الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقائق وهواجس.. أحلام اليقظة وحدها لا تكفى

حقائق وهواجس.. أحلام اليقظة وحدها لا تكفى

يخطئ مَن يظن أن الحياة المهنية أحد الهوامش على حياة الإنسان، هى فى تقديرى العمود الفقرى لحياته بشكل عام، فأنت لا تعمل والسلام ضمن أنشطة عديدة تقوم بها فى حياتك، العمل هو أساس باقى مقومات الحياة، هو مبدأ ومنتهى الإحساس بالوجود، بل وبقيمة هذا الوجود الإنسانى فى مجموعه، وإذا كنت تبحث عن بصمة تتركها فى حياتك، تجعلك حاضرًا فى كل وقت حتى وإن غبت، فلا بُدّ أن تحمل هذه البصمة الوجهين؛ المهنى والإنسانى على حدّ سواء، وهو ما لا يتأتى فقط باختيار مهنة تجيدها فتنجح فيها، ولكن عليك أن تضيف بصمتك إلى هذه المهنة، لا أن تكرر فيها نجاح الآخرين وفقط.



والمدخل إلى تحقيق البصمة المهنية، يتمثل فى قرار ألا تكون مفعولًا به فى مسارك المهنى على الإطلاق، اجعل من «المبادرة» واحدة من مجموعة القيم التى تؤسّس من خلالها لحياتك المهنية، وشرارة «المبادرة» فى التفكير الإيجابى، فَكَرْ بشكل إيجابى حتى حين تصادف مواقف مهنية سلبية، وأعلم أنها جزء أصيل من الحياة المهنية، كما أن المواقف السلبية فى مجموعها من ضمن مقومات الحياة ككل، يتصور البعض أن ما نقوله عبث، ولكنه واقع عشناه ضمن محصلة خبرات مهنية وإنسانية متراكمة، واجهنا فيها الفشل مثلما عشنا فيها نجاحات متوالية، ولم يكن تجاوز الفشل، إلا بالتفكير الإيجابى، اخرج عن دائرة النمطية فى تفكيرك، الحق نفسَك.

حين تمسك بزمام مسارك المهنى، وتؤمن أن أمانك الوظيفى فى كفاءتك والتزامك وتراكم خبراتك، وقتها سوف تدرك أن تطور مسارك الوظيفى بترقية تستحقها، ليس بالضرورة أن يكون فى نفس مكان العمل، تخطئ إذا انتظرت دورك فى الترقية فى نفس مكان عملك، بادر فاحصل على ترقية تستحقها فى مكان عمل آخر، وسوف تلمس أن ثراء الخبرة أهم كثيرًا من طول سنوات الخبرة، خبرات متنوعة وثرية متراكمة لعَدد معقول من السنوات، أثقل فى الميزان من خبرة سَنة واحدة متكررة بذاتها لأكثر من عشرين عامًا، لا تحدثنى عن عدد سنوات خبرتك فى المكان، كلمنى عن إنجازاتك وقصص نجاحك فيه، هكذا يكون حديث الخبرة.

ولا تنسَ أن تضع لنفسك أهدافك، وأنت تأخذ قرار الانضمام لمحل عمل جديد، افعل مثلما تفعل معظم المؤسَّسات، حين تضع لك أهدافها من وراء استخدامك، وتسألك أن تعمل على تحقيقها كما تراقب أداءك وتقوّمه، إذا حادَ عن الطريق المخطط نحو تحقيق هذه الأهداف، واحرص على أن تُلِم بكل مقومات الصناعة التى تعمل بها، فلا يكفى أن تعلم كل شىء عما تقوم به وفقط، ولا تخنق روحك بسقفٍ لأحلامك، فكم من معجزاتٍ لم تبدأ إلا بحلم، وأنت لست بقاصر عن تحقيق ما حققه الآخرون إن لم تفقهم، وفى هذا لا بُد من توافر ثلاثية «الرغبة والقدرة والإرادة»، أحلام اليقظة وحدها لا تكفى.

عادة ما يتزامن العام الميلادى الجديد، مع عام مهنى جديد، ونحن الآن فى بداية عام ميلادى جديد، فإذا كنت صبرت معى، فواصلت القراءة حتى ختامى هذا، فلا أتمنى سوى أن تؤدى سطورى دورَها، فى أن تبدأ عامَك المهنى الجديد، بنظرة مختلفة لمسارك المهنى، نظرة تخرج بك إلى آفاق رحبة من الطموحات، فلا ترتضى إلا أن تسعى وراءها سعى الشقاء، مؤمنًا أن لكل مجتهدٍ نصيبًا، يأتى آجلًا إن لم يأتِ عاجلًا، كُن فى تحقيق أحلامك إلى الجرأة أقرب من الخوف، فالجرأة من الإيمان، ولعل قراءة سطورى فى مجموعها، تفتح عينيك على أبواب «المعرفة» كقيمة تصنع الفارق، فلا شىء أهم من المعرفة.