السبت 25 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

دراما رمضان تحارب الإخوان

دراما رمضان تحارب الإخوان
دراما رمضان تحارب الإخوان


من الواقع السياسى العبثى والاجتماعى المحبط، بعد مرور عامين على ثورة 25 يناير تحركت دراما رمضان.. ولهذا لم تخرج من إطار السخط و«التمرد» الذى تحول إلى عاصفة أسقطت النظام الإخوانى الفاشى، فمن إعادة فتح المعتقلات للنشطاء والثوار، مرورا بالتعاون مع عناصر جهادية وإرهابية إلى تجريف الثقافة وخنق حرية الإبداع وتفكيك مؤسسات الدولة وشل حركتها فى اتجاه التمكين الذى كانوا ينتهجونه.
 
10 مسلسلات أعلنت تمردها على الوضع الاقتصادى والاجتماعى والسياسى فى مصر، منذ تولى مكتب الإرشاد إدارة البلاد من المقطم إلى الاتحادية، هذه الأعمال ترسم محنة وطن وتضعنا وجها لوجه أمام الواقع المأسوى الذى كنا نعيشه.
 
يتصدر هذه الأعمال مسلسل «العراف» للزعيم «عادل إمام»، وهو حلقه جديدة من مشروعه ضد الجماعات الإسلامية، وفيه يواصل كشف هويتهم الحقيقية فى عمليات السطو والإرهاب، خاصة حيث تضغط أحداثه على الكوادر التى تصدرت الساحة السياسية بينما هى غير مؤهلة لصنع القرار وتتراوح ما بين من يتحدث دون وعى أو معرفة والقفز على مناصب رفيعة وحساسة دون تأهيل.
 
ومن أبرز الأحداث السياسية التى يلعب عليها المسلسل نقل د.«ياسر على» المتحدث باسم رئاسة الجمهورية سابقاً إلى منصب رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالإضافة إلى عجز وزير الرى عن حل أزمة «سد النهضة» وتعمد د.«باكينام» على فضح مصر فى مؤتمر الحوار الوطنى وخطف الجنود وغيرها من الأحداث، تمرد «العراف» يتكشف من شخصيات  يجسدها الزعيم منها لواء صارم فى مباحث الأموال العامة، إلى رجل أعمالٍ ثرى من بورسعيد، إلى دكتور مشهور يمارس الطب فى مدينة المنصورة، إلى سفيرٍ فى وزارة الخارجية إلى تاجر أنتيكات محنك ثم خبير تجميل معروف فى بيروت وفى نهاية المطاف عالم فلكى وعراف كبير فى الخليج والعالم العربى، كل هذه المناصب تحتاج إلى تأهيل ودراسة وحنكة فى تقلدها، المشاهد التى حصلت عليها «روز اليوسف» من المسلسل كشفت ما سبق وبذكاء شديد.
 
المشهد الأول يجمع بين «عادل إمام» و«شريف رمزى» أثناء تجسيد عادل إمام لشخصية لواء بمباحث الأموال العامة، بينما يجسد شريف شخصية شاب طموح يتطلع لتحقيق أحلامه ويتعرض لضغوط كبيرة من الداخلية، ويدور بينهما هذا الحوار.
 
عادل: البلد دى فيها قانون ومش أى قانون ده قانونى أنا قانون العدل قانون الحق، على أى واحد يفكر أنه ينقلب على النظام
 
شريف: صح يا باشا.
 
عادل: اوعى تفتكر إن فيه حاجة اسمها حرية وديمقراطية إحنا اللى بنعطى المساحة لكل شىء بس كله حسب معاييرنا إحنا.
 

 
مشهد آخر بين «حسين فهمى» و«عادل إمام» فى قسم الشرطة.
 
الزعيم: هو فى حاجة ياباشا أنا حاسس إنك زعلان أو مضايق قولى لو ولاد الأبلسة مزعلينك إحنا عارفينهم واحد واحد.
 
حسين: أنا مش عارف الناس دى عايزة إيه هو كل من ربى ذقنه وزبيبة الصلاة تطلعه يبقى خلاص هيحكم البلد.
 
مسلسل تحت الأرض لـ«أمير كرارة» الذى يكشف عن جرائم قتل متورط بها أنظمة دولية وجماعات جهادية وحماس وحزب الله، ويلمح بخبث عن وجود الإخوان بهذه الجماعات.
 
مسلسل «الداعية» لـ«هانى سلامة» يتناول حياة شاب يجند فى جماعة إسلامية، وهو  فى العاشرة من عمره وبعد وفاة والدية يبدأ حياة العزلة عن الآخرين لتكون علاقتة الوحيدة بجماعته فقط، إلى أن تأتى فتاة لتسكن بالشقة المقابلة له وعلى أوتار الموسيقى ينجذب لها ولأفكارها المتحررة .
 
فيبدأ الصراع بين ما نشأ عليه من أفكار متشددة والخروج عنها، وبين قلبه المعلق بحب الفتاة «بسمة».. المفاجأة فى الأحداث هى تصفية هذا الشاب من قبل الجماعة الإسلامية التى ينتمى لها بعد محاولات منهم لإعادته من الطريق الضال الذى انساق وراءه.
 
المفاجأة الأكبر هى إعادة 3 مشاهد قد تم حذفها من قبل الرقابة لتفادى الصدام مع جماعة الإخوان المسلمين.
 
وتتناول الرؤية الكاملة لثورة 30 يونيو وتخبط جماعة الإخوان المسلمين فور سقوطهم المشهد الأول: بين «هانى سلامة» وأحد أمراء الجماعة، ويدور حديث بينهم حول التخطيط لتأمين مكتب الإرشاد ونقل جميع الأوراق الخاصة بالجماعة إلى مكان سرى لا يعرف أحد عنه شيئا، وذلك لأن تلك الأوراق تحمل صفقات سلاح حصلت عليها الجماعة عن طريق عناصر من دولة شقيقة.
 
المشهد الثانى: دخول البطل إلى التنظيم الذى يجسده «هانى سلامة» فيبدأ فى انتقاء الشباب أصحاب الأعمار الصغيرة 16 و18 عامًا ويبدأ فى تدريبهم على التطرف والإرهاب تحت مسمى الدين، وذلك بعبارات مثل الإسلام هو أن تعرف دينك وتعترف بيه وأى دين آخر غير معترف به، وهذه هى رسالتنا تجاه المرحلة القادمة وأخرى عن كيفية تجنيد هؤلاء الطلاب للتجسس على المعارضة الليبرالية ومعرفة ما يفعلونه من مخططات فى السياسة وكيفة ردع ذلك من جماعة الإخوان.
 
المشهد الثالث وهو الأخير: حوار بين «هانى سلامة» و«بسمة» أثناء نزول البطل إلى مظاهرات 25 يناير وانشقاقه عن الجماعة فيبدأ فى كشف الستار عن مخطط تعامل التنظيم فى أحداث موقعة الجمل وإبراز شخصيات بعينها هى من أوقعت بتلك الجريمة ليس بذلك فقط بل كشف كيفية استخدام عناصر من القناصة لقتل المتظاهرين من أعلى المبانى السكنية، والتى تنتمى إلى عناصر جماعة الإخوان المسلمين وليس لفلول النظام البائد.
 
المؤلف «مدحت العدل» كشف لنا عن أن المسلسل سياسى بنكهة درامية، بداية من تتر المسلسل الذى طرح بصوت «آمال ماهر» بأغنية «انتباه»، بالإضافة إلى كشف هوية رجال ينتمون إلى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يعرف كل خباياهم وعندما ينشق عنهم يبدأ الصراع لمحاولات عديدة لقتله، بالإضافة إلى أن العمل يحمل مفاجآت عدة عن تاريخ الجماعة ستصدم جماعة الإخوان المسلمين، موثقة بالأوراق الرسمية وهناك جهات معنية هى من ساعدتنا فى كشف هذا التنظيم السرى.
 
«الزوجة الثانية» لـ«أيتن عامر» و«عمرو واكد» على الرغم أنه يعيد نفس أحداث فيلم «سعاد حسنى» و«شكرى سرحان» إلا أن رؤية «أحمد صبحى» مؤلف المسلسل كانت بها نكهة من الثأر والغضب من طغيان الحاكم وتلاعب رجال الدين.
 
«أحمد صيام» هو الشخصية البارزة فى المسلسل ليجسد رجل الدين الواعظ، ولكنه فى الأصل بهلوان يتراقص يميناً ويساراً حتى يطبل على قرارات العمدة والمأمور ويحلل ما هو حرام ويحرم ما هو حلال.
 
يؤكد «أحمد صيام» لنا أن دوره فى مسلسل «الزوجة الثانية» له تكنيك خاص عن باقى الأعمال التى يشارك فيها، خاصة أن العمل يتحدث عن مسيرة كاملة لرجال الدين الأفاقين والمتلونين الذين استخدمهم النظام للتأثير على الناس وتغيير معتقداتهم وأفكارهم حسب رؤية الحاكم مهما كان حجم الظلم الذى يعانون منه.
 
وأضاف إن شخصيته لمست عن قرب شخصية حقيقية ظهرت أثناء الثورة لتكبر على روح الشهداء ثم تنضم إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين ثم تخلت عنهم، أى شخصية تتلون حسب المصلحة وهذا هو حال أغلب الدعاة الآن على حد وصفه.
 
مسلسل «فرعون» لـ«خالد صالح» ويعزف على منظومة الفقر والجوع من خلال شخصية ''فرعون'' ورحلة صعوده بمساعدة من رجال أمن الدولة ورجال أعمال إلى أن يصل إلى قصره العظيم ليصبح هو الحاكم كل هؤلاء يأخذون أوامرهم منه ويتقلدون مناصب تحت إشرافه كما تكشف أحداثه عن حيل تهريب الآثار وتجارة السلاح على أيدى رجال أعمال وجماعات جهادية من خارج وداخل مصر.
 
«العقرب» لـ«منذر رياحنة» ويكشف أيضا أن الفقر سبب لتواجد البلطجية والخارجين عن القانون الذين يستخدمهم أى نظام لترويع وذعر الناس لقتل صوتهم مهما كان عاليا.
 
هذه الطبقة الآن تتمرد على نظام الحكم لتتناول الحبكة الدرامية فى هذا المسلسل تخلى هؤلاء البلطجية عن تنفيذهم لأوامر من كوادر الدولة حتى يصبح شغلهم الشاغل هو الشعب المصرى والمطالبة بحقهم بحياة أفضل.
 
أما مسلسل «القاصرات» لـ«صلاح السعدنى» فيفتح ملف المرأة المصرية التى تعرضت إلى انتهاكات كبيرة بعد حصار التيارات الإسلامية والتركيز على أنها آلة جنسية بينما ينكرون دورها فى المجتمع وتكشف «داليا البحيرى» عن دورها فى المسلسل قائلة: ما جذبنى للعمل هو القضية التى يناقشها من زواج الفتيات فى سن صغيرة لترى طفولتها تدمر أمام عينيها وهى تعطى نفسها لرجل يكبر عنها بـ 3 و4 أضعاف عمرها، كل هذا حتى يأتى الجيل القادم دون وعى أو إدراك لتتفشى نظرية الجهل والتعفن فى عقولهم.
 
لافتة إلى أن من يحارب المرأة من خلال جسدها، ما هو إلا شخص ضعيف لايملك القدرة على إنتاج ما أنتجته هى.
 
مسلسل «قصص النساء فى القرآن» لـ«يحيى الفخرانى» والذى ينساق وراء فكرة تكريم الإسلام وجميع الأديان السماوية لدور المرأة العظيم، والذى كشف من خلال السيناريو الخاص بالعمل عن السيدة «مريم» (رضى الله عنها) حين وضعت نبى الله (عيسى) عليه السلام لم ترض بأن ينتهك أحد بكلمة على شرفها إلى أن أمر الله (عيسى) بالحديث وهو فى المهد، ليشدد العمل على عدم رمى الناس بالمحصنات والتشكيك فى عفتهم وطهارتهم، خاصة بعد توالى عدد من الشيوخ بلعن الفنانات ومنهن «منى زكى» و«إلهام شاهين» و«يسرا» و«ليلى علوى» بأفظع الأوصاف مع الفارق بينهن وبين مكانة السيدة «مريم» رضى الله عنها ولكن التشديد على عفة اللسان هو المراد من الحديث.
 
مسلسل «آسيا» لـ«منى زكى» وتجسد دور راقصة منحلة تستسلم لضربات القدر وتتغلب على فقدانها للذاكرة حتى تتعرف على حيتان رجال الأعمال وتسبح فى الصفقات الكبرى وتجعل من الملهى الليلى قاعة للسهر والانبساط بالإضافة إلى وكر لرجال الأعمال المهمين.
 
وتعيش الفنانة التونسية «درة» نفس الحالة فى مسلسلها الجديد ''مزاج الخير'' والتى أيضاً تجسد فيه دور راقصة تقع تحت سيطرة تاجر مخدرات الذى يجسد شخصيته «مصطفى شعبان» فيحاول استغلالها لجذب نجوم المجتمع من رجال الأعمال والفنانين ونجوم الكرة حتى يصل بها الأمر لعقد عقود زواج عرفى كثيرة تصل إلى 4 عقود فى وقت واحد.
 
ليس ذلك فقط تلاعب «مصطفى شعبان» على أوتار تاجر المخدرات التقى الذى يخاف من الله ويزور بيته الحرام ولم يترك السبحة من يده ولا يشرب الخمور هو ما رأيناه من قبل فى مسلسل «الباطنية» من خلال شخصية ''العقاد'' ليؤكد أن الوجه الخارجى لبعض رجال الأعمال خداع وتزييف.
 
أما مفاجأة دراما رمضان السياسية فهو مسلسل «اسم مؤقت» ليوسف الشريف وإنتاج أحمد سيد عبدالعزيز الذى تشارك فى بطولته شيرى عادل إخراج أحمد جلال، حيث تعزف أحداثه على الواقع السياسى الحالى والألاعيب التى تمارس فى الانتخابات الرئاسية وحملات المرشحين وصفقات رجال الأعمال فيها لمصالحهم الخاصة، والمتوقع أن يثير جدلا واسعا، خصوصا أننا على حافة هذه الأحداث بعد عزل مرسى وبدء رحلة البحث على الرئيس المرتقب.
 
وفى نفس السياق.، يأتى مسلسسل «نظرية الجوافة» لإلهام شاهين وفيه تقدم نبوءاتها لثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان.. إلهام لخصت أحداثه بعبارة على برومو المسلسل تقول: «الثورة اللى بجد لسه جاية».