فانوس رمضان «صنع فى المنزل»!

فاطمة مرزوق
بدأ شهر رمضان هذا العام هادئًا.. الجميع يلزمون منازلهم.. والشوارع خالية من ضجيج الأطفال وضحكاتهم؛ خوفًا من تفشى فيروس كورونا المستجد.. لكن رغم أن كل شىء يبدو ساكنًا فى الشوارع على غير العادة.. قررت كل أسرة أن تستقبل رمضان بطريقتها الخاصة.. إذ قام البعض بصُنع الزينة والفوانيس فى المنزل بأدوات بسيطة من دون الحاجة إلى تكاليف مادية.. إضافة لتزيين الجدران والغرف بالأضواء والفوانيس الورقية فرحًا بقدوم الشهر الكريم.
فانوس رمضان بـ 1000 زجاجة مياه
تعاون «إبراهيم صلاح» مع صديقه «أحمد حسين» فى ابتكار شىء جديد يدخل البهجة على جيرانه احتفالًا بقدوم شهر رمضان؛ خاصة فى ظل حالة القلق من فيروس كورونا المستجد، الإبداع كان طريقهم لاستغلال وقت الفراغ فى صنع أكبر فانوس.. يقول إبراهيم: «حبينا نسيب بصمة كويسة ومختلفة فى الفترة الحرجة اللى كلنا بنمر بيها دي، ونعمل أى حاجة بسيطة حتى لو فايدتها قليلة، وفعلًا فكرنا نعمل أكبر فانوس فى مصر فى 2020 للدعم النفسى والاجتماعى لينا».
بدأ الشابان فى تنفيذ الفكرة بالتزامن مع بدء العزل المنزلى، حيث وصل ارتفاع الفانوس إلى 5 أمتار، وتم صنعه باستخدام 1000 زجاجة مياه: «زجاجات الميه كانت موجودة عندنا بقالها فترة فحبينا نستغلها فى حاجة تدعم نفسيتنا ونفسية الناس اللى حوالينا، وفى نفس الوقت نوعى بفكرة إعادة التدوير وتحويل الخامات المهملة لأشكال فنية صديقة للبيئة، ودى مهمة المكان بتاعنا، بنعيد تدوير الخامات زى كاوتش العربيات، ومواسير السباكة وخامات الخردة الحديد لرفع الوعى البيئى لمجتمعنا وبتمنى محافظة الجيزة يتبنون الفكرة ويدعمون مشروعنا من الجهات المختصة».
يعمل «إبراهيم» فى نحت المجسمات الفنية والجدارية، أما صديقه فهو محترف فى تحويل إطارات السيارات لأشكال فنية وأغراض منزلية.. ويضيف: «اخترنا يكون أكبر فانوس السنة دى وجمعنا ألف زجاجة مية ودى كمية كبيرة جدًا، وخد مننا وقت ومجهود بالنسبة لحجمه، والحمد لله رد فعل الجيران كان كويس جدًا ومبسوطين وبيسألوا على الطريقة اللى عملناها بيه، وفرحانين إننا سبب فرحتهم».
ورشة فنية فى البيت لإعداد الزينة
بعد أسابيع من الجلوس فى المنزل عرف الملل طريقه إلى الأطفال، لذلك قرر «شريف سامى» أن يتعاون مع أولاده فى صنع زينة رمضان فى المنزل للتغلب على الملل وخلق أجواء البهجة الرمضانية، وساعده عمله فى مجال رياض الأطفال، حيث يمتلك حضانة خاصة، على معرفة الخامات المستخدمة وطرق تنفيذ الأشكال الفنية المختلفة.. فاصطحب أولاده لشراء «ألواح كانسون، ألوان، ورق تصوير، ورق جوخ ملون، ألواح فوم، برون»، لتبدأ مهمة تصنيع زينة وفوانيس رمضان.
يقول شريف: «الفكرة ليست حديثة، وتوارثناها جيلا عن جيل، لكن الفرق فى تطوير أشكال الزينة بما يناسب تطلعات أطفالنا وبحكم شغلى فى مجال رياض الأطفال، ومن منطلق حبى لهم واهتمامى بكل ما يسعدهم أبحث لهم عن كل جديد».
ويوضح أنه استغرق 10 أيام فى إنتاج زينة رمضان بالمنزل: «علقتها فى الحضانة والبيت، وأولادى ساعدونى فيها أعمارهم 8 و6 سنوات، ونزلت منشور على الفيس بوك بالصور والطريقة، عشان ننشر البهجة ونستقبل رمضان ونشغل أطفالنا فى حاجات مهمة، وكلها أفكار سهلة وبسيطة بخامات متاحة فى المكتبات، وشجعت الناس هما كمان يعملوا كده ونزلوا صور الزينة فى بيوتهم وبقينا فرحانين برمضان».
بهجة أغانى رمضان
على أنغام «رمضان جانا» و«والله بعودة يا رمضان» اجتمعت «أم جنات» برفقة صغارها الثلاث لصُنع الزينة والشخصيات الكرتونية احتفالًا بقدوم شهر رمضان.. كانت الأم حريصة على إدخال البهجة والسرور على قلوب أطفالها بعيدًا عن حالة الملل والاكتئاب التى سيطرت على الجميع بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد «قولت نفرح بقدوم شهر رمضان، اشتركت أنا وأولادى فيها جنا بنتى عندها 9 سنوات، وكانت فرحانة جدًا وجنات 4 سنوات وحمزة سنتان ونصف».
استغرق إعداد زينة رمضان 3 أيام فقط؛ حيث أنجزت الأم وأطفالها هذه المهمة فى أوقات فراغهم: «جنات كانت منتظرة تشوف رمضان اللى عملنا ليه زينة استقبال، وكانت فاكرة إنه شخص، وحمزة رغم أنه صغير ومش فاهم بس كان فرحان وبيساعدنا فى تعليق الزينة».
تحاول الأم أن توفر لصغارها أجواء رمضان القديمة التى نشأت عليها حتى تترك لهم ذكرى جميلة حينما يتجاوزون مرحلة الطفولة، وتؤكد أنها تحرص على أن يعرف أولادها بالشخصيات الكرتونية الشهيرة التى تربت عليها الأجيال مثل بوجى وطمطم: «بشغلهم على الشاشة بوجى وطمطم وبعرفهم بالشخصيات دي، لدرجة أن جنات بتقولى بوجى بطنه وجعته عشان بياكل من الشارع وكمان مش بيغسل أسنانه، بصراحة فرحت جدًا لإنها استنتجت لوحدها هدف حلقات بوجى وطمطم وقد إيه أولادنا اتظلموا من عدم وجود برامج أطفال ليها هدف تربوى زى زمان».
أما «أم فارس» فقد اتجهت إلى اليوتيوب وقامت بتطبيق الطرق المتاحة لعمل زينة رمضان بالمنزل باستخدام «ورق فوم، بكر ستان، مسدس شمع»، تقول: «طورت من الأشكال وطبعًا حطيت التاتش بتاعي، وعملت كل حاجة أنا وأولادى التلاتة، وشغلنا أغانى رمضان القديمة وركبنا الزينة مع بعض».
زينة رمضان بأبسط الأدوات
«كراتين البيض» كانت متراصة كالعادة فى محلات البقالة، لا يلتفت إليها أى شخص، لكن يبدو أن «هيام سعيد» كانت لها نظرة أخرى، إذ قامت بجمع عدد من الكراتين الملونة فى منزلها من دون أن تحدد فيما ستستخدمها بعد «أنا بحب ألعب بالكراتين أو الورق الكرتون علشان أعمل بيه حاجات لابنى ونفكر سوا ونلعب ونفرح واعمل أشكال مختلفة».
وبعد تفكير طويل أحضرت «هيام» المقص وبدأت فى عملها: « قعدت أقص كل الكراتين لإنى كنت حابة أفرّح ابنى ونلعب سوا، جبت مسدس الشمع وابتديت ادخل اللونين فى بعض عكس عكاس لحد ما كونت فانوس، قولت زينة رمضان غالية أوى والفوانيس، فقررت أعمل زينة رمضان للبيت، واعمل لأبنى فانوس واكتب عليه اسمه، وفعلًا عملت كده أنا وهو.. وخليته يساعدنى لحد ماخلصنا وعلقناها سوا، وطلعت جميلة أوى وكل اللى شافها طلب منى اعملوا منها».
توضح «هيام» أن الأمر لم يكلفها أكثر من بضعة جنيهات فقط ثمن الشمع الذى لصقت به الكرتون: «عندى مسدس الشمع والشريط اللى علقت عليه الفوانيس، وكراتين البيض أخدتها ببلاش من البقال.. ومخدتش منى وقت خالص، ربع ساعة وكنت مخلصة فرع الزينة، ودايمًا ببتكر حاجات بالكرتون وقبل كده عملت لابنى جيتار ورق لإن كان نفسه فيه والجيتار الأصلى غالى جدًا».