ست من مصر.. لمبة بنصف المرتب

عوقب خمسة مسئولين بمصلحة الكيمياء؛ إخصائى مشتريات، ومدير إدارة الألياف الصوفية، ومديرة إدارة الألياف الصناعية، بخصم أجر 15 يومًا من أجرهم الوظيفى، والتهمة الإهمال فى عملهم بتركيب لمبة لمعمل المنسوجات دون الرجوع للمخازن لبيان توافر الصنف من عدمه، رغم أن اللمبة لا يتعدى سعرها30 جنيهًا!

جهاز الكمبيوتر فى مدارسنا معزز مكرم فى الحفظ والصون فى فصل مغلق نظيف لا تلمسه يد خوفًا من النيابة والسجن والمهانة؛ أمّا التلاميذ فيدرسون فى الحوش، على الأرض، مازلنا محلك سر عقلياتنا ترفض التغيير، رغم أننا نحن فى أيام جديدة بعد ثورة على جماعة الظلام والكذب، ولكننا لم نثر على الروتين والجمود وتعطيل المراكب السائرة، كل مسئول يرفض أن يوقّع على ورقة من شأنها تسيير الأعمال خوفًا من اتهامه بالسرقة مثل محافظ جسور حُكم عليه بالسجن لأنه أقام حوضًا للسباحة بالأمر المباشر.. وهذا كان ضمن فوضى ثورة 25 المزعومة.

هؤلاء المسئولون يتهمون فى ذمتهم رغم أنهم تخطوا الروتين من أجل لمبة.. وتعلن أسماؤهم فى الصحف، وغيرهم من أباطرة اللحوم الفاسدة يشار إليها بـ«المحلات الشهيرة».. هى كما يقول المثل: «إن سرقت اسرق جَمل».. حتى فى السرقة طبقات!!.. هل نحن فى القرن الواحد والعشرين، وبعد ثورة قوية تجرأنا وفوضنا الرئيس السيسى والجيش وكسحنا نظامًا كان سيهوى بنا إلى العصر الحجرى ولم نخف، فلماذا التمسك بقوانين عصر ما قبل التاريخ.. حتى من أجل لمبة!