الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«واصل».. مواجهة الفيروس بـ Click!

من بين الابتكارات والمبادرات المختلفة حول العالم لتوصيل معلومات الوقاية من فيروس كورونا لذوى الاحتياجات الخاصة من ضعاف السمع، كان لمصر دور خاص؛ إذ أعلنت وزارة الاتصالات عن تطبيق «واصل» إلكترونى يهدف لمساعدة وتعريف الصم والبكم جميع المعلومات والإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا من خلال مكالمات فيديو مع فريق متخصص.



 

يخدم التطبيق الجديد شريحة كبيرة، فوفقًا للإحصائية الأخيرة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، يوجد فى مصر 7.5 مليون شخص يعانون الصم والبكم، بينما يعانى عالميًا 360 مليون شخص من ضعف السمع منهم قرابة 32 مليون فى سن الطفولة.

 

وأعلنت وزارة الاتصالات عن إتاحة التطبيق لمستخدمى نظام أندرويد، ليصبح جاهزًا للاستخدام بمجرد تحميله على الهاتف المحمول، وتحتوى الشاشة الرئيسية للتطبيق على ثلاثة اختيارات تتضمن الخدمات الرئيسية (نجدة، إسعاف، مطافئ) بهدف مساعدة المستخدم فور الشعور بأى من الأعراض المصاحبة للفيروس.

 

ومع زيارة التطبيق للمرة الأولى يقوم المستخدم باختيار «إسعاف»، لتسجيل البيانات الخاصة به من اسم وسن ورقم هاتف، وتحديد طبيعة الإعاقة التى يعانى منها إذا كانت إعاقة سمعية أو صعوبة تخاطب، ليتم التحويل بعد ذلك إلى مكالمة فيديو لتوضيح جميع المعلومات المطلوبة من خلال فريق متخصص.

 



 

ويقول محمود صابرين، المسئول الإعلامى بوزارة الاتصالات إنه تم إطلاق خدمة الرد على المعلومات الخاصة بالفيروس من خلال تطبيق واصل الصم وضعاف السمع، وذلك فى ضوء توجيهات الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،لافتًا إلى أن إطلاق التطبيق يأتى ضمن خطة أعدتها الوزارة لتقديم خدماتها للمواطنين بالتزامن مع خطوات الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وأضاف، أن المركز التقنى لخدمات الأشخاص ذوى الإعاقة، قد تم إطلاقه من قبل الوزارة فى مؤتمر ومعرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2019 تنفيذًا للمبادرة الرئاسية لدمج وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة. لافتًا إلى أن الوزارة أطلقت خدمة الرد على الاستفسارات الخاصة بفيروس كورونا المستجد للصم وضعاف السمع عن طريق «واصل»، وذلك على مدار 24 ساعة بهدف دعم وصول المصابين أو الحاملين لأعراض متعلقة بالفيروس إلى الجهات المعنية فى الدولة لتوفير الخدمات الصحية.

 

وأوضح «صابرين» أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل على توفير المساندة بجميع صورها للمواطنين من خلال تفعيل التقنيات التكنولوجية الذكية وتوفير الكوادر الفنية المدربة لتقديم الخدمات بكفاءة، مشيرًا إلى أن خدمة الرد على الاستفسارات الخاصة بفيروس كورونا المستجد للصم وضعاف السمع هى أحد أنشطة الوزارة للوصول لكل فئات المجتمع وتقديم الخدمات التقنية المساندة لمواجهة الأزمة والحفاظ على سلامة المواطنين.

 

وعن كيفية عمل التطبيق، أكد صابرين أنه يتم الرد على مكالمة الفيديو من خلال مجموعة من المتخصصين موجودين 24 ساعة طوال أيام الأسبوع «بيتكلموا مع المستخدم بلغة الإشارة، ويمكن سؤالهم  فى أى شىء وتتم الإجابة على كل الاستفسارات عن فيروس «كورونا» المستجد وطرق الوقاية، وإذا كان هناك أحد يحمل الأعراض يتم توجيهه للخطوات اللى المفروض يتبعها».

 



 

ويعد تطبيق واصل أحد مشروعات الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الهمم تحت شعار (دمج – تمكين – مشاركة)، ووفقًا لمنظمات حقوقية فإن فيروس «كورونا» يشكل مخاطر لكثير من الأشخاص ذوى الإعاقة حول العالم.

 

..كما أنَّ الأشخاص ذوى الإعاقة فى هيومن رايتس ووتش: «الأشخاص من ذوى الإعاقة هم من الفئات الأكثر تهميشًا وتعرضًا للوصم فى العالم، حتى فى الظروف العادية، ما لم تتحرك الحكومات سريعًا لإدراج ذوى الإعاقة فى استجابتها لفيروس كورونا، سيتعرضون بشدة لخطر العدوى والموت مع انتشار الجائحة».

 

وفى الواقع .. فإنَّ الإعاقة فى حد ذاتها لا تعرضهم لخطر الإصابة، ولكنهم فى خطر بسبب التمييز والعوائق التى تحول دون حصولهم على المعلومات، والخدمات الاجتماعية، والرعاية الصحية، والإدماج الاجتماعى، والتعليم.. وخلال جائحة سريعة التطور، تكون المعلومات أساسية للأشخاص لاتخاذ قرارات حول كيفية حماية أنفسهم والحصول على الضروريات والخدمات أثناء الحجر الصحى والعزل الذاتى. 

 



 

نجلاء 26 عامًا، من ذوى الهمم مصابة بضعف السمع تقول: «واجهت معاناة فى توافر المعلومات الخاصة بفيروس كورونا منذ بداية ظهوره فى أواخر العام الماضى، وكنت أشد رعبًا من غيرى خاصة أنى أعانى بعض ضمور فى العضلات مع ضعف السمع، وعدم توافر المعلومات جعلنى أتوجس أنى قد أكون أكثر عرضة الإصابة عن غيرى».

 

وتضيف: « شعرت بشىء من التهميش خاصة كفئة لا تتوافر لديها معلومات، ولكن تعرفت على تطبيق واصل من خلال أحد الإعلانات الخاصة به على صفحة وزارة الاتصالات صدفة، وبعد ذلك قررت أن أقوم بتحميل التطبيق واستخدامه فلن أخسر شيئًا».

 

وعن تجربتها فى استخدام التطبيق توضح: «فوجئت بتوافر المعلومات الخاصة بالفيروس على التطبيق، وشعرت بسعادة كبيرة لأنه أصبح هناك قناة واحدة لها معلومات غير متضاربة، وهذا من قلقى على الأقل فيما يخص أن إعاقتى لا تجذب المرض فى شيء، وقمت باستخدام التطبيق أكثر من مرة لتحديث المعلومات ومعرفة كيفية التصرف السليم فى حالة ظهور أعراض عليها أو على أحد من أسرتى».

 

وتابعت: «التطبيق بسيط فى الاستخدام وغير معقد على فى شىء، لأنه يعتمد على خاصية الفيديو، ومتوافر 24 ساعة، والتحدث عليه يكون باستخدام لغة الإشارة عشان نفهم، كما يقوم بشرح طرق الوقاية».