الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الغناء بطعم الكورونا

يعيش العالم اليوم أوضاعًا صعبة، بعد انتشار عدوى ڤيروس كورونا المميت، وما استتبعه ذلك من البقاء فى المنازل لفترات طويلة، ولكن كعادة المصريين الذين يمتلكون القدرة على تحويل أى محنة إلى منحة، انتشر فى الأيام الماضية على شبكات التواصل الاجتماعى العديد من الأغنيات التى تهدف إلى التوعية ضد الإصابة بهذا الفيروس، وتنوعت الأغانى ما بين عشرات الأعمال لأشخاص عاديين من الجماهير يمتلكون مواهب التأليف والأداء فسجلوا بأنفسهم مقاطع فيديو من منازلهم وهم يتغنون بكلمات تحذر الأقلية غير الواعية من الاستهانة بالمرض، وتنادى بضرورة لبس الكمامات عند التعامل مع الغير، وبعدها حملت لمسة كوميدية بعيدًا عن التوعيّة، منها على سبيل المثال أغنيات سخرت من العادات الغذائية السيئة لسكان الصين التى يعزى لها انتشار هذا الفيروس، لكن الأزمة فجرت طاقات أهل الفن أيضًا الذين صنعوا فى هذه الفترة الوجيزة أغنيات للتوعية من الفيروس إيمانًا منهم بأن الغناء هو سلاحهم الوحيد فى مواجهة الفيروس اللعين.



 

الغريب أن أغانى الكورونا لم تتوقف منذ أسابيع، فمنذ أيام قليلة نشر الشاعر «عمر طاهر» أغنية بعنوان (الحظر) على لحن الأغنية الشهيرة (سلم على).. أيضا تم نشر أغنية (الكورونتينا) على لحن أغنية (طاير يا هوا) وقام بالغناء «أبلة فاهيتا» بمشاركة عدد من الفنانين والجمهور، فى الوقت الذى بدأت فيه القنوات التليفزيونية إذاعة أغنية (خليك فى البيت) للمطرب الشعبى «عبدالباسط حمودة».

 

(حملة توعية)

 

البداية مع الفنان «أحمد سعد» الذى يرى أنه من الواجب على الجميع أن يقوم بدور إيجابى فى ظل هذه الظروف الصعبة التى نعيشها حتى إذا كان هذا الدور هو المكوث فى المنزل فقط والالتزام بجميع قواعد السلامة.  مشيرًا إلى أنه منذ تصاعد الأزمة وهو يحاول الالتزام قدر الإمكان بتعليمات الوقاية والأمان حتى إنه يقوم بكل نشاطاته فى المنزل بما فيها الرياضة والتمارين وغيرهما، ولأنه مؤمن تمامًا بأن الفنان له تأثير كبير على الناس وتقع عليه مسئولية التأثير على متابعيه ومحبيه ولأنه قدوة لغيره فهو يشارك جمهوره نشاطاته ويومياته من المنزل على صفحته الشخصية ليعكس لهم التزامه واحترامه للموقف، وعن قصة أغنيته الأخيرة التى قدمها للتوعية من الفيروس يقول إنه فكر كثيرًا فيما قد يحتاج إليه الناس فى تلك الظروف، ووصل إلى أهمية أن يجدوا ما يطمئنهم ويقلل هلعهم، وأعجبته رسالة الشاعر «أحمد إبراهيم»: (أزمة وهتعدى وبكرة هنبقى بخير وتمام.. لازم ورا نرجع خطوة عشان نطلع قدام.. حرص جدًا لكن متخافش نهائى عشان.. لينا رب حامينا بعين لا بتغفل ولا بتنام..) وقررا أن تكون تلك الأغنية واحدة من عدة أغنيات ضمن حملة توعية للناس تحت اسم (أزمة وهتعدى) فصحيح أن الكلمة لها تأثير كبير على الناس إلا أن اللحن والغناء والتصوير من داخل المنزل سيساعد فى توصيل الرسالة وتحقيق التأثير بها بشكل أكبر، وإذا استفاد شخص واحد فقط منها فهذا هدف مرضٍ بالنسبة له.

 

(الراب هو الحل)

 

بطريقة أخرى، خرج أيضا الشاعر الغنائى «خالد تاج الدين» لمتابعيه بأغنية من كلماته وأدائه، أطلق عليها اسم (كورونا استايل)، تقول كلماتها (خلاص دخلنا فى الجد فمتسلمش على حد، صاحبك لو يوم هتقابله حط بينه وبينك حد، مش عايز أكون ممل ولا أقول لمون وخل افصل نفسك بنفسك لا كافيه ولا محل...) وعنها أخبرنا أن الفكرة جاءته بالصدفة عندما كان يكتب منشورًا على الفيس بوك للناس حتى يلتزموا بطرق الوقاية التى أعلن عنها المتخصصون، فوجد أن الكلمات تخرج منه مقفاة، وهنا قرر أن يستعيض عن المنشور بأغنية، واختار الراب لأنه سهل ولا يحتاج لإمكانيات صوتية، فقط يمكن لأى مؤدٍ أن يعتمد عليه وأيضًا لأنه منذ فترة يستمع إلى هذا الفن الذى لفت انتباهه كثيرًا حتى إنه درسه تمامًا من جميع الجهات، وبالفعل بدأ فى صناعة الأغنية التى استغرقت يومًا واحدًا كتب فيها الكلمات واستعان (برتم موسيقى فاضى) من الإنترنت، ثم سجلها عن طريق هاتفين، أحدهما لتشغيل المقطع الموسيقى والآخر للتسجيل، مشيرًا إلى أنه وجد تفاعلاً كبيرًا من الناس، ووصله الكثير من ردود الفعل الإيجابية، ما أسعده كثيرًا، وعزَّز شعوره بمسئوليته كفنان له تأثير على الناس، لا يقل أهمية عن دور الضابط أو الطبيب فجميعنا لديه واجب تجاه الآخرين وعليه ألا يتقاعس عنه وخصوصًا فى وقت الأزمات.

 

لا أملك إلا الغناء

 

استكمالاً للنجاحات الكبيرة التى حققها الشاعر والملحن «عزيز الشافعى» مؤخرًا، دعا المصريين هو الآخر للعزل المنزلى من خلال حساباته على السوشيال ميديا بمقطع فيديو له وهو يغنى على أنغام أغنية (شد الحزام) لفنان الشعب «سيد درويش» التى غير كلماتها إلى (شد اللحاف على جسمك هيعدلها سيدك، وابعد عن التجمعات أبوس ايدك، وفى شغلك خلى يديك بعيد عن وشك، وكل شويه بالصابون اغسل ايدك.. ) المقطع الذى تفاعل معه الكثيرون حتى إن النجم «تامر حسنى» شاركه مجددًا لمتابعيه، ومن هنا حكى لنا «عزيز» عن كواليس هذا المقطع وقال: «بعد أن شاركت الناس بفيديو قلت لهم فيه يجب أن نجلس جميعًا فى منازلنا، جاءتنى فكرة قول ذلك مرة أخرى ولكن بأغنية، فالأغنية أو المسلسل التليفزيونى أو أى نوع من أنواع الفن عمومًا أسهل وأسرع وأكثر قدرة على الوصول للآخر من الطرق العادية، وبما إننى لا أملك إلا الأغنية فكانت هذه هى وسيلتى، ولم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة عندما كنت جالسًا ومعى العود الخاص بى فكتبت الكلمات وغنيتها وصورتها ونشرتها على حساباتى فى نفس الوقت».

 

للتخلص من القلق

 

(خليك فى البيت وبلاش تنزل، كلنا مع بعض وإيد واحدة نعدى الأزمات، الصعب يهون لو نستحمل، مصر المحروسة بتتألم لو واحد مات...) بهذه الكلمات بدأ الموزع الموسيقى «أحمد عبدالعزيز» كلمات أغنية ألفها ولحَّنها ووزَّّعها موسيقيًا وغناها أيضًا بواسطة ڤيديو صنعه له أحد أصدقائه المقربين ونشره على السوشيال ميديا قبل أيام، وقال عنه: «هذه الأغنية فكرة لإدخال البهجة على الناس لأننا فعليًا نعيش فى حالة من الكآبة والقلق بسبب كثرة الأخبار السيئة التى تنهال علينا من كل مكان، وللأسف الكثير منها يكون شائعات الهدف منها هو إثارة عواطف الناس فقط، ففكرت فى تقديم شىء مفيد، وفى الوقت  نفسه مبهج للتخلص من هذا التوتر، وركزت فيه على كيفية الوقاية لأنها خير من العلاج، وقد أقدمت على الخطوة لقناعتى بأن كل من يمتلك صلاحية الوصول لعدد كبير من الناس سواء كان فنانًا أو إعلاميًا أو خطيبًا أو لاعب كرة دوره مضاعف ويمتلك قوة تأثير وإقناع على الناس».

 

 

 

رسائل لا تتوقف

 

فى السياق نفسه، كان لعدد آخر كبير من الفنانين طريقتهم فى التعبير عن موقفهم فى ظل هذه الظروف، فوجه الفنان «حكيم» رسالة مصورة إلى جماهيره من منزله عبارة عن أغنية توعوية للتحذير من خطورة السلام باليد، واستغلت الفنانة «إليسا» كلمات أغنيتها (كرهنى) فنشرت صورة لها وهى ترتدى الكمامة وأرفقتها بمقطع من أغنيتها (ما بدى تقرب لى، وتسلم عادى على، ضلك حبنى عن بعد، واتخيل إنا مع بعض) فى إشارة إلى طريقة التعامل التى يجب أن تتم لمكافحة عدوى الكورونا.

 

وكان للكوميديا حضور بارز فى عدد من الأغانى مثل (كورونا الحلزونة) لـ«عصام شعبان عبد الرحيم وإسلام خليل» و(يابا يابا م الكورونا) غناء المذيع «جابر القرموطى» التى قدمها ضمن استعراض فى إحدى حلقات برنامجه (الكلام على إيه).