السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المنتصرون على «كوفيد 19»

ينتظر المصريون يوميّا بيان وزارة الصحة، للتعرُّف على حصيلة إصابات فيروس «كورونا»، ورُغم الارتفاع الكبير فى أعداد الإصابات خلال الأيام الماضية والزيادة الكبيرة فى أعداد الوفيات؛ فإن الإحصائيات اليومية تبعث بعض الأمل مع زيادة أعداد المتعافين من «كوفيد 19»، ومن تتحول نتائج تحاليلهم من إيجابية إلى سلبية.. «روزاليوسف» تحدثت مع أربعة أشخاص، من المتعافين من الفيروس القاتل فى مراحل مختلفة من العمر؛ ليحكوا لنا عن تجاربهم مع المرض اللعين وكيف مرّت عليهم أيام العزل.



 

عزل منزلى

 

«ولاء»، 29 عامًا، (اسم مستعار)، تعمل فى إحدى شركات الاستثمار العقارى، أصيبت بفيروس «كورونا» بعد اختلاطها فى العمل بإحدى أصدقائها العائدين من بريطانيا: «شكّيت فى الموضوع بعد ظهور بعض الأعراض ما جعلنى أخضع لفحص أون لاين، وقررتُ اختيار العزل المنزلى بمفردى واتبعتُ البروتوكول المتعارف عليه من «أنتبيوتك، وبنادول ومهدئات سعال، وفيتامينات» بجانب شرب سوائل كتير، ولأنى مصابة بحساسية الصدر، كانت الأزمة، فكنت أحرص على استخدام البخاخ 5 مرات فى اليوم حتى لا تحدث أزمة تنفس».

 

فى اليوم الثالث عشر بدأت «ولاء» تشعر بالتحسُّن، واستمرت الإصابة ما يقرب من 20 يومًا: «كنت فى حالة غموض تام لا أتحدث مع أحد، وأقرب الأقربين فقط على علم بذلك، وتجنبتُ الحديث عن الأمر تمامًا؛ لأن فى ذلك التوقيت لم يكن الأمر منتشرًا بهذا القدر، أخذتُ إجازة من عملى وأغلقت هاتفى»، لافتة «طبيعة شغلى كان هناك تعامُل مع عدد كبير من البشر ومكنش ينفع أن يعلم أحد بالأمر فى الشركة كلها، وتعافيت والآن أخى نتيجة تحاليله إيجابية، ويحضع للعزل المنزلى منذ 10 أيام».

 

رحلة «كورونا»

 

«محمد رياض»، 30 عامًا، متعافَى من فيروس «كورونا»، لا يعرف بالضبط كيف انتقل إليه الفيروس، لكن يُرجع الإصابة إلى رحلة: «قررتُ أنا وأصدقائى السفر للترفيه فى أحد الشاليهات السياحية الخاصة بنا، وبعد عودتى من الرحلة التى استمرت 3 أيام فقط، بدأتُ أشعر بالأعراض.. ارتفاع درجة حرارتى وإسهال وألم فى الظهر، وتواصلتُ مع رقم 105».

 

يضيف محمد: «بعد أن تأكدتُ أن الأعراض لفيروس «كورونا»، تحركت فى أكثر من اتجاه وذهبت إلى مستشفى خاص وخضعت لتحليل دائرة فيروسات التى أكدت إصابتى بالفيروس، وبعد ذلك قررت العزل الذاتى داخل المنزل».

 

عانى «رياض» كثيرًا، وتعرّض لأيام صعبة: «كنتُ أشاهد فيديوهات وأقرأ عن المصابين ولم أتخيل أن أكون فى قلب التجربة، المرض أثر على كل شىء سواء فى الأكل والمناعة وغيرهما، وتم شفائى بالغذاء الجيد والسوائل الدافئة، والأعشاب الطبية المضادة للبكتيريا والفيروس.. لم أكن أتحرك نهائيّا لأهمية الراحة فى العلاج وامتنعت عن السوشيال ميديا والأخبار لمنع ضعف مناعتى، وكنت حريصًا ألّا يُصاب أحد من أسرتى».

 

بعد الشفاء أصبح «محمد» يعانى هواجس التلامس، ويخشى الاقتراب من أى أحد آخر: «بعد مرور الأزمة بخير سوف أحتاج الذهاب إلى استشارى نفسى لتعديل ما حدث فى سلوكياتى، التى جزء كبير منها نابع من تعامُل الناس معى بخوف وقلق فى كل الأماكن بعد علمهم بأنى متعافَى من الإصابة».

 

البعد عن الضغط

 

«نانسى»، 45 عامًا، استشارية تخاطب، إحدى المتعافيات من الفيروس تقول: «كنت سليمة ولا أشعر بأى أعراض.. استيقظت فى أحد الأيام أشعر بأعراض شديدة من البرد، واستمررتُ فى أخذ علاج البرد من يوم 17مارس حتى 30 إلى أن خضعت للفحص دون علمى بالإصابة؛ خصوصًا أن الحرارة كانت غير مستقرة، وبعد فترة فقدت حاسة التذوق ومن هنا تأكدت من إصابتى».

 

قررت «نانسى» ألّا تستمع لأحد غير نفسها، وعدم السير وراء الأخبار التى تسبب لها الضغط: «غلطى وندمت عليه هو التباطؤ فى اتخاذ الخطوة العملية، وأخطأتُ لأنى طلبتُ من دكتور كتابة مضاد حيوى لتسكين ألم العظام لا يطاق.. بجانب ألم الصداع لا يُحتمل، ولكنه لم يساعد، وكنت غير مهتمة بالطعام بسبب فقدان حاسة الشم». لافتة إلى أنها «تواصلت مع الخط الساخن وتم أخذ العينة يوم 30مارس بعد أسبوعين ونصف بداية الأعراض، وظهرت النتيجة بعد 4 أيام بإيجابية حالتى».

 

تضيف: «شعرتُ بالتعافى بعد شهر من العزل والعلاج.. ولا أزال فاقدة حاسة التذوق والشعور بالوهن ولكن حاسة الشم بدأت فى العودة مع قلة جفاف الحَلق.. أهم شىء الأكل الجيد حتى إن كان بلعًا دون شعور بالطعام، وشرب السوائل الدافئة، بجانب العلاج».

العالم ينتهى

 

 

«فادية»، إحدى المتعافيات من الإصابة بفيروس «كورونا»، لم تشعر بارتفاع فى درجة الحرارة: «كنت أعتقد أنه عرَض أساسى حتى علمتُ أنه ليس ضروريّا، وأن السعال يختلف من شخص لآخر، وهذه المعلومة لم أكن على علم بها، فكان المتداول يؤكد أن السعال فى حالة «كورونا»، يكون جافّا، وهذا غير صحيح، بجانب الصداع وآلام شديدة فى العين، ويصاحب ذلك تغيرات بحاسة الشم، مع سيولة فى الأنف، وصعوبة فى البلع».

 

فى اليوم الرابع بدأت «فادية» تعانى من أزمة الجهاز التنفسى: «كنتُ أواجه مشكلة فى التنفس ما جعلنى أسرع على المستشفى؛ للخضوع إلى المسحة الخاصة بفيروس «كورونا»، وظهرت النتيجة فى اليوم التالى إيجابية.. فى البداية شعرتُ أن العالم انتهى وأنه يجب عليّا توديع أحبتى؛ خصوصًا لكثرة متابعتى للأخبار الخاصة بالفيروس».

 

وتضيف: «تم عزلى فى أحد المستشفيات الخاصة.. وكان هذا تفضيلًا منّى من العزل المنزلى، خوفًا على زوجى وابنى، ومساعدتهما فى العزل بمفردهما حتى بعد ثبوت سلبية نتائجهما من البداية، والأطباء كانوا يؤكدون أن مناعتى قوية وأن الأمر سيزول». مؤكدة أن «الاهتمام بالطعام الجيد والسوائل مع بروتوكول العلاج من أهم عناصر الشفاء».

 

بعد 14 يومًا، من العلاج تحولت نتيجة تحاليل «فادية» إلى سلبية: «استمررتُ فى المستشفى حتى أخذ العينة مرّة أخرى بعد يومين، وبالفعل ثبت سلبية النتيجة». لافتة إلى أنها لم تخبر أحدًا بالأمر خوفًا من تعامُل الناس معها ومع أسرتها؛ خصوصًا أن هناك ثقافة سيئة عن المصابين بالفيروس: «رأيتُ كيف يتعامل سكان الكمبوند الذى أمكث فيه مع إحدى الحالات التى تم إعلان إصابتها بعنصرية وخوف شديد منها ومن أطفالها، فأصررتُ أنا وزوجى على كتمان الأمر حتى التعافى، وحتى بعد التعافى لم أخبر أحدًا لكنى أصبحتُ أخشى التلامس مع الجميع، وأعانى من ضيق فى التنفس فى أى تجمع يزيد على 5 أفراد». 