د. باسم أمين: لدينا محترفون دوليون فى مصر وتنقصنا الإمكانيات المادية!

فى الوقت الذى كانت أغلب الجماهير المصرية، تتابع عن كثب بطولات الدورى المحلى والأوروبى، كان الطبيب المصرى، «باسم أمين»، ينافس أعظم لاعبى الشطرنج فى العالم فى الوقت الحالى، ويتفوق عليهم.

برع ابن مدينة طنطا فى لعبة الشطرنج، ليصبح المصرى والإفريقى الوحيد فى قائمة أفضل 100 لاعب عالميّا فى لعبة الشطرنج، إذ يحتل المركز 35 ضمن القائمة.

«روزاليوسف» حاورت د.«باسم أمين»، للتعرف على رحلته مع الشطرنج التى بدأها فى سنّ مبكرة وهو لم يتجاوز الـ 4 سنوات، وكيف فضّل بعد ذلك الاستمرار فى اللعبة على ممارسة الطب، كما يتحدث عن وصوله للعالمية.

عن دخوله عالم الشطرنج، قال: حبى للشطرنج بدأ فى سنّ مبكرة عندما كان عمرى 4 سنوات، حينها أهدانى والدى لعبة الشطرنج واستمر فى تعليمى أساسيات اللعبة، وذات مرّة سقطت رقعة الشطرنج فطلب منّى إعادة المباراة من جديد، ولكنه فوجئ بأنى أرتب القطع فى نفس مكانها قبل السقوط، وفى هذه اللحظة أدرك والدى شغفى باللعبة.. وبدأ معى الرحلة بإحضار مدربين لتطوير مهاراتى.

 درستَ الطب واخترتَ الاستقالة للتفرُّغ للشطرنج.. بعد هذه السنوات، كيف تنظر لهذا القرار؟

- يوجد الكثير من الأطباء لكنى متفرد بالشطرنج.. ولو عاد الزمن سأقوم بنفس الاختيار. أنا مارستُ الطب حتى شهر مارس عام 2016، حينها قررت الاستقالة من وزارة الصحة والتفرغ للشطرنج؛ لأن الخيارَيْن فى حاجة إلى وقت ومجهود فكنت فى مفترق طريق وانتهى قرارى باختيار الشطرنج.

 لكن الشطرنج لا يحظى باهتمام كبير على المستوى المحلى أو الدولى.

- بالطبع.. ينقصنا كلاعبين كثير من الإمكانيات على عكس ما يحدث فى الخارج، ففى الألعاب الأخرى يكون لكل لاعب فريق عمل كامل، من مدربين، ومساعدين، وأطباء، ومُعد بدنى، وإخصائى نفسى، يوجد مساعد للاعب يدير له كل هذه الأمور، أمّا نحن فى لعبة الشطرنج فلا يتوفر لنا مدرب من الأساس وليس مساعدًا.

لكن فى المقابل تُعَد روسيا وأمريكا من أكثر الدول اهتمامًا بلعبة الشطرنج حتى إنه تم تصنيف بعض المباريات بمثابة الحرب بين الدولتين، كذلك النرويج يُعتبر الشطرنج ثانى لعبة شعبية لديهم وتتم إذاعة المباريات مباشرة باستوديو تحليلى ونسب مُشاهَدة مرتفعة.

 خلال رحلتك الطويلة فى ممارسة الشطرنج.. ما أهم التحديات التى واجهتك؟

- حَقّا؛ اللعبة مهدور فى مصر، وضعف إمكانيات الاتحاد المصرى للشطرنج يشكل عائقًا؛ بحيث إن الميزانية تكفى تنظيم البطولات فى أضيق الحدود، فأنا مثلًا طوال مشوارى حتى هذه اللحظة، أضطر للسفر إلى أغلب البطولات على نفقتى الخاصة، من دون وجود رُعاة أو حتى وجود مكافآت من الاتحاد أو وزارة الشباب والرياضة.

وفى الوقت نفسه؛ هناك عددٌ كبيرٌ من الجماهير يتابع ويعرف اللعبة ويمارسها ويشارك أيضًا فى البطولات «أون لاين»؛ خصوصًا فترة حظر «كورونا» الإقبال على اللعبة زاد؛ حيث اتجه العديد من اللاعبين الكبار إلى مباريات الـ«أون لاين»، وهذا الأمرُ قرَّبَ ناس كتير من اللاعيبين وأصبحوا يتابعون أكثر، وبالتالى أظن أن بإمكاننا النهوض بتلك اللعبة؛ لأن من السهل تنظيم بطولاتها «أون لاين»، فقط كل ما نحتاجه بعض الإمكانيات البسيطة؛ خصوصًا أننى وأحمد عدلى مصنفَيْن دوليّا فى اللعبة.

 هل لدينا مدربون فى مصر؟

- للأسف لا يوجد، نحتاج فى المنتخب مدربًا أجنبيّا باستمرار؛ ليُعلمنا شيئًا جديدًا ويكون مناسبًا لمستوى اللاعبين الاحترافى، بالإضافة إلى عدم وجود مكافآت فوز بالبطولات المختلفة.

 وكيف تحافظ على مستواك الاحترافى فى ظل تلك التحديات؟

- كل لاعب منّا يتعامل بشكل فردى عن طريق الإنترنت؛ لتطوير إمكانياته والحفاظ على مستواه.

 حققت مستوى متقدمًا جدّا فى لعبة الشطرنج عربيّا وعالميّا.. هل عرض عليك جنسيات أخرى اللعب باسم دولة أخرى؟

- الشطرنج يختلف عن باقى الألعاب الرياضية؛ حيث يستطيع لاعب الشطرنج اللعب باسم أى دولة دون الحصول على جنسيتها، ولكن يتم عن طريق تغيير الجنسية الشطرنجية، وبالنسبة للاحتراف فى لعبة الشطرنج يستطيع اللاعب اللعب فى أكثر من دورى، أيضًا على عكس الكثير من الألعاب الأخرى.

ورُغْمَ انتشار فكرة تغيير الجنسية الشطرنجية؛ فإنى أفضّل دائمًا اللعب باسم مصر كممثل لها فى أى بطولة، وبالنسبة للاحتراف فأنا ألعب فى الدورى الفرنسى والسويدى وحصل فريقى على المركز الثانى فى الدورى الألمانى، لأول مرّة فى تاريخ النادى.

 شاركت فى بطولات عديدة فى لعبة الشطرنج.. فما أهم المحطات بالنسبة لك؟

- شاركتُ فى عدد كبير من البطولات، فأنا ألعب الشطرنج منذ 25 عامًا، وحصلت على لقب «أستاذ اتحادى» عام 1999 بعد فوزى ببطولة العرب، ثم لقب «أستاذ دولى» عام 2004 فى بطولة إفريقيا تحت الـ 20، ولقب «أستاذ دولى كبير» عام 2006 بعد زيادة التقييم إلى 2500 نقطة، ثم أخيرًا لقب «سوبر جراند ماستر» بـ 2700 نقطة، وهو الإنجاز المصرى والعربى الأول بالحصول على اللقب.

 كيف يتم حساب الفوز أو الخسارة فى بطولات الشطرنج؟

- هناك نظامان فى البطولات.. الأول هو النظام المغلق ويضم من 10 إلى 12 لاعبًا وفيها كل لاعب يقابل باقى المنافسين «الكل يقابل الكل»، والنظام الثانى هو النظام المفتوح ويشارك فيه من 100 إلى 300 لاعب، ويتم عمل القرعة واحتساب النقاط.. الفوز يساوى نقطة والتعادل نصف النقطة والخسارة لا شىء.

 وما أهم بطولات لعبة الشطرنج دوليّا؟

- يوجد الكثير من البطولات مثل: بطولة العالم للقارات، وبطولة أوليمبياد الشطرنج، وكأس العالم للرجال.

 تصـــــدر المســــــلسل الأجــــنبى The Queen's Gambit التريند خلال الأيام الأخيرة.. وهو من الأعمال الفنية القليلة التى تتحدث عن لعبة الشطرنج.. كيف تابعت ذلك؟

- هناك  العديد من الأعمال الفنية غير المصرية، وبالطبع The Queen"s Gambit أحد أهمّها مؤخرًا كما تسبب فى زيادة نسبة مبيعات اللعبة على أمازون وغيرها من المواقع، كما أنه بطولة فتاة، ما جعل عددًا كبيرًا من السيدات فى العالم تتجه للعبة مرّة أخرى، أمّا عن الدور الإعلامى فهو ضعيف، لكن يمكن القول إن السوشيال ميديا، ساعدت فى وصول الإنجازات والنتائج وزيادة المهتمين باللعبة والوصول للجمهور.