايز يتجوز علىّ بعد ما شلته هو وعياله العمر ده كله وشاف له شوفة تانية.. وفجأة ضحكت بشكل متقطع(تقريبًا اتجننت) وقالت: شوفت المخفى وهو بيحط لها ريحة وهو رايح يقابلها، طيب كان استحمّى الأول وكِدَهُوَّن.. أدركت خطورة الموقف الراهن والظروف المحيطة بمعركة أم عباس القادمة فقلت بصوت رخيم  لا يخلو من العمق (عاجبنى أدائى) طيب اهدى واحكى لى إيه إللى حصل بالظبط؟! وكأنها كانت فى انتظار هذا السؤال فانطلقت فى الحكى من أول ما أخدت بالها من تصرفاته  الغريبة وكلامه الهامس فى الموبايل فى مكالمات طويلة، وإللى زاد وغطى أنه بقى بيدهن شعره فازلين، والأهم بقى أنه ماشى مفلس على طول فلوسه بتخلص أول بأول من غير ما يجيب لقمة فى البيت، وكمان ييجى ياخد فلوسى أنا العيال، بصراحة الفار لعب فى عيبّى بس ماكانش فى إيدى الدليل، وده إللى خلانى أدعبس فى موبايله وشوفت مكالمات كتير لواحدة اسمها فايزة  ماعرفتهاش، ففضلت ساكتة لغاية يوم شبكة أسماء  لاقيته داخل بوليّة شكلها لا يسر عدو ولا حبيب ولا تفهم لها وش من ظهر وعاملة زى لقمة القاضى مدكوكة فى نفسها كده (تنمُّر واضح وصريح على فايزة من أم عباس) وبيقولّى سلّمى على الست فايزة (أنا مش شايفة أيتها ست) الناقص عزَمَها فى الفرح علشان تيجى تتفرّج علينا وعاملة حبيبة وبتجامل، ماطوّلش عليك، قلت فى بالى يابت خليكى حويطة وماتبوظيش فرح بنتك علشان واحدة  زى دى ماتساويش (ومازال التنمُّر مستمرًا)، أنا هاقعد واتفرّج عليهم  من بعيد لبعيد وأرخّى لهم الحبل على آخره لغاية لما أخنقهم بيه (سلوك نسائى إجرامى بالفطرة)، وحصل وحياتك استأذنت المعدلة علشان تدخل الحمَّام فى البيت وماخرجتش فدخلت وراها لقيتها عمّالة تفتش فى العفش وزى ماتكون بتحط لى عمل اسود ولما شافتنى قالت إنها بتدوّر على الموبايل بتاعها وقع تحت الكنبة بتاعتى، انت فاهمنى طبعًا (بصراحة مافهمتش حاجة، بس هزيت لها راسى بثقة أى واحد فاهم) فكمّلت وأنا عملت باصلى وسكت وكمان رحّبت بها بزيادة وقلت لها خطوة عزيزة يا نضرى والله ما أنت مروّحة الليلة دى غير آخر واحدة.. والهَبلة صدقتنى (أنا كمان صدقتها )وقعدت لغاية لما الفرخ ماتفض وكل الناس مشيوا،  قمت مسكتها أنا والبنات ورنتها علقة ماخدهاش حمار فى مطلع،  وقلّعتها  طرحتها، وأنت فاهم بقى لما ست عازبة ترجع بيتها من غير طرحتها  وكِدَهُوَّن.. طيب وعربى عمل إيه؟؟ عامله اسود، هايعمل إيه البعيد، اتكتم وقعد مكبوس طول الليل مانطقش، بس تانى يوم لما قابلها استقوى وشم نفسه ورجع يقولى لازم يتجوزها علشان سمعتها باظت بعد العلقة إللى أخدتها وطرحتها إللى قلعتها.. قلت له ضحكت عليك يا خايب؟؟ تسيب الدهب (إللى هى أم عباس) وتبص الفالصو  (إللى هى فايزة) هو أنا قصّرت معاك فى إيه ياعربى علشان تدخل علىّ بضُرّة؟؟ يعنى الناس تقول علىّ إيه مش ماليه عينه ولا بقى معيوبة وجوزها راح لست تانية.. وانفجرت فى البكاء وهى تقول الضرة مُرة ولو كانت جرة.. ولسّه هاتعاطف معاها صرخت فى وشى وقالت قطيعة تقطع الرجالة كلهم (أكيد من ورا قلبه).وكِدَهُوَّن.. قلت لها ما هو أنت غلطانة برضة حَبَكت يعنى تضربيها علقة كده الموضوع كبر واتلخبط واتعقّد  والراجل اتورط فى جوازة، هاتعملى إيه دلوقتى؟ ردت بهدوء وقد استحضرت روح ريا وسكينة وتخنت لى صوتها مع رَفع الحاجب الشمال  (أنا كحسن خفت منها) اقف فى البلكونة دلوقتى يا أستاذ واتفرج هاعمل إيه فى عروسة الغافلة.. وسابتنى مسبهل من تهديدها ولبست عباية الخناقات ونزلت وأنا طلعت البلكونة زى ما قالت لى واتفجئت بموكب نسائى مهيب تتقدمه أم عباس بخُطى سريعة وفى يدها طبلة تدقها بانتظام كالمسحراتى (لزوم الفضايح والجرسة) وخلفها بناتها الأربعة وبعض السيدات المهذبات إللى بتحب تجامل فى مثل هذه الظروف بالزغاريد والهتافات القبيحة متجهين لكُشك الست فايزة إللى على ناصية الشارع وبدأت الحفلة بأغنية الصبُّوحة الشحرورة عاشقة وغلبانة والنبى بصوت أم عباس وخلفها أسماء بالطبلة وقد تجمع العامّة والدهماء، فصرخت أم عباس بأعلى صوتها على دقات الطبلة عايزة تتجوزى جوزى يا كارتة يامقشفة يامصدية يا خطافة الرجالة، ماتطلعى يا روح الروح وتفرّحينى جَمال خطوتك.. وأخيرًا ظهرت فايزة متنمّرة ومستعدة تمامًا تفرّجها جمال خطوتها العنيفة جدّا على غير المتوقع، فتراجعت أم عباس للخلف من تأثير الخضة (أول مَرّة تصعب علىّ) ولكنها لحظات واستردت مكانتها وتبادلوا الشتائم الصباحية الجميلة مع بعض الفلكلور المصرى المحبب لرجل الشارع مع فاصل من الفنون الشعبية فى الردح والتنمّر وتقطيع الهدوم، وانقسم جمهور الحاضرين لفريقين فريق يشفق على فايزة وفريق آخر يدعم موقف أم عباس التى  كان لها الغلبة فى النهاية وانتصرت بالضربة القاضية مع إعطاء المهزومة مهلة يومين للهجرة لأى منطقة أخرى مايكونش فيها عربى وكِدَهُوَّن.. عاش الاتحاد النسائى الشعبى بقيادة أم عباس.