الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الضرورات تبيح المحظورات

الضرورات تبيح المحظورات

فى الوقت الذى أصبحت فيه مخاطر الإنترنت وسلبياته على أبنائنا أكبر من فوائده وإيجابياته مما يضع أمام أولياء الأمور مسئولية كبيرة لحمايتهم وتحصينهم، خاصة فى ظل تلك التحديات التى تواجه مجتمعنا سواءً فى الداخل أو الخارج يطل علينا الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر عبر أحد البرامج التليفزيونية بفتوى تحرم تجسس أولياء الأمور على أبنائهم ومتابعتهم متابعة فجة وإحصاء حركاتهم وسكناتهم، مشيرًا إلى حرمة التنصت عليهم بأى شكل والتجسس على ما يتصفحه الأبناء على الإنترنت، مسترشدًا بالآية الكريمة «ولا تجسسوا» وأن الهدف من الفتوى هو ترسيخ الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء مما أوقع أولياء الأمور فى حيرة من أمرهم هل يتركون أبناءهم بمفردهم يواجهون ما يحتويه عالم الإنترنت من عنف وشائعات ودعاوى للتطرف والإرهاب علاوة على انتشار العديد من المواقع الإباحية التى تحاول استقطاب الشباب ووقوعهم فى المحظور أم يقفون حائط  صد يراقبون ويتابعون حماية لأبنائهم من الوقوع فى براثن الانحراف أو  الدخول فى مشكلات وعلاقات غير سوية يرفضها المجتمع «فكل راعٍ مسئول عن رعيته».



ورغم أن الفتوى توضح مدى حرص الدين الإسلامى على الخصوصية واحترام الآخر سواءً كان صغيرًا أم كبيرًا وأن متابعة الأبناء وحمايتهم بالمراقبة وكسب الثقة أفضل من تخويفهم بالتجسس عليهم، خاصة أن التجسس محرم شرعًا فإن هناك خطًا رفيعًا يفصل ما بين المراقبة والتجسس من الصعب على ولى الأمر تحديده ومعرفة معاييره حتى لا يقع فى الحرمة وهو يحاول متابعة أبنائه والحفاظ عليهم.

أعتقد أننا فى وقت أصبح فيه متابعة الأبناء وحمايتهم من الانزلاق فى أشياء تضر بمستقبلهم وبلدهم واجبًا شرعيًا، فمخاطر الإنترنت كثيرة ومتنوعة وتستهدف الأطفال والشباب لتدمير المجتمعات، ولن ننسى تلك الألعاب الإلكترونية المجانية التى انتشرت فى السنوات الأخيرة على شبكة الإنترنت وتسببت فى انتحار الكثيرين، وتلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة التى تستقطب الشباب وتحاول تجنيدهم وهذا الكم من الشائعات المغرضة الكاذبة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تحاول النيل من بلدنا وهدم قيم ومبادئ مجتمعنا.. كل تلك الأشياء وغيرها الكثير يجعلنى أتوجه بسؤال إلى فضيلة الدكتور أحمد كريمة: «أليست الضرورات تبيح المحظورات»؟!>