الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المدارس القبطية تحت العناية الأمنية!

المدارس القبطية تحت العناية الأمنية!
المدارس القبطية تحت العناية الأمنية!


فى وسط أجواء العنف والإرهاب التى تسود البلاد فتحت المدارس أبوابها لاستقبال طلابها فى تحد واضح للجماعات المتطرفة، وعلى الرغم من التحدى الذى تواجهه تلك الجماعات من الشعب المصرى.. إلا أن هذا لا يمنع وجود خوف وقلق من جانب الأهالى وكذلك القائمين على العملية التعليمية على أولادهم.
 
إذا كان الخوف هو السائد من الأهالى عموما على أبنائهم.. إلا أن هذا الخوف يتضاعف إذا كان الطالب فى مدرسة تابعة لمنشأة مسيحية.. فصورة الراهبات الفرنسيسكان المحاصرات من قبل الجماعات الإرهابية بالمنيا، وكذلك حرق الملاجئ والكنائس والمستشفيات القبطية لا تزال محفورة فى أذهان المصريين.. وبالرغم من المحاولات المستميتة التى يبذلها الشعب المصرى وحتى الأزهر فى القضاء على الإرهاب والتطرف الذى سيطرت لغته على الخطب الدينية، إلا أنها مازالت سارية المفعول فى بعضقرى ومحافظات الصعيد!
 
الحقيقة أن الشعب المصرى أدرك أن الحل الوحيد لمحاربة الإرهاب هو أن تمارس حياتك بشكل طبيعى.
 
تقول «حنان نصر» إن لديها طفلين أحدهما فى مدرسة للراهبات بحلوان تشعر برعب شديد جدا، إلا أنها اتخذت قراراً بأن توصلها للمدرسة من أول يوم لأنها مؤمنة بأن ما يريده الله سيكون!
حنان أكملت بقولها: نسمع كلاماً كثيراً مطمئناً عن وجود ترتيبات وخطط موضوع لأمان وسلامة الطلاب، لكن السؤال الذى فى ذهنى: هل هذا ما سيحدث فى حالة وقوع أى شىء؟ هل سيستطيعون أن ينفذوا ما هو مكتوب على الورق؟!
 
وتضيف: نعم أنا مرعوبة جدا إلا أن هذا لن يمنعنى أن نعيش حياتنا بشكل طبيعى على الرغم من كل شىء.
 
أما «عماد»- مدرس بإحدى المدارس بأسيوط- يقول: الوضع فى الصعيد كالعادة مهمل.. إلى الآن لم تأت إلينا الكتب ولم نستلم بعض المدارس أساسا.. فعلى أى أساس يتحدثون؟!
 
ويكمل قائلا: مدير المدرسة قامبالتنبيه علينا بعدم التحدث بالسياسة إلا أننا لدينا مدرسين لديهم فكر إخوانى يؤكدون لنا «المواجهة لم تنتهى بعد»، مشيرا إلى أنه يتوقع أنهم سيتحدثون مع الطلبة داخل الفصول ولا أحد رقيب!
 
ويضيف عماد قائلا: الوضع فى الصعيد مختلف.. فإذا قمنا بالإبلاغ عن أى تجاوز يتم تسريب اسم المبلغ ويلقى جزاء فعلته، ولذا فالناس تخشى أن تبلغ عن أى شىء تراه.. إلا أننا هنا نتوقع حدوث أى هجوم خشية الدخول فى قضايا ثأر، خاصة أننا هنا عائلات معروفة.
 
وعلى العكس تؤكد «ماريا وصفى»- مدرسة بإحدى مدارس القاهرة التابعة للمدارس الكاثوليكية- أن هناك تنبيهات واضحة ومحددة موزعة علينا بالمدرسة، بالإضافة إلى إجراءات تفتيشية لكل من يدخل إلى المدرسة مع إبراز البطاقة الشخصية!
 
وأكدت أن هناك تنبيهات واضحة وحازمة على ألا يتحدث أحد بالسياسة.. إطلاقا ومن سيفعل غير ذلك سيتعرض لإجراء صارم جدا.
 
من جانبها أكدت الأخت «بولين مسوحة»- أمين فرع مدارس الإسكندرية والبحيرة الكاثوليكية- أنه تم دخول مدارس الإسكندرية من الأسبوع الماضى مؤكدة أن الأمور تسير على ما يرام.
 
وأضافت أنه لم يكن هناك أى نسبة غياب، بل إن نسبة الحضور كانت كاملة، مشيرة إلى أن هناك إجراءات أمنية متبعة، حيث يتواجد أفراد من الضباط والجيش ولكن بشكل غير مرئى وغير واضح وهو إجراء متخذ مع كل المدارس وليس نحن فقط.
 
وأوضحت بولين أن هناك بعض الإجراءات الأمنية التى أرسلتها لنا وزارة التربية والتعليم وقمنا بإبلاغها لكل المدارس الأخرى التى تتلخص فى تشديد إجراءات الرقابة على الدخول مع تسجيل بيانات بطاقة الرقم القومى وتسجيل ميعاد الدخول، بالإضافة إلى الكشف على الحقائب أو اللفافات أو الطرود التى يحملها الزائر.
 
وأكدت بولين أننا قمنا بمنع دخول الأهالى مع الطلاب وهو أمر تقبله الأهالى بتفهم وفرح لأنهم تأكدوا أن هناك إجراءات أمنية واضحة للحفاظ على سلامة أولادهم مع تنبيهنا على عدم تواجد أى عاملين أو مدرسين بعد انتهاء مواعيد العمل، وكذلك التأكد من غلق كل الأبواب والنوافذ وفصل التيار الكهربى والمياه والتأكد من الحالة الأمنية والتفتيش عن أى جسم غريب.
 
وأضافت بولين: أننا أيضا لدينا خطط واضحة لعملية إخلاء المدارس فى حالة أى هجوم.. موضحة أن هذه الخطة موجودة ضمن شهادة الجودة، مشيرة إلى أن هناك أماكن فى فناء المدرسة تسمى «مكان أمان» يتم إرسال الطلبة إليها فى حالة حدوث أى شىء!
 
هناك تنبيه آخر جاء إلينا من أمانة الكنائس الكاثوليكية عن لجان تتردد على المدارس تدعى أنها «أمن وطنى» وتطلب معلومات عن المدارس والطلاب.
 
موضحة أنها فى الواقع ليس لهم صلة بالأمن الوطنى.. ولكنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وبالتالى تم التنبيه على المدارس بعدم السماح بالتعامل مع أى أفراد أو إعطاء أى بيانات إلاللمسئولين من الإدارات والمديريات التعليمية بعد إظهار هويتهم والتنبيه على جميع العاملين بالمدرسة بتنفيذ ذلك أيضا.
 
ومن جانبه أكد الأب رفيق جريش المسئول الإعلامى للطائفة الكاثوليكية أن تأمين المدارس من الخارج يتم عن طريق القسم الموجود بالمنطقة وهذا التأمين غير واضح حتى لا يصيب الأولاد بأى خوف أو قلق.
 
ويوضح جريش أن هناك تأميناً داخلياً أيضا للمدارس ولكن عن طريقنا نحن، حيث إننا لدينا أمن خاص، خاصة أن المدرسة عادة تكون ضمن مجموعة منشآت أخرى مثل كنيسة أو مستشفى أو مستوصف، وبالتالى فإن لنا أمننا الخاص.. ولكن بشكل غير واضح أيضا لنفس السبب. خاتما كلامه قائلا: فى النهاية الحافظ والحارس هو الله فمن يريد أن يلقى مولوتوف أو يستخدم سلاحاً سيفعل ذلك على الرغم من كل الاحتياطات الأمنية ولذلك الله هو الذى يستر.